قبل انطلاق دورينا لكرة القدم ..ملامح الكرة العدنية لونها رمادي والمطلوب وقفة صادقة

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة :

> ساءني وآلمني كثيرا ماحدث ويحدث لأندية محافظة عدن العريقة التي هي ولاشك الوجه المشرق للرياضة اليمنية من خلال التداعيات الأخيرة التي أصابتها ، والتي جعلتها مثار شفقة وحسرة من قبل الآخرين بعد أن وصل بها الحال إلى هذا الوضع الصعب الذي من خلاله لم تعد قادرة على العطاء، بل وأكثر من ذلك أنها لم تعد قادرة على الصمود وحفظ ماء الوجه لتاريخها وعراقة وريادة الكرة العدنية التي كانت مثار فخر واعتزاز من قبل الجميع أيام الزمن الجميل .. تصوروا أن أندية مثل الميناء وشمسان والوحدة لاتمتلك حق المواصلات وبدل السفر للاعبيها ؟..وهل من المعقول والمقبول أن تتوالى استقالات هيئاتها الإدارية بسبب الضائقة المالية وعدم استرجاع بعض من ممتلكاتها في الوقت الذي هي بأمس الحاجة إليها ؟..وهل من المنطقي أن تسقط أندية كبيرة كالتلال إلى دوري المظاليم وأن لا تقوى على مقاومة فرق من أندية الدرجتين الثانية والثالثة لتخرج صفر اليدين من مسابقة كأس الاستقلال التي نظمتها صحيفتانا الغاليتان «الأيام» و«الأيام الرياضي» ومن مسابقة كأس الوحدة أيضا التي نظمها اتحاد الكرة .. فما بالك إذا حان وقت دوران الأولى أو الثانية، فأي مستوى سيقدم هؤلاء ؟..وهل من المعقول أن ناديا بلغ عمره المائة عام ونيف وهو ذو تاريخ حافل وناصع البياض وغني بالبطولات والأمجاد والإنجازات لايملك منشأة حديثة بها كافة بل أبسط مستلزمات الاندية ؟

كثيرة هي التساؤلات وكثيرة هي الآهات لهكذا وضع محبط أصاب وجه الرياضة اليمنية وسط سكوت المعنيين وفرجة الشامتين وإيقاع الأندية فيما بينها في مكايدات وخلافات لن يتضرر منها أحد سوى الأندية العدنية ورياضتها البهيجة التي كانت نبراسا يضيء للجميع ويعطيهم الأمل في أن الدنيا بخير وأن القادم سيكون ولاشك أحلى وأجمل ومليء بالثمار اليانعة .

حينما سقط التلال النادي الذي يعرفه القاصي والداني إلى دوري الدرجة الثانية (دوري المظاليم) في سابقة خطيرة في تاريخ هذا النادي المئوي كثر الصراخ والتباكي عليه وانتشرت الحكاوي والشائعات التي تفيد بعدم هبوطه وأنه سيبقى في مكانه في الاولى وأن سيكون هناك قرار سياسي بذلك وكله لعيون التلال، غير أن المنطق ومبدأ النزاهة والقيم المثلى للرياضةومنافساتها الشريفة لاتعطي التلال تأشيرة دخول غير شرعية، بل ولا يشرفه كناد معروف بتاريخه هكذا قرار تم تداوله كعلك اللبان .

والغريب أن الجميع نسى (النكسة) ودراسة أسبابها وتقديم الحلول لها بمجرد تحقيق الفريق لكأس الرئيس الذي وضع مشكلة الهبوط في ثلاجة ليفرح التلال ويداري الخيبة التي لحقت به وسط ارتفاع تلك الأصوات الغافلة التي امتدحت التلال وقالت فيه أحلى كلام مع تقديم الوعود وغيرها بأن التلال سيعود أكثر قوة .. وذلك كله سمعناه وقرأناه بأكثر من عنوان، إلا أن مسيرة الفريق في بطولة كأس الوحدة أعطت للجميع انطباعا مغايراً مؤكدا أن التلال يعيش وضعاً لا يسر أحداً .. من خلال رؤية واضحة للفريق الذي ظهر فاقداً هيبته ليتلقى خسائر مذلة من فرق أدنى مكانة منه وتقل عنه في كل شيء وهو مؤشر غير سار لفريق عاقد العزم على عودته إلى مصاف أندية الاضواء في الوقت الذي نشاهد فيه بقية الأندية وهي تجري تعاقداتها مع اللاعبين المميزين والأجهزة الفنية ذات التاريخ والسمعة الطيبة وغيرها من الأمور التي تجعل جاهزيتهم للدوري تصل إلى الدرجة المعقولة .

وهناك هم آخر يقلق التلال وهو وضعه الاداري من خلال فراغ منصب الرئيس الذي تركه الأكاديمي د.راوح ، إضافة الى بعض التباينات بين أعضائه ومشاغل البعض الآخر وإن كان الأستاذ المهندس حسن سعيد قاسم هو الرئيس التلالي الذي يواجه كل الأعاصير بصبر وطولة بال تؤكد معدن الرجل الأصيل وتلاليته الحقيقية وفي أحلك الظروف .

أما الهم التلالي الثالث فيتمثل في هروب الداعمين الحقيقيين الذين عليهم تقع المسؤولية في شد أزر التلال والوقوف إلى جانبه ودعمه ماديا ومعنويا..فهل يعقل أن لا تستطيع عدن ثغر اليمن الباسم إيجاد كوادر وطنية داعمة تقدر هذا التاريخ العريق .. أخيراً نأمل أن لا يطول الانتظار فهلموا تجاه عميد أندية اليمن والجزيرة والخليج .

فرحة خضراء ناقصة

> الوحدة العدني : وهو القطب الثاني للكرة العدنية عانى الويلات في دوري الثانية إلا أنه وبعد تعب السنين وما فعلته في الكيان الوحداوي الذي تناثر محبوه وابتعد لاعبوه إلى أن جاءت لحظة الوفاء من نجومه القدامى الذين تحملوا المسؤولية وحققوا المراد والهدف الذي تاه عن الوحداوية كثيرا بإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي بين أندية الأضواء وهي الفرحة التي انتظرها عشاق الاخضر العدني إلا أن الأخبار السارة سرعان ما اختفت حين أعلنت إدارته بقيادة النجم الذهبي الاحمدي عن استقالتها بعد وصول الفريق إلى الأضواء وذلك وفق حساباتها الخاصة أو لنقل قراءتها الصحيحة للوضع الحالي لتترك الوحدة في مهب الريح وفي حيرة من أمره وترمي بالكرة تجاه مكتب الشباب والرياضة الذي شكل إدارة أخرى نتمنى لها التوفيق في قيادة الفريق إلى الثبات وإن كانت الأجواء المحيطة لاتبشر بخير لكون الفريق لازال بعيدا عن الجاهزية في ظل متطلبات كثيرة يحتاجها للظهور المشرف ولانقول المنافسة فهل تتواصل جسور المحبة لبيارق الهاشمي لترفرف في سماء الاولى ؟

الشعلة كومبارس

> الفريق الذهبي والذي يلقب ببرازيل عدن عانى الأمرين الموسم الماضي وكاد أن يسقط إلى الثانية إلا أنه نجا بأعجوبة وهو وضع قد يكون هو المسيطر على الفريق الشعلاوي الذي يلعب دور الكومبارس ببعده عن المنافسة غير أن الذي يقلق الشعلاوية هو أن يتكرر سيناريو الموسم المنصرم .. وفي الوقت ذاته نستغرب للحالة الشعلاوية التي تتكىء على مصافي البترول والمعروف أن الاندية التي لديها وفرة في المال هي التي تنافس، إلا أن الشعلة يخالف تلك القاعدة من خلال مسيرة الفريق وتواضعه وعدم امتلاكه للاعبين مميزين يرفعون من شأنه ويجعلون لهيب الشعلة في العالي .

شمسان لم يعد قويا

> الفريق البرتقالي كما أشرنا في البداية حالته غير مطمئنة وهو صورة لمشواره في الدرجة الثانية الموسم الماضي حيث أثبت أنه لايمتلك النفس الطويل الذي كان سيوصله إلى الأولى، فقد تراخى وأضاع مباريات ونقاطا سهلة أكدت أن الجبل ليس قويا، فهناك تصدعات حالت دون ثباته فهزته الرياح التي أبقته في الدرجة الثانية،وفي الوقت ذاته لم تكن الاخبار القادمة من المعلا تدل أن الفريق هذه المرة عاقد العزم لوداع الثانية ودخول عالم الاضواء لكثرة الهدوء والسكينة التي تلف حدائق البرتقال اليابسة .

الميناء خارج الجاهزية

> قد يكون حال الميناء هو الأكثر إيلاما إذ أن وصيف أول مسابقة في دولة 22 مايو قست عليه الظروف حتى وصل به الحال إلى الدرجة الثالثة الذي فشل الفريق في تخطيها لأسباب كثيرة آخرها رحيل رئيسه ومهندسه أنيس السماوي عنه ليواجه الميناء مصيره ويصارع الأمواج المتلاطمة التي لم تجرف فريق القدم فقط بل أيضا جرفت الطائرة الميناوية التي أخفقت في التحليق كعادتها في سماء البطولة كطائرة منافسة والحال غير بعيد عن السلة الميناوية التي لم يعد بها ثمر وكثير من الألعاب الأخرى .. هذه المنغصات حالت دون بزوغ الميناء وإعادة وهجه ووجهه المعتاد كميناء عريق ذو تاريخ مشرق .

> هكذا أعزائي القراء تبدو الصورة ظلامية لأندية عريقة من محافظة تعد بمثابة الوجه الحقيقي والمقياس الاول لتطور الكرة والرياضة في بلادنا وهو حال وصل وتم إيصالها إليه نتيجة أسباب كثيرة وعوامل لا ينفع معها البكاء على الأطلال بقدر مايحتاج الأمر إلى الوقفة الصادقة من الجميع :وزارة ومكتب الشباب وسلطة محلية وتجار وداعمين وشخصيات مؤثرة في المجتمع .

> كما أن العتب موجه إلى زملاء الحرف الرياضي الذين أصابهم اليأس لحال الرياضة العدنية، وأخذتهم المشاغل الخاصة والعامة فتركوا الأندية وما يدور فيها ، ومايتحتم عليهم عمله مع توجيه النقد الهادف ولفت نظر القائمين والمسؤولين إلى أهمية دورهم في إنقاذ هذه الاندية وإيجاد المعالجات المساعدة لها ،لأنها جزءا مهما من رياضتنا وكرتنا التي لازالت تحبو في مقابل خطوات الآخرين السريعة .. هذا ما أحببت أن أوصله إليكم وأن أشارك به .. وهذا واجب علي على طريق إعادة مجد الكرة والرياضة العدنية إلى سابق عهدها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى