بوش يطلق محادثات الشرق الأوسط وسط شكوك

> واشنطن «الأيام» مات سبيتالنيك :

>
استعد الرئيس الأمريكي جورج بوش لرعاية محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أمس الأربعاء ولكنه واجه تشككا عميقا بشأن احتمالات التوصل لاتفاق قبل انتهاء ولايته بعد 14 شهرا.

ويجمع بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد يوم من مؤتمر شاركت فيه 44 دولة تعهد خلاله الزعيمان بمحاولة الاتفاق على معاهدة سلام بنهاية عام 2008 تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وسيستخدم بوش اجتماع البيت الأبيض لاطلاق رسميا مفاوضات بين الجانبين.

وستأتي المحادثات تتويجا لثلاثة أيام من الجهود الدبلوماسية المكثفة في الشرق الأوسط خيم عليها سعي بوش كي ينجز في عام ما عجزت عنه الإدارات الأمريكية المختلفة على مدى عقود.

غير أن الزعماء الثلاثة يعانون سياسيا في الداخل الأمر الذي يثير شكوكا فيما إذا كان بامكانهم الوفاء بتعهداتهم كما أن الشعور بعدم الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين سيجعل إحراز أي تقدم صعبا.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في مقابلة مع محطة (إن.بي.سي) "لا يوجد وقت ملائم في الشرق الأوسط ولذا فقد تعاملنا مع الظروف القائمة الآن."

وفي مؤشر على وجود عقبات رفض إسلاميو حماس التوجه الجديد نحو السلام وتعهدوا بتقويضه. وتصاعدت أعمال العنف فقال مسعفون إن صواريخ إسرائيلية قتلت اثنين من ضباط البحرية التابعين لحماس في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.

وافتتح بوش الذي واجه انتقادات لعدم بذل المزيد من الجهد لحل الصراع من قبل مؤتمر أنابوليس أمس في الأكاديمية البحرية الأمريكية بقراءة بيان مشترك تفاوض عليه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني ولكنه تجنب القضايا الأساسية التي تفصل بينهما.

إلا أن بوش أشاد بأولمرت وعباس لأنهما "اتفقا على البدء فورا بنية خالصة في مفاوضات ثنائية" كما ألزمت إسرائيل والفلسطينيون أنفسهم بارسال فرق للتفاوض للمشاركة في جلسة جديدة تعقد في القدس في 12 ديسمبر كانون الأول.

إلا أن التواجد العربي في حد ذاته بما في ذلك المملكة العربية السعودية وسوريا عزز أكثر محاولات بوش جدية لاحلال السلام منذ توليه الرئاسة عام 2001 .

أما بالنسبة للولايات المتحدة فان الدافع الآخر لحضور عدد كبير من المشاركين هو الرغبة للتصدي للنفوذ الإقليمي المتزايد لإيران التي تنتقد جهود السلام مع إسرائيل.

وشكك بعض المحللين في التزام إدارة بوش بالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال بروس رايدل من معهد بروكينجز "أعتقد أن هناك الكثير من الشك المتبقي بشأن ما إذا كانت الإدارة مستعدة لتولي الحمل الثقيل من أجل إنجاح الأمر."

ويأمل بوش أيضا أن يحقق نجاحا في سياسته الخارجية لتحسين إرثه إلا أن حرب العراق التي لا تحظى بشعبية والتي تعد العنصر الرئيسي في تراجع شعبيته قد تحد من قدرته على المناورة.

وشعبية أولمرت متدنية أيضا ويرجع ذلك جزئيا إلى حرب لبنان العام الماضي كما يعارض أعضاء الجناح اليميني في ائتلافه الحاكم تقديم أي تنازلات.

أما عباس فقد في يونيو حزيران سيطرته على قطاع غزة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وجاء اتفاق أنابوليس بعد مفاوضات مطولة استمرت حتى اللحظات الأخيرة بين الجانبين بشأن وثيقة مشتركة تخطط مسار المفاوضات المتعلقة بقضايا الوضع النهائي المتمثلة في القدس والحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين,وكانت الوثيقة غامضة بشأن الجوانب الرئيسية للدور الأمريكي.

وقال مسؤولون إسرائيليون وغربيون اليوم إن من المتوقع أن يراقب جنرال في البحرية الأمريكية مدى التزام الفلسطينيين وإسرائيل بخارطة الطريق الضرورية لإنجاح محادثات السلام التي انطلقت في المؤتمر الذي رعته الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون أن الجنرال جيمس جونز الذي كان القائد الأعلى لقوات حلف الأطلسي في أوروبا هو المرشح الأبرز للفصل فيما إذا كان الفلسطينيون يقمعون المتشددين وما إذا كانت إسرائيل تجمد النشاط الاستيطاني وفقا لما تنص عليه خارطة الطريق.

ولكن بخلاف القبول بإطار لمحادثات السلام فإن أولمرت وعباس لم يعطيا أي مؤشر على تقديم تنازل بشأن خلافاتهما حينما تحدثا أمام المؤتمر.

وبدأ أن الإسرائيليين حققوا الكثير مما جاءوا لتحقيقه في أنابوليس فيما ندد كثير من المعلقين العرب بالمؤتمر لكونه حدثا إعلاميا هدفه إصلاح صورة بوش التي تضررت جراء الحربين في العراق وأفغانستان.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله اليوم إن روسيا ستستضيف المؤتمر القادم للسلام في الشرق الأوسط.

وقال لافروف للصحفيين على متن طائرة في طريق عودته للوطن من مؤتمر أنابوليس "لم نتفق بعد على توقيت هذا الاجتماع وجدول أعماله."

(شارك في التغطية جيفري هيلر وآدم انتوس وسو بليمنج ومحمد السعدي وكارين بوهان وتبسم زكريا في واشنطن وخالد يعقوب عويس في أنابوليس ونضال المغربي في غزة ورضا دراخشي في طهران ووفاء عمرو في رام الله وربيكا هاريسون في القدس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى