اغتيال قائد العمليات في الجيش اللبناني بانفجار سيارة مفخخة أمس ..المرشح لقيادة الجيش اللبناني نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية منتصف السبعينات

> بيروت «الأيام» أ.ف.ب/رويترز:

>
السيارات تحترق في ضاحية بعبدا ببيروت أمس بعد الانفجار الذي أدى إلى مقتل العميد الحاج
السيارات تحترق في ضاحية بعبدا ببيروت أمس بعد الانفجار الذي أدى إلى مقتل العميد الحاج
العميد الركن فرانسوا الحاج الذي اغتيل أمس الاربعاء في بيروت كان بين ابرز المرشحين لتولي قيادة الجيش، في حال تم انتخاب قائد الجيش الحالي العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

وقتل الحاج، وهو مدير العمليات في الجيش اللبناني، في انفجار سيارة مفخخة في بعبدا قرب بيروت اثناء توجهه من منزله الى اليرزة حيث مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش.

وقذفت جثته من شدة الانفجار بعيدا عن السيارة التي كان فيها تحت الطريق الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس والذي اصاب سيارته في بعبدا التي تضم قصر الرئاسة وعدة سفارات.. كما قتل مرافقه خيرالله هدوان.

وولد الحاج في 28 يوليو 1953، وهو من بلدة رميش الجنوبية الحدودية مع اسرائيل.

وقال العميد المتقاعد الياس حنا، وهو صديق له، ان الحاج كان «ضابطا متميزا على كل المستويات: من الناحية الشخصية والتكتيكية والاستراتيجية».

واضاف انه «كان مرشحا لقيادة الجيش، لذلك، فهو هدف مهم»، مضيفا «كان رجلا بكل معنى الكلمة: مقاتلا وشخصا كفوءا اوصلته قدراته الى المنصب الذي هو فيه».

ورثاه النائب ميشال عون، قائد الجيش السابق، الاربعاء وقال ان الحاج «كان شجاعا في الميدان وحكيما في قراره».

واضاف انه كان «المرشح رقم واحد لتولي قيادة الجيش» في حال وصول سليمان الى الرئاسة.

كما ربط العميد حنا بين مقتله والمعارك التي خاضها الجيش اللبناني ضد حركة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد في شمال لبنان بين مايو وسبتمبر وانتهت بسقوط المخيم. وقد اشرف العميد الحاج على سير العمليات في نهر البارد.

وتعرض الحاج لمحاولة اغتيال اسرائيلية في بلدته رميش في منتصف السبعينات، وهي الفترة التي كانت شهدت عمليات اسرائيلية عديدة ضد الاراضي اللبنانية حيث كانت تنشط الفصائل الفلسطينية على ما افاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس.

وهي المرة الاولى التي تستهدف فيها شخصية عسكرية باعتداء مباشر ضمن سلسلة الاعتداءات التي شهدها لبنان منذ سبتمبر 2004 وادت الى مقتل ثماني شخصيات سياسية واعلامية مناهضة لدمشق.

والحاج متزوج وله ابن وابنتان. وله ستة اشقاء وشقيقات.

يتقن الفرنسية والانكليزية والايطالية. تطوع في الجيش في 1972، وتدرج الى رتبة عميد ركن، ومنح رتبه لواء ركن بعد مقتله. وقد نال العديد من الاوسمة والتهاني خلال حياته العسكرية.

وتقول والدته كفى العلم انه «كرس كل حياته للجيش» وكان يأتي في عطلته الى البلدة ويمضي وقتا طويلا مع والده المزارع. وتضيف انه كان سيزوج ابنه خلال عطلة اعياد نهاية السنة.. وتقول شقيقته اسبرانس الحاج «كان محبا، وكل البلدة تحبه». وفي منزل والديه الواقع في وسط رميش، تقول الوالدة المحاطة بنساء ارتدين الاسود بعد وصول خبر مقتل الضابط الذي يشكل مصدر فخر لابناء بلدته، والدموع تخنقها، «كان بطلا والبطل لا يموت».

وزاد الانفجار التوترات في لبنان حيث انخرط الزعماء المتنافسون في جدل طويل بشأن الرئاسة زاد من تردي أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ الحرب الاهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990.

أقرباء العميد الحاج في حداد بمسقط رأسه بلدة رميش بجنوب لبنان أمس
أقرباء العميد الحاج في حداد بمسقط رأسه بلدة رميش بجنوب لبنان أمس
وأدان سياسيون لبنانيون من الحكومة الائتلافية المدعومة من الغرب ومن المعارضة التي يتزعمها حزب الله الهجوم الذي أدانته أيضا الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وسوريا وإيران.

وقالت مصادر أمنية إن شحنة ناسفة زنتها 35 كيلوجراما وضعت في سيارة من طراز (بي.ام.دبليو) وفجرت عن بعد لدى مرور سيارة الحاج رباعية الدفع.

وكان الحاج من بين اثنين يتصدران المرشحين لخلافة العماد ميشال سليمان قائد الجيش الحالي. ويشغل منصب قائد الجيش تقليديا مسيحي ماروني. وسيصبح المنصب شاغرا إذا انتخب البرلمان سليمان رئيسا للبلاد في تصويت طال تأجيله من المقرر عقده يوم الاثنين القادم.

ونقل عن سليمان قوله في بيان «مهما تمادى الارهاب في غدره واجرامه لن يستطيع اخضاع الجيش ولا الشعب اللبناني... شهادته قد عززت قوتنا.. ورسخت في نفوسنا ارادة الانتصار والثقة والطمأنينة بمستقبل لبنان».

وقال زعماء سياسيون ودينيون إن اغتيال الحاج يظهر الحاجة إلى تهدئة التوترات عن طريق الإسراع بانتخاب الرئيس.

وقال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إن الجيش استهدف لدوره في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

ولعب الحاج دورا كبيرا في الحملة التي شنها الجيش على متشددين يستلهمون نهج القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان في وقت سابق من العام. وقتل في الحملة 168 جنديا ونحو 230 متشددا من جماعة فتح الإسلام.

وقال الياس والد الحاج للصحفيين في مسقط رأسه قرية رميش بجنوب لبنان إنه قتل بمجرد ترشيحه لقيادة الجيش.

ورفع قرويون أعلاما سوداء وشعارات الجيش في رميش كما أغلقت المدارس بالقرية أبوابها ثلاثة ايام حدادا على اغتياله.

والحاج من عائلة من مزارعي التبغ وكان الأكبر بين اثني عشر ابنا. وسيدفن الحاج وهو أب لثلاثة بمسقط رأسه غداً الجمعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى