عدن في عام 1965م

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

>
عدن في عام 1965م كم كان فيها من أحداث، وكم جرت من أمور، وكم بقي منها في ذاكرة الزمان كشهادة على مرحلة سطرت من معالمها على هوية المكان صفات الهوية العدنية والمعنى العدني حتى أصبحت الانتماء الذاتي والموضوعي لهذا السجل من صفحات التاريخ.

في ذلك الوقت أصبحت عدن حاضرة الجزيرة العربية عبر اتصالها بالعالم، بحراً من ميناء قدم الاتصال بين الثقافات والحضارات تجاوراً مع النهوض الاقتصادي الذي جمع بين المعرفة والمال، وبين الإنسان وأطياف الحياة، وهذه وقفة مع زمن له مفردات ومعان مازالت قادرة على تعليمنا ودفعنا نحو الإدراك والوعي.

ميناء عدن

بتاريخ 10 يناير 1965أعلنت أمانة ميناء عدن أن عدد البواخر والسفن التي دخلت الميناء خلال شهر ديسمبر عام 1964م، قد بلغ 532، وكانت حمولتها 2.759.787 طناً.

وفي تاريخ 13 يناير 1965 نشر إعلان عمومي في العدد الأخير من جريدة عدن الرسمية، إعلان عن تعيين المستر أي، وود، أو، بي، أي -ضابط الميناء، كرئيس لأمانة ميناء عدن، وهو يخلف المستر ج، تومس سي. بي الذي يغادر في إجازة عند نهاية عقد عمله في مايو 1965م.

وقد عرف المستر وود في عدن والميناء، حيث قضى أكثر من 20 سنة في خدمة أمانة ميناء عدن، وكان قد التحق بأمانة ميناء عدن كمرشد في مايو من عام 1944م، وبعد ذلك رقي إلى مساعد ضابط البحر، فضابط البحر، وضابط الميناء، وأمير البحر في عام 1960 وهو المنصب الذي كان يحتله قبل الترقية الأخيرة.

وقبل أن يعين في أمانة ميناء عدن كانت له خدمة لسنوات طويلة في البحر، فبعد الانتهاء من الدراسة في هتشينز الثانوية بـجلا سجو خدم كمتدرب في البحر على سفن لتدريب الضباط التابعة لشركة الهند البريطانية للملاحة، وعمل لفترة طويلة ضابط ملاحة في الخط الشرقي لتلك الشركة، وكان قد نال شهادة كفاية الربان في عام 1937م وفي فترة الحرب العالمية الثانية خدم في سفن نقل الجنود في البحر الأبيض المتوسط وساحات العمليات الحربية في الشرق الأوسط.

وبالإضافة إلى خدمته الأخيرة كضابط ميناء، كان رئيساً لأمانة ميناء عدن بالنيابة ثلاث مرات خلال سفر رئيس الميناء في إجازة، كما كان عضواً معيناً في مجلس عدن التشريعي في عامي 1962م و1963م، وقد عين ضابطاً للقسم المدني لوسام الإمبراطورية البريطانية في إنعامات عيد ميلاد الملكة لعام 1964م.

مشروع المنح الدراسية لأمانة ميناء عدن

تحت هذا العنوان نشر في خدمة صحافة الجنوب العربي رقم 89 عدن بتاريخ 14 يناير 1965م مايلي:«في الوقت الذي بدأت فيه أمانة ميناء عدن في إعداد برنامجها للدراسة في الخارج لعام 1965م استعرضت في الوقت نفسه لترى ماذا جنى المتدربون من السنين الماضية؟.

ومما يجدر ذكره أنه يوجد 12ضابط سفينة تحت التدريب مع الأسطول التجاري والذين أحدهم في البحر كضابط وقد استلم شهادة زميل ثاني. وسيلحق آخر سفينة بعد فترة ناجحة جداً من التدريب في شؤون البحر في وارماش حيث كان ضابط أول.

ومن هؤلاء الـ 12 شباباً سيلحق 3 بالبحر فقط.. واحد بسرعة والآخر في سبتمبر 1965م وبعد التحصيل على شهادة رائد البحار الخارجية سوف يكونون لائقين للعودة إلى أمانة الميناء للالتحاق بخدمة المرشدين.

ويوجد أيضاً في البحر اثنان من مهندسي أمانة ميناء عدن البحريين تحت التدريب.. أحدهما سوف يكون معداً هذه السنة للبدء بالقسم الأول من تدريبه الأول بينما الآخر سيكون معداً في عام 1966م. وفي نهاية تدريبهما والتحصل على شهادة مهندس أعلى فسوف يكونان لائقين للعودة لأخذ مراكز عليا في ورشات أمانة الميناء.. وسيعود آخر الاثنين من كاتبي الحسابات إلى عدن ويؤمل أن يكون ذلك في عام 1965م كعضو مؤهل مهنياً لمعهد شهادات الحسابات.

ويوجد اثنان من الشباب يأخذان دورة تعود إلى تأهيل إداري، ولكن أحدهما سيأخذ عدة سنين أخرى قبل أن يعود إلى عدن، وهذان الاثنان سيكونان مؤهلين للانضمام إلى معهد مراجعة الحسابات لتخرج السكرتيريين، وفي خلال السنة المنصرمة أرسلت أمانة ميناء عدن أربعة صناع لدورات ليبقوا فنييها مع مؤسسات مختلفة في المملكة المتحدة، وقد استفادوا فائدة كبرى من التجربة، وأحد موظفي أمانة ميناء عدن المحليين كان في دورة عمالية التي احتوت على العلاقات الصناعية ونظام المباحثات ويعود رجل واحد فقط في حقل الهندسة إلى عدن خلال الشهر المقبل أو ما يقاربه بعد أن يكون قد حصل على الدبلوما العليا الوطنية، وشاب آخر يوجد الآن في جامعة أباردين يدرسون لدرجة بي.. أس. ستي. في الهندسة أرسلته أمانة ميناء عدن أيضاً مؤخراً ضابط في الخدمة إلى دورة خاصة إلى إنجلترا التي يحصل في المستقبل على الشهادة العليا الوطنية في الهندسة المدنية.

وفيما يخص بالحقل الطبي فإن الشابة التي أرسلتها أمانة ميناء عدن ذكر أنها تعمل حسنا وهي ستدخل المدرسة الطبية هذه السنة بعد التحصيل على درجات نجاح ضرورية في المستوى العالي في شهادة الثقافة العامة».

في تاريخ 25 يناير 1965م أعلن رئيس أمانة ميناء عدن، أن مجلس الأمناء قد قرر أن يكون تخصيص المنح الدراسية لعام 1965 - 1966م كما يلي: 4 ضباط بحر، 1 محاسب، 1 طبيب. أما التفاصيل الخاصة بالمتطلبات الأساسية لهذا الغرض للتدريب ستعلن في الخارج، ستعلن بواسطة الصحف المحلية. وتقدم هذه المنح كاستمرار لسياسة مجلس الأمناء في منح الشباب المحلي فرص التعليم في الخارج كل عام، وقد صدر بلاغ صحفي تضمن معلومات عن تقدم المبعوثين من أمانة الميناء الذين كانوا في الخارج.

توضيح معاقدة لبناء سفينة صيد في أحواض بناء السفن في عدن

في تاريخ 15 فبراير 1965م صباحاً، قام المستر د. س. فوستر السكرتير الدائم لوزارة الزراعة ومصايد الأسماك نيابة عن السلطان ناصر بن عبدالله الواحدي، وزير الزراعة ومصائد الأسماك الاتحادي، بزيارة لأحواض بناء السفن في عدن لمعاينة المرحلة الأولى لمشروع جديد كانت تقوم به إدارة مصايد الأسماك، وهو المشروع الذي هدف إلى تحسين أسطول صيد الأسماك الساحلي لاتحاد الجنوب العربي. وكان قد وقع المستر هايندز الضابط الأول لمصائد الأسماك على العقد الأول لبناء سفينة صيد مصنوعة من الصلب مع المستر نوجاريد المدير العام لأحواض بناء السفن العدنية المحدودة،وكانت تلك السفينة الأولى في اسطول صغير من قوارب لصيد الأسماك التي سيستخدمها صيادو الولايات الساحلية الاتحادية.

وأقيم حفل توقيع العقد في مكتب المدير التجاري للأحواض المستر ج. ا. شو وحضره المستر مرسن ضابط العلاقات العامة بشركة البس وممثلو وزارة الزراعية ومصائد الأسماك الاتحادية وموظفو أحواض بناء السفن.

وقام المستر فوستر بالطواف في منشآت الأحواض وشاهد هيكلاً رمزياً للسفينة الجديدة التي تم تصنيعها. وكانت تقف آنذاك محاذاة رصيف الأحواض رزق البحر، وهي السفينة التي كانت تقوم بتشغيلها إدارة مصايد الأسماك، وهذه السفينة قد عادت من رحلة بحرية لإجراء عمليات مسح لمصايد الأسماك في خليج عدن، وقد وصلت هذه السفينة من اسكتلندة خلال شهر سبتمبر الماضي.

أما الإشراف على عمليات تشغيل هذه السفن كان من قبل مجالس مصايد الأسماك التابعة للولايات الاتحادية، وقد قامت بعملية تمويل بناء هذه السفن مالية تطوير المستعمرات ورفاهيتها، وكانت بداية إبحار هذه السفن بدورتها التدريبية في شهر إبريل 1965م بقصد إعداد 10 من البحارة المؤهلين خلال فترة ثلاث سنوات.

وقد رتبت ونظمت تلك الدورات بموجب مشروع الصندوق الخاص لمصايد الأسماك كجزء من برنامج مدته ثلاث سنوات، وانتهت تلك الأعمال بالتعاون الوثيق مع إدارة مصايد الأسماك، وقد اعتبر ذلك المشروع بمثابة الأعمال التي ظلت تقوم بها إدارة مصايد الأسماك خلال تلك السنوات والتي أدت إلى تجهيز أكثر من 150 قارباً تقليدياً بالمعدات الآلية وتصميم وسائل اصطياد الأسماك الحديثة وزيادة حجم الأسماك المصطادة وكانت كافة نفقات مشروع الصندوق الخاص ومشروع بناء السفن في حدود 500,000 جنيه خلال فترة ثلاث سنوات.

الميناء مصدر حيوي لعدن

بتاريخ 11 مارس 1965م جاء في نشرة خدمة صحافة الجنوب العربي عن ميناء عدن:«قال رئيس البنك البريطاني للشرق الأوسط السر (ميخائيل ترنز) في لندن، إن أهمية تسهيلات ميناء عدن لا يمكن تجاهلها.

وفي بيانه الذي ألقي في الاجتماع السنوي العام قال السر ميخائيل بأن أرقام تجارة عدن قد استمرت محافظة على مستواها، وكان إنتاج الزيت أكبر رقم فردي بينت في أرقام تجارة عدن، وأضاف السر ميخائيل قائلاً بأنه خلال عام 1963م استعملت ميناء عدن مجموعة 8000 سفينة من مختلف الأنواع ومن المحتمل أن يرتفع هذا الرقم خلال عام 1964م، وقال السر ميخائيل إن عام 1964م شاهد تغييرات ذات أهمية في أرقام الإنتاج الواسع لصناعة الزيت في الشرق الأوسط وقد لاحظ أن أرقام أبوظبي قد بينت الارتفاع المنتظر، وأن الإنتاج في قطر استمر على مستوى ما يقرب من 10 مليون طن في العام».

بريطانيا تشتري قطناً من اتحاد الجنوب العربي

في عام 1964م اشترت بريطانيا قطناً خاماً من اتحاد الجنوب العربي بما يساوي 263.000 شلن أي أكثر من ضعف مجموعة الشهر نفسه من عام 1963م استناداً إلى تقارير المجلس التجاري التي نشرت في لندن بذلك الوقت.

وخلال الـ 11 شهراً الأولى لعام 1964م بلغت قيمة القطن الخام الذي استوردته بريطانيا من الاتحاد 1,587.000 شلن بالمقارنة مع ما يقل بقليل عن مليون جنيه استرليني خلال عام 1963.

وكانت قد وصلت قيمة شحن الزيت من عدن إلى بريطانيا في نوفمبر 972.000 جنيه بالمقارنة مع 870.000 جنيه في الشهر نفسه لعام 1963م، وبلغت قيمة شحنات الزيت خلال 11شهراً لعام 1963م 7.411.000 جنيه.

وبلغ مجموع قيمة الواردات من الاتحاد عام 1964م 1.219.000جنيه بالمقارنة مع 1.072.000 جنيه في نفس الشهر من عام 1963م.

حاملة طائرات جديدة ترسو في ميناء عدن

في شهر يناير 1965م انتهى العمل من مشروعي حفر في ميناء عدن، أتما بموجب مقاولة للبحرية الملكية، وأحد المشروعين هو عمل مرسى داخل الميناء يتسع لأكبر حاملات الطائرات البريطانية أيجل وأرك رويال.

حفر المرسى إلى عمق 41 قدماً وهو بالقرب من جزيرة فلينت.. وسيستفيد منه ميناء عدن بصورة عامة حيث إن حاملات الزيت تستطيع أن ترسو داخل ساحة الميناء عندما لا توجد حاملات طائرات. والمشروع الثاني كانت النهاية منه في 1964/12/30م، وقد حفرت قناة في مرسى القاعدة البحرية ليتسع للفرقاطات الكبيرة وسفنية صاحبة الجلالة موهوك وكانت تحت قيادة الكابتن آي. جي. دبليو روبرسن.

من نوع الفرقاطات العادي التي كانت أول سفنية بحرية كبيرة تستعمل المرسى عندما كانت فيه لمدة خمسة أيام في 23ديسمبر 1964م والحفارة التي أنهت العمل أحضرت خصيصاً من انجلترا بواسطة المقاولين وهم شركة الحفر لما وراء البحار، وقد بلغ الرصد المالي للمشروع 200.000 جنيه تقريباً.

هيئة إدارية جديدة لغرفة عدن التجارية

في تاريخ 22 فبراير 1965م أعلن عن انتخاب هيئة إدارية جديدة للغرفة التجارية لعدن وكانت مؤلفة من:أمين قاسم - رئيسا , عبدالقوي مكاوي - نائبا للرئيس , أعضاء الإدارة: السيد عمر عبدالعزيز شهاب , مدير البنك الأهلي، السيد علي محمد مقطري, بيكاجي , مدير البنك الهندي , أحمد عبدالله العاقل, سندر جي كالي داس , سالم علوي الكاف، مدير شركة الإخوان

حكومة ولاية عدن

في تاريخ 7 مارس 1965 أعلن السيد عبدالقوي مكاوي حكومة ولاية عدن وقد تألفت من السادة:

السيد عبدالقوي مكاوي - رئيس وزراء، السيد سعيد حسن صحبي - وزير الدولة للشؤون الدستورية والعمل والهجرة, السيد سعيد حسن مدي - وزير الأوقاف والسياحة, السيد سعيد محمد حسن - وزير الحكم المحلي, السيد أحمد سالم مطري- وزير الأراضي والإسكان, السيد حسن إسماعيل خدابخش خان- وزير الأشغال والماء والكهرباء, السيد خليفة عبدالله حسن خليفة- وزير المالية.

وكان عبدالقوي مكاوي قد دعي من قبل صاحب السعادة المندوب السامي السير ريتشارد ترنبول لتشكيل حكومة جديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى