المعلمة البريطانية تعود إلى بلادها و لا تكن أي ضغينة للسودان

> لندن «الأيام» د.ب.أ :

>
جيلان جيبونز تشكر المفوض احمد
جيلان جيبونز تشكر المفوض احمد
عادت المعلمة البريطانية التي سمحت لطلابها بإطلاق اسم "محمد" على دمية على شكل دب إلى بلادها قادمة من السودان أمس الثلاثاء حيث قالت أن "المحنة" التي تعرضت لها لم تقلل حبها للبلد الواقع بشرق إفريقيا ولا لشعبه.

وأضافت جيلان جيبونز وهي تبتسم ابتسامة عريضة بعد هبوطها في مطار هيثرو في لندن "لقد توجهت إلى هناك لخوض مغامرة وحصلت على أكثر مما كنت أتوقع".

وبعد وقت قصير من وصولها تلقت مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء جوردن براون الذي أعرب فيها عن تمانيه لها بأن تكون بصحة جيدة ورغبته في تقديم المزيد من المساعدة لها إذا لزم الامر.

وكان اعتقال وإدانة جيبونز بسبب السماح لطلابها بإطلاق اسم محمد على دمية على شكل دب قد تصدر العناوين الرئيسية وأدى إلى توتر العلاقات بين بريطانيا والسودان.

وقالت جيبونز إن الحادث وتبعاته سبب "صدمة بالغة" لها وعلى الرغم من وصفها لتجربتها بأنها "محنة" قالت أنها لن تمنع أحد من الذهاب إلى السودان.

وأضافت "إنني في غاية الاسف لمغادرة السودان. لقد قضيت وقتا جميلا. إنه مكان جميل وتمكنت من رؤية بعض المناطق الريفية. لقد وجدت الشعب السوداني يتسم بالود والسخاء بشكل كبير وحتى حدث ذلك (محنتي).. كنت أعيش تجربة جميلة".

وكانت جيبونز وهي من ليفربول ببريطانيا قد قضت ثمانية أيام في السجن بالخرطوم بعد أن حكم عليها بالسجن 15 يوما بتهمة "ازدراء الاديان".

ونقلت من السجن إلى مكان سري لاسباب أمنية حيث وفرت لها وزارة الداخلية السودانية "سريرا مناسبا".

وقالت المعلمة "إنها كانت أفضل هدية على الاطلاق حصلت عليها".

وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير عفوا عنها أمس الأول في أعقاب تدخل حساس من قبل عضوين مسلمين في مجلس اللوردات البريطاني.

وأجابت جيبونز في معرض ردها على سؤال حول ما إذا كانت ستواصل عملها كمدرسة "إنني أبحث عن وظيفة - إنني عاطلة".

وبعد فترة قصيرة من إعلان إطلاق سراحها تظاهر نحو 40 شخصا خارج السفارة البريطانية في الخرطوم احتجاجا على القرار.

وقال رئيس الوزراء إنه "سعيد ومرتاح" من تلك الأنباء إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن اعتقال جيبونز وإدانتها كان عملا "غير مقبول على الإطلاق" وتسبب في "غضب عارم في العالم كله".

المعلمة جيلان جيبونز مع ابنائها
المعلمة جيلان جيبونز مع ابنائها
وفي بريطانيا ، أيدت جميع المنظمات الإسلامية تقريبا موقف الحكومة من أن جيبونز ارتكبت "خطأ غير مقصود" وطالبوا بالإفراج عنها.

أما في الخرطوم فخرج متظاهرون غاضبون إلى الشوارع حاملين السكاكين والهراوات وانتقدوا الحكم "المخفف" يوم الجمعة الماضي ، وطالب البعض بقتل المعلمة.

وتعامل المتحدث باسم السفارة السودانية في لندن خالد المبارك - الذي وصف في وقت سابق الجدل المثار حول الدمية بأنه "زوبعة في فنجان" - بارتياح مع هذه الأخبار.

وقال: "(أقدم) تهنئتي ، أنا شديد الفرح" وأضاف أنها "معلمة ترغب في تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية وساعدت في هذا بشكل كبير وأنا ممتن كثيرا لها.

ومن جانبها وصفت المتحدثة باسم المجلس الإسلامي البريطاني عنايات بونجولا عملية الإفراج بأنها "أخبار رائعة.

وقالت إنه "ما كان يجب إلقاء القبض على جيليان في المقام الأول لتترك وحدها وتودع السجن، إنها لم ترتكب أي خطأ".

وقال رئيس الكنيسة الأنجليكانية رئيس أساقفة كانتربيري روان وليامز إن الإفراج عن جيبونز ستكون "أخبارا محل ترحيب من جانب الجميع في بريطانيا وجميع الأماكن الأخرى بما فيهم المسلمون.

ورحب رئيس أساقفة يورك جون سينتامو بالإفراج عن جيبونز وقال إنه سيؤدي بالناس إلى أن يحبوا الغريب على مجتمعتهم بشكل أكبر".

وأعرب رئيس الكنيسة - أوغندي الأصل - عن أمله في توجيه نفس القدر من هذا الاهتمام الإعلامي معاناة الناس في إقليم دارفور السوداني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى