العسلي وجزاء سمنار

> محمد فارع الشيباني:

> لقد عرفت لأول مرة الأستاذ الدكتور سيف العسلي واعلن وأعني بمعرفته التواجد بالقرب منه وسماعه وهو يناقش ويطرح وجهة نظره في قضايا اليمن، كان ذلك قبل سنوات وفي قاعة المؤتمرات بفندق شيراتون صنعاء في ندوة أقامها البنك الدولي عن اليمن ولم يكن الأستاذ الدكتور العسلي مشاركاً في الندوة ولكنه كان مع من حضر تلك الندوة الدولية. وعند بدء النقاشات قام وألقى مداخلة حول المواضيع التي طرحت، والشيء الذي انطبع في ذهني ومازال حتى الآن هو ما جاء في مداخلته فقد هاجم الحكومة اليمنية كما هاجم البنك الدولي وقال عنه إنه لا يبالي ولا يهتم بالقضايا اليمنية وأنه -أي الأستاذ الدكتور العسلي - قد قدم تقارير عن الأوضاع الاقتصادية في اليمن وأن البنك لم يتهم بما جاء في تلك التقارير ولقد تصدى له حينذاك ممثلون عن الحكومة وآخرون وسخروا منه ومن أقواله إلى درجة أن أحدهم قال عنه كلاماً لا أستطيع ترديده وطلب منه السكوت .وفعلا أجبر على السكوت من قبل رئاسة الندوة ولكني حينها لم أستطع تكوين فكرة كاملة عن العسلي من خلال ما قاله وردة الفعل التي حصلت ضده وعندما سألت عنه بعض من يعرفونه لم تكن أجوبتهم مشجعة بل لا أستطيع أن أكتبها الآن وصدقاً فقد فوجئت في التعديل الوزاري الذي بموجبه أصبح الأستاذ الدكتور العسلي وزيراً للمالية ودارت في رأسي أسئلة كثيرة: كيف ؟ لماذا ؟ وما المقصود ؟ ألم يكن ضد الحكومة وضد النظام ؟ على الأقل مما سمعته منه في مداخلته في ندوة البنك الدولي ولم أستطع أن أجد جواباً عن الأسئلة الكثيرة وفي النهاية اقتنعت بأنني في اليمن، أليس اليمن بلد العجائب والغرائب إذن لاعجب !! ولم أفكر في العسلي مرة أخرى حتى عندما أخرج من المالية إلى وزارة التجارة وادعائه برفضها وقلت لنفسي لا عجب فأنت في اليمن.

ولكن الذي أدهشني بعد ذلك هو تودد الأستاذ للسلطة في سلسلة مقالات وكتاب ضخم وقد آلمني أن تصل الحالة بمثله إلى ذلك الوضع وكانت دهشتي واستغرابي الكبيرين لمقالته الأخيرة في صحيفة «الأيام» الغراء الصادرة يوم الخميس الماضي 22 نوفمبر 2007 بعنوان (الأجندة الوطنية والأجندات الأخرى) وكان واضحاً فيها محاولة الحصول على رضا النظام والسلطة حتى لو كان ذلك ضد أفراد من الشعب لاقوا من الظلم والعذاب درجة لا يمكن الصبر عليها فخرجوا يتظاهرون ويعتصمون مطالبين بحق ضائع ولم يحملوا السلاح وهم القادرون على ذلك بل لأنهم أبناء مجتمع مدني فلجأوا إلى الاعتصمات السلمية فإذا بالأستاذ الدكتور العسلي يقول عنهم في مقالته تلك «إن تعمد بعض أصحاب الأجندات غير الوطنية إشغال القيادة السياسية بقضايا مثل آثار حرب عام 1994م وتصحيح مسار الوحدة وتقاسم السلطة وإثارة النعرات الانفصالية والمناطقية والمذهبية ودغدغة العواطف وإثارة الرعب وغير ذلك من الممارسات غير المسئولة لا يساعد على توفير المناخات المناسبة للقيام بالاستثمارات الضرورية بهدف تحسين مستوى المعيشة للمواطنين» تصوروا ماذا يقول الأستاذ الدكتور العسلي فإن الدماء الزكية بالنسبة له والشهداء الذين سقطوا وهم يدافعون عن حقهم في الحياة الكريمة وإسقاط الظلم الذي لحق بهم ليسوا سوى أناس غير وطنيين ومثيرين للرعب ويقومون بممارسات لا توفر المناخات المناسبة للاستثمار ولم يسأل نفسه أو ضميره لماذا ضرب هؤلاء بالرصاص ؟ ومن الذي قتلهم ولماذا قتلوا بالأساس ولماذا خرج هؤلاء من منازلهم للاعتصام مطالبين بحق لم يحصلوا عليه مدة 13 سنة وهم صامتون يتحملون الجوع والفقر والمرض، لم يتساءل الأستاذ العسلي أين كانت التنمية والاستثمار طيلة السنين الماضية عندما كان هؤلاء في منازلهم وما عذر الحكومة والنظام خلال السنوات الماضية ولكن يظهر أن العسلي نسي ذلك لأنه لا يرى سوى شيء واحد ويعمل من أجله وهو أن يعود وزيراً في وزارة هو يختارها ولأجل ذلك يدبج المقالات ويؤلف الكتب للحصول على رضا السلطة والنظام.

وأخيراً إن كان نسي ما حصل له وجوزى جزاء سنمار فمهما عمل فإنه قد تمت الاستفادة منه ولم يعد في حاجة إليه فهل يفهم ؟

اللهم احفظ عدن آمين يارب العالمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى