رئيس جيبوتي عمر حسن جيلة لـ «الشرق الأوسط»:نحن المستفيدون من التنافس الفرنسي - الأميركي

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

> نفى رئيس جمهورية جيبوتي عمر حسن جيلة أن تكون بلاده قد اقترحت على الولايات المتحدة استضافة «القيادة الأفريقية» العسكرية التي تبحث عن مقر لها في القارة الأفريقية.

وقال جيلة في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعرض أبدا على الأميركيين اقامة مقر قيادتهم في جيبوتي ولا الأميركيون طلبوا ذلك»، نافيا أن يكون الموضوع قد أثير اثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الى جيبوتي. وتحتل جيبوتي التي تستضيف القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في أفريقيا، بالاضافة الى استضافتها أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في القارة السوداء، موقعا استراتيجيا في حرب القوى المتحالفة على الإرهاب منذ العام 2001. وقال رئيس جيبوتي إن شركات اميركية «بصدد توسيع القاعدة العسكرية الاميركية وبناء منشآت أخرى».

وتشغل القوات الأميركية قاعدة «لومونيه» القريبة من العاصمة وهي تعود بالأساس الى الجيش الفرنسي الذي «أعارها» للقوات الأميركية عام 2001. ويبلغ عديد القوات الأميركيه 1800 جندي بينما يزيد عديد القوات الفرنسية على 2600 جندي. وكشف رئيس جيبوتي أن واشنطن «تلقت عروضا من عدة بلدان أفريقية لاستضافة القيادة الأفريقية» التي لن تصبح جاهزة حتى العام المقبل. لكن مصادر مطلعة أفادت أن القيادة الأميركية تميل الى اختيار جيبوتي ما يفسر توسيع قاعدتها العسكرية هناك وبقاء موضوع «محاربة الإرهاب» على رأس أولوياتها الإستراتيجية في المنطقة. وكانت جيبوتي قد اختيرت لتكون مقرا للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب منذ العام 2001 بسبب موقعها الإستراتيجي على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن وهمزة الوصل بين القارة الأفريقية وشبه الجزيرة العربية.

وقام الرئيس عمر حسن جيلة، هذا الأسبوع، بزيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام الى فرنسا التقى خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

كما عرض على «هيئة رجال الأعمال» الفرنسية «الطفرة» الاستثمارية التي تعرفها جيبوتي، المستعمرة الفرنسية السابقة، وحث الشركات الفرنسية على لعب دور ريادي فيها. واعتبر جيلة ان «التنافس الاميركي ـ الفرنسي» على النفوذ في جيبوتي امراً ايجابياً، اذ ان «المستفيد في النهاية هي جيبوتي». وأوضح ان البلدين «يقدمان الخدمات» في مناطق انتشارهما، مثل تأهيل الطرقات والجسور وإقامة البنى التحتية والمستوصفات وحفر الآبار وخلافها من الخدمات الاجتماعية. ونوه جيلة بحضور الصين التي «تنشئ مجانا» المستشفيات والمدارس والطرقات.

وعلى الرغم من الظاهرة الإرهابية التي تضرب في افريقيا الشرقية والمشاكل المستعرة في الصومال والنزاع الإثيوبي ـ الإريتري وغيرها من البؤر، يبدو رئيس جيبوتي مطمئناً لاستقرار بلاده. وقال لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في منزله الخاص في باريس: «ليس لدينا أي تخوف إذ أن جيبوتي تعيش في بيئة قلقة منذ استقلالها الذي حصلت عليه قبل 15 يوما فقط من اندلاع الحرب الصومالية ـ الإثيوبية». ويعرض جيلة للمشاكل التي عرفها القرن الأفريقي والبيئة المباشرة لبلاده منذ ذلك التاريخ ليخلص الى القول إن جيبوتي «سعت دائما الى علاقات متوازنة مع كل جيرانها وعرضنا باستمرار أن نكون مكانا للقاء المتنازعين وهذا ما نفعله مع الأطراف الصومالية». وعندما يسأل عن دور الحضور العسكري الفرنسي ثم الأميركي في ضمان استقرار جيبوتي، يرد عمر حسن جيلة بالقول إن «الضمانة الأولى هي سياستنا وليس الحضور العسكري الأجنبي».

ويؤكد رئيس جيبوتي ان ظاهرة تسلل عناصر من تظيم القاعدة من باكستان وأفغانستان عبر البحر الى دول شرق أفريقيا «تحت السيطرة». ولكنه في الوقت عينه، نبه الى المخاطر المترتبة على تكاثر ظاهرة «الجامعات الدينية» وشهادات «الدعوة والإرشاد» في المنطقة ومنها في الصومال واليمن التي «تكون أرضية خصبة للفكر الأصولي المتعصب».

ونوه رئيس جيبوتي بالعلاقات التي تربط بلاده بدول الخليج وبالسعودية على وجه الخصوص بقوله إن بلاده «تحظى باهتمام خاص من جيراننا في الخليج ومن السعودية خصوصا فهي هبت دائما لمساعدتنا عند الحاجة إضافة الى أن صناديق التنمية العربية موجودة عندنا».

ميناء جبيوتي
ميناء جبيوتي
كذلك نوه بالاستثمارات العربية الكويتية في سكك الحديد والسعودية في مصافي النفط والإماراتية في المرفأ والفنادق والبنوك. لكنه طالب الجامعة العربية بأن تقتدي بما فعله الاتحاد الاوروبي مع اعضائه الأقل تطوراً حيث خصها باستثمارات كبيرة لرفع مستواها وجعله بالمستوى نفسه للدول الأكثر تقدما.

وفي سياق آخر، قال رئيس جيبوتي إنه اتفق مع الرئيس ساركوزي على تنمية العلاقات الثنائية بينهما «بغض النظر عن تطور» ملف القاضي بوريل الفرنسي الذي وجد ميتاً في جيبوتي عام 1996.

وبعد أن كانت فرنسا تعتبر أنه انتحر، إلا أن التحقيق اتخذ منحى آخر في الربيع الماضي حيث اعتبر أن القاضي قد اغتيل. وهناك من يوجه اصابع الإتهام الى جهاز أمني في جيبوتي.

وعبر جيلة عن دهشته لعمل القضاء الذي شكك بـ«حياديته» وطالب السلطات الفرنسية بضمان نزاهة التحقيق والامتناع عن القيام به بغرض تجريم الجانب الجيبوتي.

2007/12/16

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى