الفن لا يقبل الاحتكار

> «الأيام» عصام علي محمد:

> ما بين الحين والآخر أطالع بعض تصريحات منها ما هو منشور علي بعض واحات الصحفات الفنية في مطبوعاتنا اليمنية المختلفة والأخرى تأتي في جلسات (...) بدافع النشوى التي تأتي بإيعاز العصارة الخضراء التي تلعب بحمران العيون.

كثيرا ما وقفت حائراً ومتعجباً لتلك التصريحات التي أطلقها أشخاص لهم حضورهم المثقل بصنوف متنوعة من الإبداع الفني. هذه الأصوات الفنية الرائعة الكبيرة والتي كان يفترض منها أن تكون خير عون ونصير للأصوات الشابة التي أرادت برغبة جامحة أن تخوض في عوالم النغمة والحرف الحسن وهي في الوقت ذاته قنوعة مسترضية بأنها ستكون امتداداً ولو بقطرة واحدة من بحور الإبداع السالفة والهامة الفنية الشامخة. لكن وآه من لكن على حد تعبير المغني.. ومع المرارة والأسف والتحسر يبدو أن هناك من هم مصابون بأمراض الأنا والذات وتعظيمها مع العلم أن الذات تأمر أصحابها بالمزيد من السوء.

وبما أن الكمال لله وحده ففي تقديري أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يحول فلان من الفنيين الفن لما يشبه الإقطاعيات التي من خلالها لا تريد للأصوات الشابة الجميلة أن تمر إلى فضاءات الفن الرحبة.. هم لا يفسحون المجال للتغيير والتجديد وإتاحة الفرص للقادم.

فأنتم يا سادة تعلمون أن الفن والإبداع بشكل عام لا يقبل ولا حتى يعترف بأعراف كبير أو صغير ولكنه يقبل فقط بمفاضلة الموهبة والإبداع مع تقدير الخبرة المتمترسة خلق المعرفة والاطلاع، ويضاف إلى ذلك الرغبة الأكيدة في إثبات قدرات يترجمها واقع فني ملموس.. لذلك كله فلا يجوز إذاً أن يقبل عاقل واع ومدرك الطريقة التي أدمن بعض الفنانين الكبار انتهاجها وهي طريقة تشبه إلى حد كبير عملياً فكرة (الزواج الكاثيولوكي).

ولابد من الإشارة هنا (دون تسمية) وأن أسجل كل التقدير والإعجاب والثناء الحسن الذي يترجم الإنصاف للفنانين الكبار الذين يعملون بسخاء تجاه الأصوات الشابة التي وجدت في الساحة الفنية في السنوات الخمس الأخيرة.

ولا أنسى هنا أن أسجل بالغ الأسف المقرون بعلامات الاستياء لفنان كبير كان كـ (الساكت دهرا والناطق كفرا) بمجرد إبداء رأيه في الأصوات الشابة وعدم إعجابه بها ولا بطريقة أدائها، نعم هي شهادة لكنها صبت جام غضبها وعلقم حقدها الذي سكن أنفاسها.

الأصوات الشابة نعترف ونقر بأن فيها الغث والسمين والصالح والطالح لكن الشهادة من شخص يحاول أن يؤرشف لحقبة فنية معينة فإنها شهادة حملت الكثير من نعوت الشتمية والتحقير من خلال نشوى نطقت غيضاً لا نعلم خفايا فيضه ومع كل هذا وذاك نقول كما قيل سابقا: (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك)!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى