> «الأيام» سالم لعور :

حصن الشهيد مقدم محمد صالح مبرقي
وهي مسقط رأس الشهيد المقدم/ محمد صالح مبرقي أول قائد للأمن العام للأرياف في دولة مابعد الاستقلال، ويسكنها المبارقة حفدة الداعية وولي الله الصالح عمر بن سعيد الكندي، الذي ولد وعاش في القرن السادس الهجري.
وهذه القرية كتب عليها الشقاء والحرمان والإهمال بسبب إهمال القيادات السياسية، واحتسابها على ذلك الرمز عوقب أهلها وصوبت نحوها سهام التهميش والإقصاء والحرمان بعد أن كانت قبلة ومزار زعامات الجنوب وأعالي سلم الهرم السياسي، وأبرزهم قحطان محمد الشعبي وسالم ربيع علي وعبدالفتاح إسماعيل وعبدالباري قاسم وغيرهم .
هذه المنطقة التي نزح جل أهلها إلى مناطق الشطر الشمالي (سابقاً) نتيجة المنعطفات السياسية السابقة وصراعاتها المستمرة، الأمر الذي جعلها في دائرة الحرمان وخارج نطاق التغطية والحسبان من أبسط خدمات المشاريع .
«الأيام» قامت بزيارة هذه المنطقة لاستطلاعها ونشر معاناة أهلها وكانت خلاصة رحلتها ما ستقرأه في هذه السطور :

بئر مشروع الكريف الأهلي تنتظر من يقدم الدعم لتغزيرها
حين هممت بإجراء هذا الاستطلاع انطلقت من مدينة لودر ويرافقني الأخوان محمد قاسم مبرقي ومحمد حسين مبرقي الشخصية الاجتماعية المعروفة بمديرية لودر، وعلى طول طريق لودر - أمشعة - دمان الإسفلتي تبادلنا أطراف الحديث الذي اقتطع العميد محمد قاسم مبرقي معظمه وقال :« أشكر «الأيام» لزيارتها (الكريف)هذه المنطقة التي أنجبت الشهيد محمد صالح مبرقي، الذي شغل قائد أمن منطقة بيحان محافظة شبوة عام 1965م، وقائد أمن ولاية دثينة عام 1966م، وقائد أمن المحافظات الريفية بعد 30 نوفمبر 1967م، والذي صار منزله -بقريتنا (الكريف) المحرومة من كل الخدمات- مزارا لأبرز زعامات الجنوب (سابقاً) من أمثال سالم ربيع علي وقحطان الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وعبدالباري قاسم». واستطرد محمد قاسم مبرقي حديثه: «من يصدق أن طريقا يربط قريتنا بالطريق الاسفلتي لودر -ردفان بطول لا يتعدى 3 كيلو مترات ظل مرصوفاً لأكثر من ربع قرن دون أن تتم سفلتته، وأن مشروعا لمياه الشرب عمر مضخته عمر يناير 1986م، لم ير الدعم من الدولة (بعد وقبل الوحدة) ولسان حاله يقول بأي ذنب أهملت وأنسيت؟!».
قاطعت مرافقي وطلبت إعطاء نبذة عن الشهيد محمد صالح مبرقي الذي يعاني أهل مسقط رأسه (منطقة الكريف) شتى أنواع وألوان الإقصاء والتهميش والحرمان وكانت خلاصة إجابتهما :
- الشهيد المقدم/ محمد صالح مبرقي من مواليد 1918م منطقة الكريف مديرية لودر.
- التحق بالسلك العسكري (معسكر شبر 1946م) ترقى لرتبة ملازم عام 1954م ورائد في عام 1959م.
- تولى قائد أمن بيحان 1965م وقائد أمن ولاية دثينة عام 1966م وقائد أمن المحافظات الريفية بعد 30 نوفمبر 1967م.
- من زملائه الضباط حسين عشال والصديق الجفة ومهدي عشيش وعبدالله سبعة.
- انضم إلى الضباط الأحرار ثم الجبهة القومية في المنطقة الوسطى ضمن مجموعة علي محمد القفيش وجعبل الشعوي وعمر علي أحمد وعلي عبداللاه ومحمد حسين ناجي وعلي سالم لعور وغيرهم.
- له دور نضالي إلى جانب إخوانه علي محمد القفيش والشهيد عمر امبعد عبدالله والمناضل محمد علي أحمد وصالح قاسم مبرقي وعبدربه حسين مصور وعمر محمد مبرقي والعقيد حسين محمد مبرقي.

فتيات من سلالة الداعية عمر بن سعيد الأسود الكندي المقدادي يتلقين التعليم تحت الاشجار
واستوقفنا في الطريق الترابية ركاب 3 حافلات وناشدوا -عبر «الأيام»- فخامة الرئيس ومحافظ أبين ومدير عام مكتب الأشغال والطرق بأبين باعتماد (سفلتة) الطريق ضمن توجهات السلطة المحلية بعد أن ظل الطريق لأكثر من ربع قرن دون سفلتة .
وجعلنا من الماء كل شيء حيا
وفي جانب المياه تتلخص معاناة المنطقة في طلب مضخة وتوابعها بعد أن صار عمر المضخة السابقة في عداد الفناء وانتهاء الصلاحية بعد أن صار عمرها قرابة الواحد والعشرين عاما منذ العام 1986م حتى 2007م، وكذا توسيع البئر وتغزيرها وشبكة داخلية بعد أن تهالكت وأفنيت الشبكة السابقة، كل هذا الحديث جاء على لسان الأخ سند حسين مبرقي مدير المشروع الأهلي لمياه الشرب بقرية الكريف مناشدا جهات الاختصاص والجهات الداعمة رسمية وأهلية ومنظمات دولية داعمة بهذا الخصوص، والتجار ذوي الأيادي البيضاء من أمثال آل سعيد أنعم والشيخ أحمد صالح العيسي بتقديم العون في تبني مثل هذه المشاريع التي تعد من الخدمات الضرورية والأساسية للمواطن.
فلذات أكبادنا في العراء وفيافي ظل المباني والأشجار
وعن معاناة المنطقة في جانب التعليم تحدث إلينا الأستاذ الخضر ناصر حسين القفيش مدير مدرسة الشهيد محمد صالح مبرقي قائلا :
«من المؤسف أن نكون في الذكرى 45 لثورة سبتمبر و43 لثورة أكتوبر والذكرى 40 للاستقلال الوطني، وأبناؤنا يتلقون التعليم على بعد كيلومترات من مراكز التعليم الأساسي.

مضخة مشرع مياه الشرب قرية الكريف عمرها 21 عاما وأصبح عمرها الافتراضي منتهيا
أما الصبية فيكابرون على أنفسهم لأنهم مصدر عيش أسرهم فيسيرون هذه المسافة التي تقدر بنحو 3 كيلو مترات إلى مدرسة الشعة للتحصيل العلمي الذي يؤهلهم لخوض معترك الحياة .
لدينا ثلاثة فصول فقط نستخدمها لتدريس 3 صفوف، أما الصف الرابع فيدرسون في العراء وتحت ظلال الأشجار المجاورة للمدرسة حماية من هجير الشمس ولفحها .ونجدها مناسبة لمناشدة جميع الجهات سلطة محلية ومكتب التربية بالمديرية والمحافظة ووزارة التربية والمؤسسات الداعمة وأيادي الخير بالحد من معاناة أطفالنا ببناء ثلاثة فصول إضافية تفي بتحقيق الاكتفاء التعليمي، والحد من سيرهم لتلقي العلم لمسافات طويلة .