الكرة اليمنية بحاجة إلى فلسفة

> «الأيام الرياضي» جميل عبدالوخاب:

> حاولت وفي مناسبات مختلفة أن أحل نفسي من هذا الارتباط المربك بعالم الرياضة عامة والإعلام الرياضي خاصة.. ولأسباب مختلفة، ولكن قلمي- دائما- ما كان يلح علي ويتمسك بمعرفة السبب برغم معرفته -أي قلمي -بكثير من الأسباب ..فقلمي هو من يشاركني همومي ويفهمها ، ويحزن لحزني ويكتئب لاكتئابي.

على العموم دعونا نلج الموضوع الرئيسي في هذه التناولة الصحفية، والمرتبط بمبدأ (عصرنة الرياضة وتطورها في أي مجتمع.. هو انعكاس لعصرنة هذا المجتمع وتطوره في مختلف مجالات الحياة)، وإذا تحدثنا عن لعبة كرة القدم- تحديدا- باعتبارها واجهةالرياضة في أي مجتمع كان، وتكتسب هذه الواجهة من شعبيتها الطاغية -شئنا أم أبينا- فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: أين نحن من عصرنة كرة القدم وتطورها؟ والذي يفترض أنه يشكل انعكاسا لعصرنة مجتمعنا اليمني وتطوره في مختلف مجالات الحياة.

والأكيد أنني هنا لا أتحدث عن إنجاز منتخبنا الوطني للناشئين وتأهله لنهائيات كأس آسيا التي ستحتضنها (إيران) العام القادم، ولا عن تأهل منتخبنا الوطني للشباب إلى نهائيات آسيا في السعودية ، فقد سبق لنا الإشادة بهذين الإنجازين وفي صحف مختلفة، كما هو الأكيد أيضا أنني لا أتحدث هنا عن إخفاقات منتخبنا الوطني الأول في مشوار تصفيات كأس العالم، فقد سبق لنا نقد هذا الإخفاق وتحليل أسبابه، وفي صحف مختلفة أيضا، ولكني أتحدث هنا عن عصرنة كرة القدم اليمنية وتطورها من حيث التعامل معها( كفلسفة)، والفلسفة الجيدة هي التي تطرح الأسئلة الجيدة، وتأتي إجاباتها وافية شافية، وتتضمن هذه الإجابات بالنسبة لواقعنا الكروي وضع استراتيجية لتطور واقعنا الكروي (تصاعديا) بمعنى الابتعاد عن الحلول (الآنية) لتطور واقعنا الكروي، والذي ربما تفرحنا كثيرا بإنجاز هنا وآخر هناك، ولكنها تبكينا أكثر مع تلاشي مثل هكذا إنجازات.كما حدث مع منتخبنا الوطني للناشئين، والذي وصل للعالمية، فرحنا كثيرا بالإنجاز الكبير الذي حققه، ولكننا ذبحناه بالآنية..إن واقعنا الكروي يحتاج من حيث التعامل معه كفلسفة ينتج عنها استراتيجية تخدم تطورنا الكروي يحتاج أولا إلى إصلاح حال الأندية والمنشآت الحديثة، وانتظام مسابقاتنا الكروية المحلية، وإتاحة الفرصة للأندية (أولا) للاحتكاك الخارجي، وهكذا بالنسبة للمنتخبات الوطنية (الأول، الأولمبي، الشباب، الناشئين)، بمعنى أن مشاركات منتخباتنا الوطنية وفي مختلف التصفيات الرسمية العربية والآسيوية -محددة سلفا- وعليه وباختصار يجب الإعداد لها وبشكل يبعد منتخباتنا الوطنية عن الظهور شريدة ومطاردة، وهذا يحتاج ممن يقودون كرتنا اليمنية ويرسمون ملامح تطورها التمتع بالهوية الفنية، والنضج الكروي الإداري التنسيقي، والقدرة على التخطيط (قريب المدى وبعيد المدى)، ومن ثم وهو الأهم التنفيذ الإيجابي.

نهاية المطاف

بين الدخلاء على الرياضة وأبنائها المستنيرين يجب التصدي والانتصار لقضايانا الرياضية الحيوية(واقعيا) والتصدي والانتصار للمبدعين الأصليين وللرموز الرياضية اليمنية المبدعة والمرموقة والذين نسجوا في غزل رياضة اليمن طوال سنين عديدة- بلا توقف- كانوا ومازالوا اوفياء للرياضة اليمنية، أمناء على جمال الرياضة وأخلاقياتها يرفضون التدجين بكل أشكاله..صادقين ووطنيين وإنسانيين، رجال ومستقلين كما رآهم كل من عرفوهم وعرفوا إبداعاتهم الرياضية الكروية الذي لا تخطؤه عين ولا يتجاوزه عقل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى