محللون.. شافيز يبطيء من الثورة بجرعة من التوجه العملي

> كراكاس «الأيام» سول هدسون :

> يبطيء الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز من ثورته بجرعة من المسلك العملي لكنه لن يحيد عن هدفه المتمثل في اقامة دولة اشتراكية على الرغم من هزيمته المفاجئة في تصويت على منحه سلطات جديدة.

ورفض الفنزويليون بفارق ضئيل مسعى شافيز لتعديل الدستور واقرار الاشتراكية كأولوية للدولة في استفتاء يوم الأحد الماضي. وكان من شأن هذه الإصلاحات كذلك تمكينه من البقاء في السلطة ما دام يفوز في
الانتخابات.

لكن الرئيس المناهض للولايات المتحدة قال انه لن يتزحزح "قيد أنملة" عن خطته المستوحاة من كوبا رغم انه اقر في كلمة القاها انه فشل "حتى الآن" في اقناع الفنزويليين بقبول اقتراحه.

وعارض الناخبون الإصلاح الذي شعروا انه يعطي شافيز صلاحيات كبيرة ويقوض حقوق الملكية الخاصة في رابع أكبر مصدر للنفط للولايات المتحدة.

وقال شافيز انه ارتكب خطأ ليس لأن الإصلاح خطأ بل لأنه اقترح التعديلات لتكريس "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" في هذه الدولة العضو في أوبك قبل أن يستعد المواطنون لها. وقال شافيز في حديث بثه التلفزيون "ارتكبت خطأ باختياري توقيت طرح هذا الاقتراح." وأضاف "ربما هناك مليونان أو ثلاثة ملايين أو ربما اربعة ملايين من الفنزويليين الذين لم ينضجوا سياسيا بما يكفي لتبني مشروع اشتراكي."

وفي حين ظل الرئيس محبوبا وقويا إلا ان استفتاء يوم الأحد اكد ان هوة واسعة ظهرت هذا العام بين ما يريده القائد وما يحتاجه العديد من مؤيديه. ولرأب هذا الصدع يقول معاونون إن الرجل الذي يسيطر على الكونجرس وأغلب حكومات الاقاليم يجب ان يتنبه للتحذير المتمثل في نتيجة الاستفتاء وان يكون أكثر عملية حتى مع مضيه في المسار الاشتراكي نفسه.

وترددت اصداء انتقادات معارضيه لإدارته الاقتصادية لأول مرة هذا العام بين انصاره من الفقراء.

وقال وزير الاتصالات الفنزويلي جيسي شاكون إن العديد من أنصار شافيز لم يعطوا اصواتهم للرئيس بسبب شعورهم بالاستياء من ارتفاع معدلات الجريمة والتضخم ونقص المواد الغذائية.

وحصل شافيز المعتاد على الفوز السهل في صناديق الاقتراع على نسبة 49 بالمئة فقط من الأصوات يوم الأحد وهي أدنى نسبة حصل عليها على الإطلاق.

وقال شاكون "انا مقتنع بأننا إذا اتبعنا مسار اشتراكية عملية اشتراكية ملموسة فإن بامكاننا الحصول على نسبة أعلى من 50 بالمئة."

وردد انصار الحزب الأقوياء شعار أن الجندي السابق خسر المعركة لكنه لم يخسر حربه من أجل الاشتراكية.

وقال وزير المالية رودريجو كابيزاس "قطعنا خطوتان إلى الأمام مقابل خطوة واحدة إلى الخلف."

وانتهج الرئيس كذلك نظرة طويلة الأمد. وقال انه لم يخسر أيا من سلطاته بل مجرد فرصة لاقرار تغييرات.

وقال "شافيز باق لفترة طويلة. الثورة باقية." وأضاف أن انصاره يمكنهم بعث الإصلاح بما في ذلك السماح بانتخابه إلى أجل غير مسمى.

وتولى شافيز السلطة عام 1999 وقال انه يريد البقاء في الحكم لعقود ودون أي إصلاح دستوري سيتعين عليه التخلي عن منصبه عندما تنتهي فترة ولايته في عام 2013.

ولا يحتاج شافيز المسلح بسلطة الحكم بمراسيم رئاسية لعدة أشهر لتعديل دستوري لتمرير الاجراءات التي تحظى بشعبية في اقتراحه مثل تخفيض ساعات العمل ومنح معاشات من الدولة لربات البيوت.

ويحلم شافيز بمدينة فاضلة تتحاشى النمط الاستهلاكي وأمضى أغلب اوقات هذا العام يتحدث عن ايديولوجية معقدة في حين أظهرت استطلاعات الرأي ان انصاره قلقون من أمور بسيطة مثل توافر البيض في المتاجر.

وقبل عام أعيد انتخاب الرجل الذي يصف الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بانه مرشده بعد أن أغدق بأموال النفط على الفقراء. لكنه استنفد رأسمال السياسي خلال 12 شهرا.

فبعد تأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد واقامة حزب واحد وابتداع برنامج سياسي مكثف يعرف باسم "المحركات الخمسة" يشمل مفاهيم مثل " المعرفة والاخلاق" تراجع عدد مؤيدي شافيز بالملايين يوم الأحد.

وفي مايو أيار أغلق شافيز آخر محطة تلفزيون معارضة على الرغم من ان استطلاعات الرأي أظهرت ان قلة فقط من الفنزوليين اتفقت معه على اغلاق القناة التي تحظى بشعبية لعقود من الزمن بسبب المسلسلات والبرامج الكوميدية التي تقدمها.

وشعر انصاره المعتدلون بالقلق من ان يكون قد بدأ في تجاهل الشعب ووجهوا له رسالة عبر صناديق الاقتراع تفيد بانه يتعين عليه الانصات إليهم.

وقالت مارسيا أوسي (38 عاما) من سكان كاتيا أحد معاقل انصار شافيز في كراكاس والتي صوتت ضد مقترحاته "الرئيس كان يجب ان يكون أكثر مرونة وان يناقش ما هو جيد وغير جيد في الاصلاح. كان يجب ان يأخذ الشعب في الاعتبار بدرجة أكبر."

(شارك في التغطية ديزي بيتراجو) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى