محللون.. براون قد لا ينجو من آثار فضيحة مالية

> لندن «الأيام» لوك بيكر :

>
جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني
جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني
إذا كان الأسبوع في معترك السياسة يعد فترة طويلة فإن الأسبوع الماضي كان فترة طويلة جدا بالنسبة لجوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الذي استدرج إلى فضيحة تتعلق بتبرعات سياسية سرية.

تراجعت في الشهرين الماضيين شعبية براون التي كانت كبيرة في استطلاعات الرأي قبل خمسة أشهر مع تعثر الحكومة من كارثة لأخرى.

تهدد الكارثة الأحدث بأن تجب ما سبقها من كوارث وإن كان المحللون لا يتوقعون أن تؤدي إلى شيء مثير كسقوط الحكومة مثلا إلا أنها قد تنطوي على مضاعفات على فرص براون الانتخابية على المدى البعيد.

وقال بيتر كيلنر خبير استطلاعات الرأي والمحلل السياسي مشيرا إلى يوم في عام 1992 دمرت فيه حكومة حزب المحافظين "المسألة الأوسع نطاقا هي هل ستتحول هذه الكارثة بالنسبة لحزب العمل إلى شيء شبيه (بالأربعاء الأسود).. وهي سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى تغيير الطريقة التي يفكر بها الناخبون في الحكومة."

وتابع قائلا "اعتقد أن الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد."

وتدور فضيحة التبرعات التي أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم (دانرجيت) حول تبرعات تقدر بأكثر من 650 ألف جنيه استرليني (1.3 مليون دولار) قدمها لحزب العمال البريطاني الذي ينتمي إليه براون مستثمر عقاري دفع الأموال عبر وسطاء لتجنب الكشف عن هويته.

ولا يوجد ما يشير إلى أن براون الذي كان وزيرا للمالية له صلة بالأموال. ولكن هناك صلة بين أعضاء كبار في حكومته ودوائر مقربة منه وطلب من الشرطة أن تحقق في الأمر.

وجاء براون (56 عاما) للسلطة متعهدا بإعادة الثقة في السياسة بعد أن لوثت فضيحة "الألقاب مقابل المال" رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير المتهم بمنح رتب وألقاب مقابل تبرعات.

وواجهت الحكومة عثرة كبيرة في الشهر الماضي عندما استبعد براون إجراء انتخابات مبكرة في خطوة وصفها حزب المحافظين المعارض بأنها تراجع بعد أن خسر حزب العمال تقدمه في استطلاعات الرأي والذي كان يزيد على عشرة في المئة.

وكانت فضيحة التبرعات التي تأتي في أعقاب قضيتين مثيرتين للجدل آخر ما يتوقعه براون.

ورغم أن الشرطة لم تقرر بعد بدء تحقيق في الفضيحة غير أن الأمين العام لحزب العمال البريطاني استقال بسبب دوره في الفضيحة وأعيدت الأموال.

لكن لحق ضرر على ما يبدو ببراون وحكومته وشحذت المعارضة أسلحتها.

ويعتقد أنتوني سيلدون كاتب سيرة توني بلير إن مسألة معاناة براون من عواقب الفضيحة مسألة وقت وحسب.

وقال لرويترز "لا اعتقد أن هذه (الفضيحة) ستؤدي إلى سقوط الحكومة لكن اعتقد أنها ستؤدي إلى سقوط براون."

ومضى يقول "إنه (براون) ليس واثقا من برنامجه للمستقبل كما أنه لا يمسك بزمام الأحداث الراهنة. وإذا لم يتخلص من هذه المشكلات قبل مايو القادم فستثور تساؤلات من الحزب بشأن جدوى بقاءه."

ولا توجد ثمة حاجة تضطر حزب العمال إلى الدعوة لانتخابات عامة قبل عام 2010.

لكن حزب المحافظين المعارض وحسبما يشير استطلاع للرأي متفوق الآن بمقدار 11 نقطة على حزب العمال وهو أكبر تفوق يحققه المحافظون منذ أن كانت مارجربت ثاتشر في السلطة. وكان حزب العمال متفوقا على حزب المحافظين بالقدر نفسه تقريبا قبل ثلاثة أشهر.

ويقول معلقون إن براون الذي انتظر لسنوات تسلم السلطة من بلير يأتي كما لو كان خلفا أخرق لشخصية سلفه الكارزمية ذائعة الصيت. وأثارت تلك المشكلة شكوكا بشأن مظهر براون كرئيس للوزراء في الأسبوع الماضي,وبدلا من تقديم رد سريع أجاب براون بنظرة مخيبة للآمال. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى