لا إكراه في الديمقراطية

> علي الذرحاني:

> عنوان مقالتي أقتبستها من مقولة وردت على لسان أحد المفكرين الذين استضافتهم قناة الجزيرة عندما قال : «إذا كان الله -سبحانه وتعالى- قد قال في محكم كتابه:(لا إكراه في الدين)؛ لإن العقيدة تقوم على حرية الاختيار والإيمان والتصديق عن قناعة فردية ومستقلة تامة، فلماذا لا نستعير هذه الكلمة من القرآن الكريم ونسقطها على الديمقراطية فنقول : (لا إكراه في الديمقراطية) لأن الديمقراطية هي الأخرى أيضا تقوم على حرية الرأي والرأي الآخر المختلف والمستقل ..».

ومصطلح الديمقراطية أصبح مفهوماً مستهلكاً وملتبساً خاصة في هذا العصر الراهن، فالديمقراطية الأمريكية غير الديمقراطية الإسرائيلية غير الديمقراطية في أوروبا غير الديمقراطية في أمريكا اللاتينية ودول العالم الثالث .

لقد استهلك هذا المصطلح كثيراً لاكته ألسنة الناس في معظم المنتديات وأغلب وسائل الإعلام المختلفة، فالديمقراطية نظام سياسي يحكم الشعب فيه نفسه بنفسه، وقوام الديمقراطية: الحرية والمساواة والمشاركة الجماعية في الحكم عن طريق التمثيل وإبداء الرأي والمعارضة، وغيرها بصورة رسمية أو غير رسمية، وحرية الصحافة وجه من وجوه الديمقراطية، لكنها -في بعض الأحيان- عندنا مقيدة ومخنوقة فمن وثق بديمقراطية بلادنا أو أفسح لقلمه العنان في الكتابة (لبج) أو تكسر ريشته فلا يستطيع قلمه التحليق بحرية في آفاق الصحافة الرحبة، أو يلقى في اليم ثم يقال له : «إياك أن تبتل بالماء ..!!».أو يطلب منه ارتداء «قميص يوسف» تمهيداً لاتهامه بدم ابن يعقوب وهو بريء منه ..!

وإذا خرج مطالباً بحقوقه في تظاهرة احتجاجية مشروعة قمع أو جرح أو سجن، فهل هذه ديمقراطية حرة ونزيهة أم ديمقراطية قمع وجبر وقسر وإكراه ؟!

فإذا كان لا إكراه في الدين فهل يجوز الإكراه في الديمقراطية ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى