قصة قصيرة ..بحكم العادة

> «الأيام» عبدالرحمن عبدالخالق:

> تحشر نفسك في جوف السيارة دافعاً- في البدء- عَجُزَك المتورم المتنافر حد الخصومة، مع تهدل كرشك. يصطدم كرشك بالمقود ويستقر، تأخذ نفساً عميقاً، لتنفثه عادماً من أنفك. وبروتينية مراهقة مستجدة، تبدأ صباحها بتفقد ما نبت في صدرها المثخن بالمتعة، ترفع رأسك، تسوي وضع المرآة النافرة أمامك، فيتبدى منها وجه أنثوي، محايد، جامد الملامح. تبتسم، ترفع حاجبيك، لا جديد يطرأ. الوجه الآخذ شكل لقطة سينمائية (C.S)* يبقى على وضعه محايداً، أقرب إلى الصرامة. شفتان حمراوان، مكتنزتان، مطبقتان، وعينان صقريتان، مستفزتان، مصوبتان بحدة على وجهك. تتبسم برجاء. العينان الحادتان، والفم المطبق بإحكام يبدو أكثر ثباتاً. وبتحد تخرج لسانك، تحركه كبندول ساعة عتيقة، أو قل كحية رقطاء تحاصر فريستها قبل الانقضاض عليها. ترفع يدك اليمنى، تحرك السبابة؛ حركة بذيئة، متقنة. يتحرك الوجه، ينفرج. يتكور الفم الأنثوي، يقذف لزوجة، تغطي وجهك، تخفي معالم الابتسامة عليه. تسقط يدك سريعاً، لتسحب كومة مناديل ورقية تحتفظ بها- عادة- لمثل هذه الحالات. تمسح ما علق على وجهك من لزوجة. تعيد وجهك إلى وضعه.

الوجه الأنثوي يغادر مكانه.

السيارة تنطلق.

وأنت.. أنت تستعد لجولة جديدة.

* Close Shot: لقطة قريبة تقترب فيها الكاميرا من الموضوع المصور لإبراز أحد أجزائه، وفي مثل هذه الحالة يبرز من الوجه الفم والعينان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى