القمندان وقصيدته الشهيرة «كيف أوربا»

> «الأيام» فؤاد باخرابة:

> في 17 شوال سنة 1342هـ(1023م) سافر السلطان عبدالكريم فضل العبدلي سلطان لحج إلى أوربا واصطحب معه نجله الأمير فضل، ووزيره السيد علوي بن حسن الجفري، ومر في طريقه على البلاد المصرية، وقابلته حكومة مصر، وزار في أثنائها جلالة الملك ملك مصر (فؤاد الأول) ابن اسماعيل وسعاد اللورد ألمي معتمد دولة بريطانيا العظمى في مصر.

وفي مصر تأثر السيد علوي بن حسن الجفري فأذن له السلطان بالعودة إلى لحج المحروسة واستدعى ولده السيد عبدالله بن علوي بن حسن الجفري، ثم واصل السلطان سفره إلى الديار الأوربية وقصد مدينة لندن، وقابله صديقه اللفتلنت جنرال إل اسكوت والي عدن في محطة (فكتوريا)، وأقام السلطان في هذه المدينة العظيمة أياماً زار فيها جلالة الملك الإمبراطور جورج الخامس زيارة خصوصية في (بكنجهام) وأقام له جلالة الملك عزومة في حديقة القصر، وعزمته الوزارة في (الرويل انشتيون) وعزومة أخرى أقامها رئيس الوزارة المستر رمسي مكدونلد في (همتن كورت).

وزار البرلمان البريطاني، ورجال وزارة دولة بريطانيا العظمى، ثم طاف أوربا فزار عواصمها باريس وروما وبرن.

وبعد أن قضى ثلاثة أشهر سائحاً في فرنسا وسويسرا وايطاليا، عاد إلى وطنه فاستقبلته البلاد استقبالاً حاراً لم يسبق له نظير مساء يوم التاسع من شهر محرم سنة 1343هـ.

وبهذه المناسبة ألقى شقيق السلطان الأمير أحمد فضل القمندان قصيدته المشهورة (كيف أوربا).

وهذه بعض الأبيات المختاره منها:

طلعت أنوار لحج من عدن

فاسقها أيها الوادي تبن

جاء مولاها فولى كربها

وتوارى الحزن عنها والشجن

أنت مولانا ومن آمالنا

فيك تكفينا ملمات الفتن

رحبت لحج بكم فاستقبلوا

بحنان صوت أبناء الوطن

عرفتنا أن من آدابها

حب مولاها كفرض وسنن

بك فلنحيا وفلتحيا بنا

سر بنا بالرفق في النهج الحسن

كيف أوربا وما شاهدتمو

أسويسر لند وحش كاليمن

أعراة أجياع أهلها

في شقاء جهل وكرب ومحن

أم رجال أحرزوا العلم وفا

زوا بهداة فتلقوا كل فن

أدريتم كيف فاقونا وهل

قد بذلتم في التحري من ثمن

***

من لقحطان وعدنان إلى المجد

داع بالهدى في الناس من

إن قلبي لم يزل في أضلعي

كلما حس شقاء العرب أن

أمة المختار والهفي لقد

خيم الجهل عليها ودفن

يا أبا الفضل ودم في عزة

حاكماً في لحج مادام الزمن

وطني أفديك لحج من وطن

فاسقها أيها الوادي تبن

تم تلا أبياتاً ترحيبية للسيد عبدالله بن علوي الجفري قائلاً:

أيها النجل المنار الزاهي

والحبيب الغوث عبدالله

مرحباً بكم من رفقة

مع مولانا العريض الجاه

ثم وقف العلامة الشيخ أحمد بن قاسم النخلاني خطيب جامع لحج ومفتي الديار اللحجية قائلاً في كلمته المنظومة والمنـثورة:

أهلاً وسهلاً ثم أهلا وسهلاً، بمولانا السلطان

أهلاً وسهلاً بمولانا ابن مولانا، الفضل نجله

أهل بالرفيق ابن الوزير... إلى آخر الكلمة

ثم تلا الشيخ أحمد بن محمد بن عوض العبادي أستاذ المدرسة المحسنية قصيدته العصماء وهذه بعض أبياتها قائلاً:

أهلاً بمن شرف الأوطان مقدمه

وطالع السعد إذا ما سار يقدمه

بدر أهل على لحج فنورها

حتى انجلى من مغاني القطر مظلمه

يا مرحباً بقدوم زادنا فرحاً

لم أستطع من ذهولي أن أترجمه

باليمن والأمن والإقبال شرفنا

بعودة من ملوك الأرض تخدمه

إلى آخر القصيدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى