إلى عرفات

> «الأيام» عدنان سالم بن عويد /القطن - حضرموت

> كم تشتاق القلوب المؤمنة وتهفو للوقوف على صعيد عرفات، هناك تتنزل الرحمات وتنجلي الكربات بفضل رب الأرض والسماوات، هناك تلهج الألسن بالذكر وترفع الأيادي بالدعوات فترق القلوب وتنكسر لبارئها، وتتناثر الدموع من أعين طالما جفت مآقيها لما تستشعره من نفحات روحانية تغمر تلك القلوب المطمئنة بذكر الله.

كيف لاتشتاق وتفرح هذه القلوب وهي في ضيافة أكرم الأكرمين في ذاك اليوم المشهود وذاك الموقف العظيم، فيباهي الله سبحانه بهم ملائكته.. وفي ذلك يقول الشاعر:

عبادي قد أتوني محبة ** وإني بهم بر أجود وأكرم

فأشهدكم أني قد غفرت ذنوبهم ** وأعطيتهم ما أملوه وأنعم

كيف لا تشتاق هذه القلوب وهي تلبي ربها سبحانه حين أمر نبيه إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج، فبلغ صدى صوته أصقاع الأرض كلها، فما من بقعة في الأرض إلا وسمعت هذا النداء العظيم:« وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».

فما أجمل وما أروع سماع كلمات الملبين.. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك!

إنها كلمات تبعث الأمل في نفس قائلها وسامعها، فتطير النفس شوقا لتلك البقاع الطاهرة طمعا في فضل المولى عز وجل، فما أجزله وما أعظمه من ثواب، ففريضة الحج تعتبر للمسلم فتح صفحة بيضاء جديدة خالية من الذنوب والمعاصي بإذن الله، وعودته كيوم ولدته أمه.

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي حازم عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من حج هذا البيت، فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، فجوهر رسالة الحج هو وحدة المسلمين واجتماعهم على صعيد عرفات، يناقشون فيما بينهم قضاياهم ويتيقنون أن وحدة المسلمين ستتحقق لا محالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى