> لوسيرن سويسرا«الايام الرياضي« د.ب.ا:
وللمرة الاولى في تاريخ البطولة يشهد جدول البطولة قسمين مميزين للقرعة لا يلتقيان إلا في نهائي البطولة.. وفي ظل هذا النظام تكون المواجهة محتملة في الدور قبل النهائي للبطولة بين فريقين التقيا بالفعل في الدور الاول (دور المجموعات) حيث يلتقي أول وثاني المجموعة الاولى مع ثاني وأول المجموعة الثانية على الترتيب في دور الثمانية ويتأهل الفائزان في المباراتين ليلتقيان في الدور قبل النهائي.. كما يلتقي أول وثاني المجموعة الثالثة مع ثاني وأول المجموعة الرابعة على الترتيب ليصعد الفائزان في المباراتين ليلتقيان أيضا في الدور قبل النهائي وبالتالي فإن فرق المجموعتين الأولى والثانية لن تلتقي مع فرق المجموعتين الثالثة أو الرابعة إلا في الدور النهائي.
وقال متحدث عن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) إن اليويفا وضع جدول مباريات البطولة بحيث يمنح راحة متساوية لجميع الفرق بين كل مباراتين لأي من المنتخبات المشاركة للبطولة.. وقال:
«يمكن أن يكون هناك فارق في الراحة بين فريق وآخر لا يتجاوز يوما واحدا.. بينما كانت بعض الفرق تحصل على خمسة أيام راحة مقابل ثلاثة أيام راحة لمنافسيها خلال بطولة يورو 2004 بالبرتغال».
وقال إن اليويفا وضع جدول المباريات بعد
ما وضع في اعتباره ردود فعل المنتخبات المختلفة في يورو 2004 .. وأوضح:«نعتقد أن ذلك حلا عادلا للجميع».. وكانت المجموعة الثالثة في نهائيات يورو 2008 والتي أسفرت عنها القرعة التي أجريت يوم الاحد الماضي في مدينة لوسيرن السويسرية هي المجموعة التي أراد الجميع تجنبها لأنها ضمت إلى جوار المنتخبين الفرنسي والايطالي طرفي المباراة النهائية المنتخبين الهولندي والروماني أيضا لتستحق لقب (مجموعة الموت)..ويلتقي المنتخبان اللذان يحتلان المركزين الاول والثاني في هذه المجموعة ليلتقيا في دور الثمانية مع صاحبي المركزين الثاني والاول على الترتيب في المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات اليونان حامل اللقب وروسيا وأسبانيا والسويد.
وربما يكون المدرب الالماني أوتو ريهاجل المدير الفني للمنتخب اليوناني مقتنعا وسعيدا بالوقوع في المجموعة الرابعة أمام هؤلاء المنافسين لكنه يبدو أقل رضى بمواجهة أي من منتخبات المجموعة الثالثة إذا تأهل لدور الثمانية.. وقال أوتو ريهاجل بعد إجراء القرعة إنه يرغب في احتلال قمة مجموعته بالدور الاول للاستمرار في سويسرا.. أما بالنسبة للمدرب الايطالي روبرتو دونادوني المدير الفني لمنتخب بلاده فقد كانت القرعة تأكيدا للشعور الذي سيطر عليه قبل حفل إجراء القرعة.
وأكد دونادوني أن شعورا قويا سيطر عليه بأن فريقه سيقع في مجموعة صعبة. وقال:«قدمنا عروضا هزيلة في التصفيات والآن سنواجه قرعة صعبة».. وفي الوقت الذي بدا فيه بعض الحزن على مسئولي منتخبات فرنسا وهولندا وإيطاليا بعد القرعة تلقى مسئولو المنتخب الالماني القرعة بشكل أكثر سعادة ليس فقط لأنهم تجنبوا الوقوع مع منتخبات فرنسا وإيطاليا وهولندا في مجموعة الموت وإنما أيضا لأنهم تجنبوا مواجهة أي من الفرق الثلاثة حتى المباراة النهائية للبطولة. وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الالماني إن منافسيه في المجموعة الثانية وهم منتخبات النمسا وكرواتيا وبولندا قوية ولا يمكن التعامل معها باستخفاف.
ولكن الحقيقة أن المنتخب الالماني حالفه حظ كبير في هذه القرعة.. وإذا تأهل المنتخب الالماني للدور الثاني (دور الثمانية) سيلتقي مع أحد منتخبات المجموعة الاولى وهي منتخبات سويسرا والبرتغال وتركيا والتشيك. وسيكون على المنتخب الألماني من أجل التأهل للدور الثاني أن يحقق الفوز في مباراة واحدة على الاقل في الدور الاول للبطولة وهو ما لم يحققه في بطولات كأس الامم الاوروبية منذ أن فاز على المنتخب التشيكي 1/2 في نهائي كأس أوروبا عام 1996 .. وفشل المنتخب الالماني في تحقيق أي فوز في بطولتي كأس الامم الاوروبية 2000 و2004 ليخرج من الدور الاول في البطولتين. وبالنسبة للمدرب كاريل بروكنر المدير الفني للمنتخب التشيكي سيكون اللعب مع المنتخب السويسري أحد ممثلي الدولتين المضيفتين مواجهة ذات طابع خاص. وقال بروكنر :«لا أريد أن أقول ما إذا كانت قرعة جيدة أم سيئة.. سأكون مقتنعا فقط إذا تأهلنا للدور الثاني في البطولة».
وأعرب ألكسندر فراي قائد المنتخب السويسري عن سعادته بالقرعة وثقته في قدرة فريقه على التأهل للدور الثاني في يورو 2008 .. وقال فراي مهاجم بوروسيا دورتموند الالماني إنه لأمر جيد أن يلتقي الفريق نظيره التشيكي في أولى مبارياته بالبطولة لانها أكثر مباريات الفريق أهمية في هذا الدور.. وشارك فراي في حفل إجراء القرعة والذي شهد الكشف عن الكرة الجديدة التي ستستخدم في مباريات البطولة..وقال فراي:«المباراة ليست سهلة ولكن يمكن تحقيق الفوز فيها.. وإذا حققنا الفوز فيها سيكون دافعا قويا لنا وقد نقدم عروضا ونتائج قوية في مبارياتنا التالية».
وستشهد نفس المجموعة صراعا جديدا بين المنتخبين السويسري الذي يخوض مبارياته الثلاث في المجموعة بمدينة بازل والتركي بعد أن تغلب المنتخب السويسري على نظيره التركي عام 2005 في الملحق الفاصل بالتصفيات الاوروبية المؤهلة لكأس العالم 2006 .. وكانت مباراة الفريقين باسطنبول ضمن هذا الدور الفاصل قد تسببت في فرض عقوبات على المنتخب التركي بخوض ست مباريات بعد ذلك على ملعب محايد وإيقاف عدد من لاعبيه لأعداد متفاوتة من المباريات بسبب أعمال الشغب والعنف التي صاحبت هذه المباراة بعد تأهل المنتخب السويسري لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا على حساب نظيره التركي.. وقال فراي:«لا أعتقد أن أي من اللاعبين سيتأثر بهذه الاحداث السابقة عندما يلتقي الفريقان في نهائيات يورو 2008 .. شاهدت مدربهم فاتح تريم هنا خلال القرعة وتعانقنا فلم تعد هناك مشاعر سيئة بين الطرفين».. وقال فراي إنه يأمل في بداية جيدة لفريقه بالبطولة مشيرا إلى أن البطولة قد تشمل مساندة المشجعين للفريق بعد ذلك.. وأضاف:«اللعب على ملعبنا يكون شيئا خاصا دائما وإذا ساندتنا الجماهير ستكون مثل لاعب إضافي ضمن صفوفنا في أرض الملعب.. وإذا حدث ذلك سنتمكن من تقديم عروض ونتائج جيدة». وفي الوقت الذي يرى فيه فراي المباراة مثل أي مباراة وأن الفريق يرغب في تحقيق الفوز في هذه المباراة مثلما يرغب في الفوز على التشيك والبرتغال يرى دويلف براك الخبير في مكافحة شغب الملاعب أن المباراة في غاية الخطورة.
قرعة يورو 2008 ستظل شاهدة على لقاءات كرة القدم بالتاريخ والثقافة
ربما يتحول نظر عشاق الساحرة المستديرة في أوروبا ومدربو المنتخبات الستة عشر المشاركة في كأس الامم الاوروبية القادمة )يورو 2008( لكرة القدم في الشهور القليلة المقبلة إلى استعداد هذه الفرق لنهائيات البطولة لكن شيئا ما بخلاف كرة القدم سيظل عالقا في الأذهان عن قرعة البطولة والتي استضافتها مدينة لوسيرن النمساوية.. ولم يقتصر حفل إجراء القرعة الذي أقيم بمركز الثقافة والمؤتمرات في لوسيرن على مراسم إجراء القرعة وإنما كان لقاء شاملا بين الثقافة وكرة القدم والتاريخ.. ورغم البساطة التي تتسم بها حفل القرعة والذي صممه المهندس الفرنسي جان نوفيل جذبت العديد من فقرات الحفل وفود ومندوبي الفرق المشاركة في البطولة والضيوف المدعوين للحفل وفي مقدمتهم الرئيس السويسري صامويل شميدت والمستشار النمساوي ألفريد جوسنباور والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وتكلف حفل إجراء القرعة 4ر1 مليون فرنك سويسري (23ر1 مليون دولار) وأقيم تحت شعار «كرة القدم تلتقي بالموسيقى الكلاسيكية» ونال هذا الحفل إعجاب جميع الضيوف.. واستمر الحفل لأقل من ساعة واحدة حيث شهد فقرة غنائية قدمها المطرب الاسباني العاشق لكرة القدم خوسيه كاريراس بمشاركة مجموعة من المنشدين والعازفين النمساويين..كما قدمت العازفة السويسرية إيليانا بوركي /23 عاما/ فقرة أخرى عزفت فيها مقطوعة من موسيقى الادوات الموسيقية السويسرية التقليدية بصحبة أوركسترا الاذاعة النمساوية السيمفوني.. وكان أحد أبرز مظاهر الحفل هو حضور قادة المنتخبات الفائزة بالبطولات ال12 السابقة لكأس الامم الاوروبية أو مندوبين عنهم وذلك بدعوة من أسطورة كرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة (يويفا) الذي كان قائدا لمنتخب بلاده الذي فاز بكأس أوروبا عام 1984 .
وحضر ممثل للمنتخب الروسي الفائز بكأس الامم الاوروبية الاولى عام 1960 اللاعب السابق فالنتين إيفانوف نجم خط الوسط المهاجم لفريق توربيدو موسكو. أما المنتخب الأسباني الفائز بلقب البطولة الثانية عام 1964 فحضر عنه لويس سواريز مندوبا عن فيرناندو أوليفيا الذي كان قائدا لهذا الفريق والذي لم يتمكن من السفر إلى سويسرا لوجوده في المستشفى. وشارك في الحفل أيضا الحارس الايطالي العملاق السابق دينو زوف كأحد أعضاء المنتخب الايطالي الفائز بلقب كأس الامم الاوروبية الثالثة عام 1968 بينما ظهر أسطورة كرة القدم الالماني فرانز بيكنباور في الحفل بصفته قائد المنتخب الالماني الفائز بلقب البطولة الرابعة عام 1972 والذي تغلب على المنتخب السوفيتي في المباراة النهائية. وحضر التشيكي أنطون أندروس الحفل مندوبا عن المنتخب التشيكوسلوفاكي الفائز بلقب البطولة الخامسة عام 1976 حيث كان قائدا لهذا المنتخب.
وأعرب إيفانشيتز عن انتظاره بلهفة لخوض المباريات بهذه الكرة والتي وصفها بأن لها سطحا يشبه بثرات الاوز.. وبعد كل ذلك أقيمت الفقرات الثقافية للحفل كما أجريت مراسم سحب القرعة وانتهى الحفل بمقطوعة موسيقية كلاسيكية أخرى عزفتها فرقة الاوركسترا السيموفني لاذاعة فيينا.