ورحل واحد من عمالقة الثقافة والفن

> «الأيام» إسكندر عبده قاسم

> وبعد صراع مرير مع المرض والفقر، انتقل إلى جوار ربه -هانئاً مطمئناً- الأستاذ عبدالقادر خضر .. فعندما نتحدث عن شخصية هامة ثقافية وفنية كهذه، فإننا في الواقع من الحركة الثقافية والفنية في مدينة عدن، والتي ازدهرت في فترة الخمسينات والستينات، والتي كان لها رجالها وفرسانها وعمالقتها. حيث كان الفقيد عبدالقادر خضر واحداً من أولئك الرجال المرموقين والمتميزين، الذين أعطوا رحيق شبابهم من أجل الثقافة والفن، وكان تكريمه الإهمال والنسيان.

حيث لم يتمكن أخيراً من الحصول على تذاكر سفر، وإعانة مالية للعلاج في الخارج، برغم أن هناك الملايين من المال العام، يهدر هنا وهناك، بلا حسيب أو رقيب. وهكذا نهاية الإبداع والمبدعين في اليمن .

كانت للفقيد إسهامات ثقافية وفنية متميزة، على مستوى الساحة اليمنية وبالذات في مدينة عدن. ومن لا يتذكره -رحمه الله رحمة واسعة- وهو يقدم برنامج (سمر) في تلفزيون عدن آنذاك، حيث أصبح ذلك البرنامج وثيقة فنية وثقافية مهمة لأجيالنا الحاضرة واللاحقة.

كما إنه ساهم مساهمة فعالة، في إصدارأول مجلة فنية ثقافية كانت تدعى «فنون»، تابعة لمكتب الثقافة في عدن، حيث كان نائباً لرئيس التحرير، الزميل فيصل صوفي، وأيضا كانت له إسهامات إعلامية وصحفية عبر صحيفة «الأيام» الغراء، وصحيفة «14 أكتوبر» وفي كثير من الصحف والمجلات اليمنية، وله شرف الحضور والإسهام في مهرجانات خارج اليمن، وله مؤلفات غنائية، شدا بها كبار الفنانين في اليمن.

وفي الأخير أصدر زميلنا عبدالقادر خضر مجلته الفنية «النجوم»، وتعب تعباً شديداً في إصدارها حيث طلب مني زميلنا عبدالقادر ذات مرة أن أساعده في جمع إعلانات لكي تساعده في إصدار المجلة، لكنني حينها لم أستطع لأنني كنت مريضاً.

التقيته ذات مرة في مكتب صحيفة «الأيام»، حيث كانت آلام المرض تبدو على وجهه، إضافة إلى الفقر الذي أنهكه، لأنه لم يستطع السفر إلى الخارج للعلاج، والجهات المسئولة على علم بذلك.

وهكذا رحل من بيننا واحد من المبدعين، وعمالقة الفن والثقافة حزيناً، متألماً، حيث لم يذكره أحد من المسئولين، إلا وقت وفاته. وهكذا مصيرنا جميعاً في هذا العصر المادي الرهيب.

إننا لن ننساك أبداً، فروحك الطاهرة تحوم حولنا وتدعونا لليقظة، والعمل من أجل المطالبة بحقوقنا في هذه الحياة .. فنم قرير العين في جنة الخلد يا عبد القادر خضر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى