المعلمة البريطانية تغادر السودان مشفوعة بعفو رئاسي

> الخرطوم «الأيام» تشارلز اونيانز :

>
جانب من المتظاهرين
جانب من المتظاهرين
غادرت المعلمة البريطانية جيليان غيبونز السودان مساء أمس الإثنين بعد الافراج عنها اثر صدور عفو من الرئيس السوداني عمر البشير عنها بعد ان حكم عليها بالسجن 15 يوما لادانتها بالاساءة الى الاسلام.

وقال عمر داير المتحدث باسم السفارة البريطانية في السودان لوكالة فرانس برس "استطيع التاكيد بانها غادرت البلاد مع عضوي مجلس اللوردات" المسلمين.

وغادرت البارونة سعيدة وارسي واللورد نظير احمد على متن رحلة لطيران الامارات متوجهة الى دبي، ومنها الى بريطانيا، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس في مطار الخرطوم.

وكانت السفيرة البريطانية روزاليند مارسدن واعضاء اخرون من السفارة في وادعهما لكن الصحافيين لم يروا المعلمة غيبونز.

وقابل الرئيس السوداني في الصباح عضوي مجلس اللوردات اللذين جاءا ليلتمسا منه العفو عنها.

وكان حكم على المعلمة البريطانية جيليان غيبونز (54 عاما) الخميس بالسجن 15 يوما بتهمة اهانة الاسلام بعد ان سمحت لتلاميذ في السادسة والسابعة من العمر بتسمية دب دمية على اسم الرسول محمد.

والمعلمة المتحدرة من ليفربول اعتقلت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر وسجنت في الخرطوم. وتم نقلها الجمعة الى مكان سري اثر تظاهرات في العاصمة السودانية حيث ردد المتظاهرون هتافات تطالب باعدامها.

وبعد الاعلان عن الافراج عنها، تظاهر نحو خمسين شخصا لفترة قصيرة امام السفارة البريطانية في الخرطوم احتجاجا، كما افاد شهود.

ونشر المتظاهرون الذين قدموا على متن حافلتين لافتة تقول "النصرة لرسول الله" قبل ان يتفرقوا بهدوء.

وقال متحدث باسم السفارة ان ممثلا عن المتظاهرين سلم مذكرة احتجاج للسفارة.

واعلنت الرئاسة السودانية صباح الاثنين ان الرئيس البشير اصدر عفوا عن المعلمة البريطانية.

وقال المسؤول الاعلامي في الرئاسة السودانية محجوب فضل البدري اثناء لقاء البشير مع عضوي مجلس اللوردات البريطاني "تم العفو عنها اثر وساطة البارونة سعيدة وارسي واللورد نظير احمد".

وفي لندن، عبر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاثنين عن ارتياحه.

وقال براون في بيان "شعرت بالسرور والارتياح عندما علمت ان جيليان غيبونز سيفرج عنها"، معتبرا ان "الحكمة تغلبت". واضاف ان "سفارتنا في الخرطوم ستتولى رعايتها عند الافراج عنها بعد محنتها".

واشاد رئيس الحكومة البريطانية بوساطة العضوين المسلمين في مجلس اللوردات. وقال "اشيد بالجهود الخاصة للورد احمد والبارونة وارسي لاطلاق سراحها".

وحذرت لجنة العلماء في السودان التي تتمتع بنفوذ كبير في بيان نشرته الصحافة أمس الإثنين من الافراج عنها قبل نهاية عقوبتها، معتبرة ان الحكم "مخفف جدا".

وكانت المعلمة تواجه عقوبة تصل الى السجن حتى ستة اشهر مع اربعين جلدة وغرامة.

وكان البرلمانيان البريطانيان اللذان وصلا الى الخرطوم السبت الماضي، ارجآ أمس الأول عودتهما الى لندن لمقابلة الرئيس البشير. ولاحظ الصحافيون الذين سمح لهم بالدخول الى القصر الرئاسي لفترة وجيزة، ان الجو كان وديا ويسوده الارتياح.

وبدا ان الوساطة التي قام بها البرلمانيان لقيت قبولا اكبر لدى النظام الاسلامي في الخرطوم من وساطة بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة في السودان، على خلفية التوتر بين هذه الدولة وعدد من الدول الغربية مع السودان بشان مسالة دارفور.

وبعد الحصول على العفو من الرئيس البشير، اعلن اللورد احمد للصحافيين انه "يشعر بالفخر" لحصوله مع البارونة على قرار بالافراج عن المعلمة جيليان غيبونز.

وقال "نامل ان تتواصل المساعدة البريطانية للسودان وان لا تتاثر العلاقات بين بلدينا بهذا الحادث. اعتقد ان هذه العلاقات ستترسخ بالفعل".

اما البارونة وارسي، فتلت بيانا للمعلمة امام الصحافيين تعرب فيه عن "احترامها الكبير للاسلام". وقالت انها لم تكن تساورها اي نية "بالاساءة الى اي كان".
واشادت ايضا "بلطف وسخاء الشعب السوداني".

وقدمت جيليان غيبونز ايضا اعتذارها لانها سببت متاعب لاصدقائها السودانيين ووجهت لهم الشكر.

كما رحبت المدرسة السابقة التي كانت جيليان غيبونز تعلم فيها في ليفربول حتى تموز/يوليو الماضي قبل ان تغادر الى السودان، بالافراج عنها.

وقالت مديرة المدرسة جيل جونز "باسم المعلمين والادارة والاطفال واهالي تلامذة المدرسة الابتدائية +دوفيكو+، اود ان اعرب عن ارتياحنا الكبير وسعادتنا اثر الاعلان عن الافراج عن جيليان غيبونز". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى