وادي هدى بحبان شبوة:واد ي يلفه الحرمان والنسيان وأحد أبنائه وعسكري سابق يصنع طائره للفت أنظار الجهات المعنية

> «الأيام» صالح حقروص/ محمد عبدالعليم:

>
نموذج للطائرة المصنوعة
نموذج للطائرة المصنوعة
تقع مديرية حبان في الاتجاه الشرقي للعاصمة عتق، ويتفرع عنه وادي هدى الجميل والأخضر الذي يسر الناظرين مشاهدته، ولكن الرحلة إليه تحمل مشاق ومتاعب جمة، «الأيام» تحملت عناء السفر إلى وادي هدى بعد أن جاء من هناك خبر مفاده أن أحد أبنائه وهو عسكري سابق انفصل عن العمل العسكري بعد حادث الرئيس سالم ربيع في 26 يونيو 1978م، ولكن هذا العسكري رغم الإجحاف والحرمان صنع طائرة ونال اهتماماً كبيراً لعملية الصنع والابتكار في بادية متخلفة وإمكانيات محدودة، وأراد بهذا العمل لفت أنظار الجهات المعنية إلى ماتعانيه المنطقة من حرمان في العديد من الجوانب الخدمية، كذلك تم أخذ آراء أهالي المنطقة فيما تعانيه منطقتهم.. وإليكم الاستطلاع من بداية الرحلة إلى نهايتها :

إلى وادي هدى

أربع ساعات، ساعتان ذهاباً وساعتان إياباً، بدأ الرحلة إلى وادي هدى بعد منتصف ظهر الجمعة حيث مررنا بخط أسفلتي إلى منطقة العرم ثم طريق ترابي استغرق 4 ساعات بمسافة 40 كيلو .

وادي هدى

يتكون وادي هدى من أكثر من 500 قرية منتشرة على سفوح الجبال، تفتقر مناطقها للخطوط الإسفلتية رغم توفير الكهرباء، ومايزال الإنسان يستخدم الحمار نتيجة وعورة الطرقات التي تمر فيها سيارة اللاند كروزر فقط.

لقد جمعتنا الصدفة ونحن في طريقنا إلى هدى بالشيخ سالم باعوظة مدير بيحان، لكون الذي قام بصنع الطائرة أحد أقربائه ومن قبيلته، حيث سهل لنا الرحلة والوصول إلى المنطقة، وكان مكلفاً من محافظ شبوة للاطلاع على الابتكار الذي قام به العسكري المتقاعد .

طائرة لأول مرة في بادية شبوة

قرية قيبر التي ولد فيها صانع الطائرة الأخ سعيد علي أحمد شمروخ باعوظة من مديرية حبان يبلغ من العمر 50 عاماً، أب لـ17 منهم 8 ذكور و7 إناث.. بدأ الدراسة في منطقته ثم تركها في المرحلة الابتدائية، وبعدها التحق بالجيش، ثم انفصل بعد أحداث الرئيس ربيع في يونيو 1978م، وبعدها هاجر إلى المحافظات الشمالية ثم اغترب في الخارج إلى أن عاد للوطن عام 1990 وفتح صيدلية في عتق لمدة 3 سنوات ولظروف خاصة مر بها عاد إلى الاغتراب في دول الخليج وعمل مشرفاً في شركة الغاز .

فكرة صناعة الطائرة

يقول في حديثه لـ «الأيام» قررت قبل 6 أشهر إن ألفت نظر الجهات إلى مانعانيه، وفي مقدمتهم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، فاشتريت سيارة موديل 78 (نيسان) وقمت بقصها من المقدمة وتحويلها إلى طائرة تحمل راكبين، ومكينة تحرك مروحتها التي في الأعلى.كانت الفكرة عندي منذ خمس سنوات.. وأنا متجه إلى عزان بنشر (انفجر) أحد الإطارات، وفكرت أنه حينما يتم تدوير الدفريشن إلى الأعلى فسوف يكون بشكل دوران للمحرك، ولم أتمكن من الأمر في ذلك الوقت، كون الإمكانيات غير متوفرة. وعن المدة التي استغرقها في صنع الطائرة الحالية يقول: إن بداية العمل في صناعتها قبل 9 أشهر بتعاون أولادي، والحمدلله أنجزنا صناعة الطائرة التي استكمل تركيب المروحة لها في الأعلى، أما إذا تم تركيب الأخيرة فإنها سوف تطير إلى مسافات قصيرة كون المكينة الحالية فيها مكينة قديمة جداً.

طموحه من صنع الطائرة

ما في إنسان إلا له طموح في الحياة، وأنا طموحي متواضع جداً وبسيط، وهو إيجاد لقمة العيش، وإيجاد المكان والعمل المناسب في الدولة بحيث أضمن كفالة 15 طفلاً من أبنائي. لا أطمح في أشياء أخرى، كنت أتمنى أن أكون في يوم من الأيام مهندساً أو طياراً إذا سخرت الدولة لي الإمكانيات.

توقعاته للنتيجة من صنع الطائرة

أنا أتوقع أن تكون النتيجة شيئاً غير معقول، أنا عندي أفكار يمكن أن تستفيد منها الدولة في جوانب اقتصادية غير هذه الفكرة. العامل البشري لم يستفد منه بشكل صحيح وأنا لا أقول إن عندي عقلاً بشرياً خارقاً، أنا مجرد إنسان وضع خلف الكواليس، ولست وحدي، ربما الكثير من الحاضرين هنا أو غيرهم لديهم أفكار ولكن لم يتمكنوا من إيصال أفكارهم إلى بر الأمان نتيجة الظروف المادية والمشاغل الأخرى، وكلنا نعرف هذا الكلام.

انقطاعه عن العمل

انقطع عن العمل العسكري بعد أحداث 26 يونيو 1978م (أحداث سالمين) وكان برتبة مساعد ورقمه العسكري (60601) ولم يتم إعادته إلى العمل حتى اللحظة برغم حصوله على مذكرة بتاريخ 2006/3/8 من الأخ علي محمد المقدشي محافظ محافظة شبوة موجهة إلى وزير الدفاع يطالبه فيها بإعادته للعمل كونه بدون عمل ولديه (17) فرداً هو العائل الوحيد لهم إلا أنه لم يتم إعادته للعمل حتى بعد حصوله على مذكرة أخرى بتاريخ 7 سبتمبر 2006م من قبل الأخ ناصر محمد باجيل رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام م. شبوة والأخ اللواء الركن عبدالله علي عليوة مستشار رئيس الجمهورية مرفوعة إلى الأخ اللواء محمد ناصر علي وزير الدفاع أبلغوه فيها بأن المذكور لم يتمكن من العودة بعد الوحدة لأسباب مرضية خارجة عن إرادته، وهو كادر وإداري حاصل على دورة بدرجة امتياز، وبسبب أحداث يونيو 1978م انقطع عن السلك العسكري، آملين عودته بصورة استثنائية ولكن بدون جدوى، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن فكرة ووسيلة يمكن من خلالها إيجاد المعالجات لمشكلته ومعاناته، فقام بتحويل سيارته الخاصة نوع نسيان صغيرة موديل 1978م الى طائرة مروحية اراد من خلالها ايصال فكرة ورسالة ووضعت في مكان غير مكانها وبحاجة الى لفت النظر وانصافنا .

رسالة إلى فخامة الرئيس

بمناسبة أعياد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر نرفع أجمل التهاني والتبريكات إلى فخامة رئيس الجمهورية، وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، وتحت شعار جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين نقدم إلى فخامة الرئيس هدية متواضعة بهذه المناسبة عن محافظة شبوة ممثلة بالأخ محافظ المحافظة، ونرجو قبولها، وهي تحمل إشارة الحب والوفاء إلى قائدنا العظيم، وإشارة دالة على إخلاص أبناء المحافظة وولائهم المطلق لقائد ووطن الثاني والعشرين من مايو، ونقول لمن أراد المساس بوحدة يمننا الحبيب إننا سنبذل الغالي والنفيس من أجل أن يبقى علم الوحدة اليمنية فوق هاماتنا إلى قيام الساعة، ونتقدم بالشكر الجزيل إلى فخامة قائدنا على اهتمامه بالعقل اليمني من أبناء المحافظات، وعمله على نبذ الفرقة والثأر والتوجه بأبناء الوطن إلى ما يستطيعون تقديمه من أفكار ومفاهيم وإبداع، فالوطن هو الأم الحنون التي لايجوز للأبناء النيل من كرامتها.

قالوا عن الابتكار

الشيخ سالم باعوظة مديرعام حبان والمكلف من المحافظ للاطلاع على عمل العسكري السابق في صنع الطائرة يقول: يسعدنا أننا أتينا إلى هنا بتكليف من محافظ محافظة شبوة الذي أشعرناه بهذا الحدث، ونعتبره حدثاً عظيماً عندما يقوم أحد أبناء محافظة شبوة بعمل جبار وهندسي بصنع طائرة هيلوكبتر بالإمكانيات المتاحة، عندنا عقول مفكرة ولكن ينقصها الإمكانيات، فإذا توفرت الإمكانيات لهذه للعقول سنصبح في مصاف الدول المتقدمة. الأخ سعيد من أصحاب العقول النظيفة والطموح، والأخ المحافظ قال إنه سوف يتبناه ويقوم بالواجب معه ودعمه لكي يرى الطائرة كل أبناء شبوة، وحتى يتم تقديمها هدية لفخامة رئيس الجمهورية. الشيخ ناصر فليفل قال: أسعد يوم في حياتنا مجيئكم إلى هنا، وأن اليمن مليء بالعقول النيرة والمبدعة ونأمل من حكومتنا ألا تهمل الكوادر المبدعة من الشباب وأن تهتم بهم لأن هناك أخوة مسئولين حينما يرون الشاب المبدع يقولون أنهم خطر على وظائفهم، فيزحلقونهم حتى يخرجونهم إلى الرصيف، نتمنى إن تصل رسالتنا إلى رئيس الجمهورية والمحافظ، ونحن نعاني عدم وجود خط إسفلتي ومدرسة للبنات.

معاناتنا متعددة ويجب دعم المبدعين

الأخ سعيد ناصر لدرع نائب مدير عام محو الأمية بالمحافظة وأحد أبناء منطقة وادي بنا يقول: المنطقة بحاجة إلى الكثير من الاحتياجات التي لاتزال غير موجودة، وهي تسبب قصورا في التعليم وعجزا، فهناك 4 مدارس، ونفتقر إلى تعليم الفتاة، باستثناء مدرسة مربوع المستقلة للبنات، ولكن غياب الكادر النسائي في التدريس وغياب الاتصالات الأرضية والطرقات لكون منطقتنا كبيرة، وإننا نطالب بلفتة.وحول ابتكار الطائرة قال: نعتبر صنع الطائرة شيئا من إبداع الشباب، ونحن مع المبدعين ونطالب بدعمه للمزيد من الإبداع.

أحد المساعدين في اختراع الطائرة

أحمد سعيد علي ابن المخترع صانع الطائرة ومساعده في الاختراع يقول: أنا أحد مساعدي والدي سعيد شمروخ لأن العمل شاق جداً وصعب في تشكيل بعض الأشياء والمروحة، ونرى أننا حققنا هدفا غير سهل، ونتقدم به باسم أبناء هدى إلى فخامة رئيس الجمهورية، وأنا أدرس في الصف التاسع، ونحن نعاني عدداً من الصعوبات كغياب الكتاب المدرسي ونقص المعلمين وغيرها، ونطالب الحكومة الاهتمام بالمبدعين.

من وحي الزيارة

الكهرباء وصلت إلى وادي هدى ومنطقة قيبر خاصة في 2007/7/1م مشروع الماء في منطقة قيبر غير موجود ويفتقد الناس خدمة المياه، والطرقات صعبة زار المنطقة الأخ محمد صالح قرعة عضو مجلس الشورى ومحافظ شبوة السابق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى