البيان الختامي الصادر عن ندوة توثيق تاريخ الثورة (الاستقلال ووحدة النضال الوطني) ..لقد ظل ومازال تاريخ وطننا مبعثراً بحكم التجزئة والتشطير ومن ثم لابد من إعادة كتابته

> عدن «الأيام» خاص:

> أصدر المشاركون في ختام ندوة توثيق تاريخ الثورة (الاستقلال ووحدة النضال الوطني) بيانا فيما يلي نصه:

«إن ارتباط الانسان بالتاريخ يعني تفاعله التبادلي مع هذا التاريخ، فكلما ارتفع الانسان في مراتب الإنسانية أرتقت نظراته التاريخية.. ويعزز فعله التاريخي، وكذلك كلما كان وعيه بالماضي أصفى ومجابهته أصدق وأعمق أغنى كيانه الانساني وأصبح أكثر اقتداراً على صنع التطور.. واذا كانت الرؤية هي تاريخ الحاضر فإن التاريخ رؤية الماضي، ومن هنا تأتي أهمية الوعي بالتاريخ بما يعني استيعاب الحاضر واستلهام للمستقبل.

ومن المؤكد أن الإنسان اليمني صانع لتاريخه.. كغيره من أبناء البشر، لكن وعيه بماضيه يشوبه شيء من الشتات الفكري والارتياب بسبب تبعثر تاريخه المكتوب.

لقد تجزأت كتابة تاريخ اليمن وفق ما مرت به من حقب ومراحل تاريخية اتسمت بائتلاف وحدتها ومراحل أخرى سادت خلالها التجزئة، والتشطير بفعل عوامل الاحتلال الاجنبي ودون إرادة جماهير الشعب اليمني.. وهي الارادة التي تجسدت بطلائعه الوطنية التي قاومت الاحتلال والإمامة وقادت الثورة وأسست نظاماً وطنياً اتسم بالشطرية بحكم الواقع المعيش، لكن حقبة الشطرية لم تستمر.. لقد مثلت فترة تهيئة لاستعادة الوحدة اليمنية التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990م التي بحق نقلت اليمن إلى مرحلة تاريخية جديدة.

لقد ظل ولازال تاريخ وطننا تاريخاً مبعثراً بحكم التجزئة والتشطير.. ومن ثم لابد من إعادة كتابة التاريخ الحديث وكتابة التاريخ المعاصر.

ومن وحي هذه المسوغات.. بلور فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فكرة توثيق أحداث تاريخنا المعاصر ووجه دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26سبتمبر بعقد ندوة حول توثيق تاريخ الثورة اليمنية.. وخلال السنوات الخمس الماضية عقدت أربع دورات.. لندوة الثورة اليمنية: (الانطلاق.. التطور.. آفاق المستقبل) تحت رعاية فخامة الرئيس.. الدورة الأولى: حول ثورة 26سبتمبر عقدت في صنعاء في سبتمبر2002م.

والثانية: حول ثورة (14أكتوبر) عقدت في صنعاء في أكتوبر 2002م.

والثالثة: حول واحدية الثورة اليمنية.. ومقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال عقدت في صنعاء عام 2003م.

والرابعة: عقدت في سبتمبر 2005م في تعز تناولت النضال الوطني وتجسيد واحدية الثورة اليمنية.

وصدر من دائرة التوجيه المعنوي اربعة مجلدات احتوت دراسات ومداخلات وشهادات المشاركين في كل دورة.. وتأتي هذه الندوة برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة وفي غمرة احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالعيد الـ40 للاستقلال «الـ30 من نوفمبر» التي عقدت في مدينة عدن الباسلة «الجزء الخامس» تحت عنوان:

« الاستقلال ووحدة النضال الوطني»

خلال الفترة من 1-4 ديسمبر 2007م والتي نظمتها دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وصحيفة 26 سبتمبر بالتعاون والتنسيق مع جامعة عدن، وشارك فيها كوكبة كبيرة من مناضلي الثورة اليمنية26سبتمبر و14أكتوبر، وحرب التحرير وعدد من الباحثين والمؤرخين من جامعة عدن، وقد افتتح فعالياتها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بكلمة قيمة وهامة اكد من خلالها على اهمية التوثيق الأمين لتاريخ الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» معتبراً الندوة بأجزائها الخمسة الباكورة الأولى لتدوين حقائق وأحداث ووقائع نضالات شعبنا ضد الإمامة والاستعمار بشكل علمي وصحيح.. ووجه شكره وتقديره لدائرة التوجيه المعنوي على إعداد وتنظيم هذه الندوات.. مشيداً بدور المناضلين وبالتضحيات الكبيرة والغالية التي قدموها في سبيل ارساء قواعد الوحدة اليمنية والتي لا ينكرها الا جاحد او معاند.

وشدد فخامته في كلمته على كتابة الحقائق التاريخية بتجرد وحيادية وبمسؤولية وطنية تكفل التوثيق الأمين والصادق لتاريخ الثورة وبحيث تستفيد منه الاجيال القادمة.. واشار فخامة رئيس الجمهورية الى ان هذه الندوة بمضامينها تعد رد اعتبار لشهداء الثورة والجمهورية وما تلاها في المراحل اللاحقة للثورة من صراعات داخلية وشطرية سقط خلالها العديد من القيادات التاريخية الذين كانوا ضحايا لتلك الصراعات موجهاً الحكومة باعتبارهم جميعاً من شهداء الثورة اليمنية «سبتمبرواكتوبر» ورعاية أسرهم وأسر المناضلين وتكريمهم بالاوسمة والدروع والمرتبات السخية.. مؤكداً على اغلاق كل ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة بما من شأنه ان يمكن الجميع من العمل لخدمة الوطن.. وتمنى فخامته للندوة الخروج بنتائج ايجابية تخدم الهدف الذي عقدت من اجله.

وفي الكلمات التي القيت في الجلسة الافتتاحية من قبل دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26سبتمبر وجامعة عدن والمناضلين اشادت جميعها بدور فخامة ا لرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أولى مناضلي الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة كل الرعاية والاهتمام في زمن قل فيه الوفاء لمثل هؤلاء وامثالهم في الكثير من البلدان العربية وحرصه على التواصل مع مناضلي الثورة وحضوره افتتاح الملتقى الذي اجتمع فيه المناضلون اليمنيون من مختلف ارجاء الوطن الغالي ملبين دعوة فخامته الكريمة لهم للاسهام الأمين والمسؤول في تدوين وتوثيق تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والثلاثين من نوفمبر .. واعتبرت الكلمات ان تنظيم هذه الندوة في مدينة عدن الباسلة بالتزامن مع احتفالات شعبنا بعيد الاستقلال المجيد الـ30 من نوفمبر انما يجسد الاعتراف الواعي بأهمية هذه المدينة التي كانت عبر التاريخ ومازالت تمثل بوابة الوطن على العالم وعلى المستقبل رافعة للتحديث وحاضنة ومنتجة لمجمل عناصر الوحدة والتوحد الوطني الذي جعلها تتبوء مكانة متميزة في جبين التاريخ.

إن الاهمية التي تكتسبها ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية تكمن في إنتاج معرفة الحقائق التاريخية التي تتطابق مع الاحداث الواقعة فعلاً.. لأن الحقيقة كلما احاطت بالحدث من جميع جوانبه وأبعاده واستقصت تفصيلاته غدا في نظر المؤرخين والباحثين هو الإساس لإنتاج المعرفة التاريخية وعليه فأن الوثائق والشهادات التي أدلى بها وقدمها مناضلو الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» حتى الآن قد بلغت من الكثرة حداً كافياً لتكوين الصورة الصحيحة لحقيقة احداث الثورة ومسيرة نضالات الشعب اليمني وما تلا ذلك من صراعات حتى تحقق له الانتصار الكامل بتحقيق الوحدة اليمنية المباركة.

ولعل مشاركة المناضلين الافذاذ في الندوة وفي ظل معطيات الراهن وبهذا الحشد الكبير يعكس حرص الجميع في الحفاظ على تاريخ هذا الوطن ومناضليه الشرفاء وابراز بطولاتهم وتضحياتهم كما جرت احداثها على الواقع لتكون ذاكرة للاجيال اليمنية القادمة وفي نفس الوقت ليعلنوا موقفهم الصريح والواضح من تخرصات بعض الادعياء وليقولوا للموتورين بأن شعار «الجنوب العربي وما شابهه» كلها شعارات تنم عن مشاريع استعمارية تآمرية مخلة بالانتماء الوطني اليمني ومسيئة الى الاستقلال والى الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» والى التضحيات التي لم يكونوا يرون في آفاقها الا يمناً حراً موحداً وسعيداً كما هو اليوم في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.

وبما ان مسيرة نضال شعبنا ضد حكم الإئمة والإستعمار قد مثلت اهم خصوصيات الثورة التي ساعدت على حشد الجماهير ووهبت مضامين الثورة حياتها المتجددة بحكم ان مسيرة النضال المتواصلة قد اتت من صميم الإرادة الشعبية التي استلهمتها كل القوى السياسية وجعلت منها خياراً استراتيجياً لتستوعب من خلاله نضوج وشروط النضال الموضوعية والذاتية فقد خرج المشاركون في هذه الندوة بالقرارات والتوصيات التالية:

قرارت وتوصيات الندوة

1- اعتبار كلمة فخامة رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية من الوثائق الاساسية للندوة نظراً لما تضمنته من توجيهات وارشادات تسهم ايجاباً في توثيق تاريخ الثورة بشكل منهاجي صحيح ويتوجه مناضلو الثورة اليمنية بالشكر والتقدير الكبيرين لفخامة الرئىس علي عبدالله صالح على كل الجهود الجبارة التي يبذلها لتوثيق تاريخ الثورة اليمنية وتصحيح وتصويب التاريخ الذي شوهته دورات العنف والصراعات قبل الوحدة وكان وقودها خيرة ابناء شعبنا وفي المقدمة الصفوة من مناضلي الثورة اليمنية التي كان لها شرف المشاركة في الاعداد والتحضير للثورة.

2- يبارك المشاركون في الجزء الخامس من ندوة الثورة اليمنية مبادرة الاخ الرئيس لإجراء التعديلات الدستورية الهادفة الى تطوير النظام السياسي وكل الخطوات الهادفة الى تعميق العملية الديمقراطية ويدعو الاحزاب والتنظيمات السياسية وكل القوى الوطنية لتحمل مسؤولياتهم في بناء وتطوير اليمن وتعزيز أمنه واستقراره وفي التصدي للموتورين وفضح الدعوات المعادية للوطن ووحدته والمسيئة الى نضالات الحركة الوطنية اليمنية والاهداف السامية للثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر.

3- يشيد مناضلو الثورة اليمنية المشاركون في الجزء الخامس من الندوة بالخطوة التاريخية الشجاعة والمسؤولة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشأن إعادة الاعتبار لمناضلي الثورة اليمنية من ضحايا وضحايا الصراعات السياسية داخل كل شطر وبين الشطرين.. ويعبر المناضلون عن بالغ شكرهم وعرفانهم لفخامة الرئيس القائد على رعايته لشهداء ومناضلي الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر.. ويوصي المشاركون بضرورة وضع خطة زمنية للجنة التي وجه الاخ الرئيس بتشكيلها لمراجعة قوائم المناضلين وكل من يستحقون إعادة الاعتبار وتكريمهم وتحسين أوضاعهم وأوضاع أسرهم المعيشية .

4- يدعو المناضلون المشاركون في الندوة كل ابناء الشعب اليمني للوقوف صفاً واحداً أمام مجمل التحديات المعاصرة والمستقبلية والتصدي لكل المخاطر التي يتعرض لها وطن الـ22 من مايو والوقوف بحزم أمام كل دعاة التمزق والانفصال.. ويدعون جهات الاختصاص الرسمية بالعمل الجاد والفعال من أجل بلورة رؤية وفلسفة وطنية تربوية تعليمية وثقافية وحدوية قادرة على اذابة واحتواء كل النتوءات الانفصالية المفتعلة التي تبرز بين الحين والآخر.

5- يبارك مناضلو الثورة اليمنية دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للرموز الوطنية في الخارج للعودة الى الوطن والمساهمة الفاعلة في بناءه الى جانب ابناء الشعب اليمني.. ويؤكدون على اهمية تكاتف جهود ابناء الشعب لبناء الوطن اليمني الجديد.. وطن الوحدة والديمقراطية والتقدم الوطني الشامل.

6- يؤكد المشاركون في الندوة على ضرورة تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس القائد بشأن إنشاء مكاتب منظمة مناضلي الثورة اليمنية في المحافظات لاستكمال حصر الشهداء.

7- يؤكد المشاركون على ضرورة تحديث إدارة منظمة مناضلي الثورة اليمنية، وتفعيل دورها وربطها ميدانياً بالفروع في مختلف محافظات الجمهورية حتى تستطيع أداء دورها في رعاية المناضلين وأسر الشهداء وتنمية دورها التربوي والاجتماعي في أوساط المواطنين.

8- يشيد المشاركون في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية بكل ما اتخذته الدولة والحكومة من خطوات واجراءات ومعالجات لقضايا المتقاعدين وترتيب أوضاع المنقطعين.. ويدعون كافة الفعاليات السياسية وعلى وجه الخصوص المتقاعدين العسكريين الي عدم الانجرار وراء المخططات الهادفة لإثارة الفتن ودعاة الانفصال.. ويؤكدون على ضرورة تحريم أي استغلال سياسي للقضايا الحقوقية والقانونية بهدف الكسب السياسي الرخيص أو الإساءة الى الوحدة الوطنية للشعب.

9- يدعو المشاركون في الندوة الى ان تبذل الدولة والحكومة مزيداً من الجهد وتتخذ الاجراءات الكفيلة بتحسين الأوضاع المعيشية للمناضلين وقبلهم أسر الشهداء وفقاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية-حفظه الله- خاصة وان هناك شهداء ومناضلين يتقاضون رواتب زهيدة جداً، والبعض منهم لايزال محروماً فيما تم قطع مرتبات البعض.

10- يوصي المشاركون بعقد ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية في جزئها السادس في محافظة حضرموت.. ويدعون الى ضرورة استمرار البحث والتقصي عن بعض حقائق التاريخ وأحداثه من خلال الوثائق الموجودة في ارشيف الدول التي كان لها صلة بواقع مرحلة الثورة وبالذات مصر وبريطانيا والجامعة العربية واستمرار التواصل مع كافة المناضلين في كل مناطق الجمهورية لجمع وتوثيق ما بأيديهم من وثائق ومعلومات وتنفيذ ذلك في سياق خطة لاحقة لانعقاد فعاليات الجزء السادس من الندوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى