عبدالقادر خضر الرحيل المفجع لرائد الإعلام الفني

> «الأيام» د. هشام محسن السقاف:

> آخر الكلمات التي سمعتها من الراحل العزيز الصديق الصدوق عبدالقادر خضر قبل ثلاثة أسابيع وهو على فراش المرض في منزله، كانت مفعمة بروح عبدالقادر خضر التي ما لانت لحظة لصروف الزمن اليمني الصعب، قال العزيز عبدالقادر:(أنا في المنزل منذ أن كنا معاً في منتدى الوهط في رمضان الماضي نحيي ذكرى وفاة الفنان الكبير محمد صالح حمدون) وقد جاء ليلتها عبدالقادر متأخراً عن بدء الأمسية نتيجة لمرضه، وما كان له أن يحضر وليس على المريض حرج، ولكنه عبدالقادر موسوعة الفن الغنائي اليمني المتحركة ورجل الحضور الدائم في فعاليات عدن ولحج وأبين سواء في منتدياتها أم فروع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فيها ولم أكن لأدرك في حومة انشغال المرء في هذه الدنيا المزدحمة أن عبدالقادر قد رقد من يومها في منزله حتى لحظة اتصاله بي في تلك الليلة وبدا لي أن الصوت ذا النبرة المعروفة الدافئة مصاب بتلك الحشرجة الموحية بمرض صاحبها، وقال:(لم أتصل بأحد حتى لا يفسر ذلك تفسيرا آخر فقط أردت أن أعلمك بالأمر إذا أردت أن تكتب تونيهاً في «الأيام»).. وهو ما قمت به بعدها بيوم.

من منا لم يتعرف على المخضرم إعلامياً عبدالقادر خضر بطلته المعتادة الهادئة والتلقائية في الشاشة الفضية وبحضور هذا الوجه الأسمر الدافق والملم بتفاصيل الحياة الفنية اليمنية التي واكبها عبدالقادر خضر مواكبة العارف النابه عن كثب وقرب منذ ستينيات القرن العشرين، وهو بعد في مقتبل العمر.. وقد كان سباقاً لإصدار مجلته «فنون»، ثم «النجوم» الفنية بمقدرة التغطية والمتابعة والتحليل الفني ولهذا ما كنت لأتخيل عبدالقادر كلما رأيته ماشياً أو جالساً ومشاركاً في أحد المنتديات إلا عبقري التفاصيل الدقيقة للحياة الفنية الغنائية في عدن واليمن عموماً، ولذلك فإن رحيله المفاجئ -ولا راد لأمر الله تعالى- خسارة كبيرة لواحد أفنى أكثر من أربعين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة، وفي الإعلام المرئي والمسموع، يحمل هم المبدعين ويحفظ أسرار حياة الفنانين والمطربين ويبدع هو أيما إبداع في التفاعل مع هذ كله ليكون وجه الإبداع الآخر لكل ما هو جميل في الفن والغناء والتلحين والشعر.

رافقته قبل أربع سنوات إلى استديوهات إذاعة عدن لتسجيل حلقات رمضانية من برنامج له اسمه (الوجه الآخر) -إن لم تخني الذاكرة- ويومها سألته: أين الورق التي ستسألني منها؟! فقال:أنا لا أحمل أوراقاً أبداً في أي برنامج وسوف تراني من إجاباتك استنبط الأسئلة.رحم الله الأستاذ القدير عبدالقادر خضر ابن عدن واليمن والفن والصحافة والإبداع .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى