حرمان عدن من ثروتها السمكية

> «الأيام» محمد علي الجنيدي:

> إن الدولة الحكيمة تسعى دوماً سعياً دؤوباً في استثمار مواردها وثرواتها واستغلالها في تطوير وتنمية اقتصادها وتجارتها لكي تواكب الدول المتطورة، ليعود على أبناء هذه الدولة بالخير والمنفعة وينعموا بالاستقرار والثبات في مستوى معيشي يواكب أي موجة غلاء أو أي كوارث وأزمات تواجهها، مثلما هناك دول حكيمة توجد كذلك دول عقيمة متخلفة تستخدم طرقاً رجعية في الاستثمار، كأنها ليست ملمة في استثمار مواردها، وذلك ليعود على خزائن تلك الحكومة بالمال المدر والعملة الصعبة، لكنها لا تستخدم في تدعيم أسباب العيش الهانئ وتطوير كل مناحي الحياة، وتعزيز البنى التحتية، فتستأثر بتلك الأموال مجموعة أشخاص، وتقسم على الكبار والمسئولين لإشباع رغباتهم من المال العام، إلا أن هذه الدول سرعان ما تتهاوى وتتلاشى مع تطور التداعيات والشعور بالظلم والنهب والسلب الذي سلط على أبنائها.

إن وطننا ينعم بالثروات التي تتركز في مناطق محددة، وكل منطقة تتميز عن الأخرى من حيث نوعية الثروة، فتجد إقليماً غنياً بثروات زراعية وحيوانية، وآخر يمتلك ثروة سمكية، وغيره يمتلك ثروة نفطية ومعدنية، ومنها ما يمتلك المعالم الأثرية والسياحية، لكن ما لا يعلمه البعض أن في كثير من دول العالم تعطى الأولوية لاستغلال الثروة وتوزيعها بشكل عادل، والأولوية عادة تكون للمناطق المستخرجة فيها هذه الثروات.

جميعنا يعلم أن مدينة عدن تعتبر من بين المناطق الغنية بالثروات السمكية، تلك المدينة التي لم يأت عليها يوم وينقطع السمك عن أبنائها، بل كان يفيض عن حاجتهم، وكان السمك بالنسبة إليهم وجبة أساسية لا يخلو منه وجبات اليوم الثلاث.

ونظراً لتأثر أبناء مدينة عدن واستيائهم من أسعار الأسماك الخيالية وشحتها عند أهالي المدينة نتيجة ارتفاع أسعارها، وعندما نتحرى عن أسباب ارتفاع أسعاره نجده يعود إلى استثماره من قبل الشركات والمؤسسات التي تستأثر به لنفسها وتقوم بشرائه من الصيادين بأسعار مناسبة ومغرية لتقوم بتعليبه وتصديره إلى الخارج إلى جانب سماح الشركات الأجنبية بالاصطياد العشوائي، وهذا يؤثر على سيطرة السوق واحتكاره، وينتج من الاصطياد العشوائي تأثير ضار على المراعي.

لا أريد أن أزيد من استيائكم وقهركم مما يجري من إهدار للثروات، لأن هذا هو حالنا، فالنهب لا يتوقف في كل المجالات بما فيها الموارد، ويبرره المفسدون بحجة الاستثمار والتنمية وتعزيز البنى التحتية، وما إلى ذلك من الشعارات والهتافات التي لم نر منها شيئاً، حقاً يا له من ظلم أليم وذل مهين، ليس لمدينة عدن وحدها وإنما لعدة مناطق مختلفة من أرجاء الوطن، ، فلا يصح نجاح الاستثمار إلا في حالة وجود معايير وأنظمة وقوانين يتم من خلالها رسم المعالم بصورة متكاملة، كما أن المواد يجب أن تباع بأسعار رمزية كونها ثروات محلية وليست مستوردة. إن أبناء محافظة عدن قد وصل بهم الاستياء ذروته وهم أصحاب حق وثروة فمن يعيد لهم تلك الحقوق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى