بأي حال عدت ياعيد

> «الأيام» فضل محسن صالح - عدن

> يهل علينا عيد الأضحى المبارك، فنستقبله بالبهجه والسرور، ولكن أفراح العيد في ايامنا هذه ذبلت فيها الابتسامه واختفت وطغت الهموم، وأضحت الفاقة في ازدياد مستمر وكل شيء أصبح مجدبا. يهل علينا هذا العيد وبعضنا يردد: (مبارك يا عيد مبارك أحلى الأيام نهارك) ولكن لسان الأغلبية يقول: ( بأي حال عدت يا عيد؟). نعم بأي حال، والسيل قد بلغ الزبى، والمعاناة تتفاقم، والجوع بلغ الحناجر. يهل علينا هذا العيد في ظل ازدياد الفاقة والحرمان واتساع دائرة الفقر وتفشي البطاله وانعدام الأمن والأمان، والحياة الاقتصاديه تزداد تأزما، وما برحت أيادي العبث تسلب وتصادر الحقوق وتنتزع رغيف الخبز من افواه الجياع، ولازالت أيادي العبث تستأثر بالخيرات وتتاجر بأقوات الناس، والحناجر بُحت (ولا حياة لمن تنادي). يهل علينا العيد وهناك بسطاء أثقل كاهلهم ضنك العيش وقسوة الظروف الاقتصاديه التي وصلت ببعضهم لأن يتضور جوعا ويقتات من الفتات، ومما ليس فيه شيء يؤكل. يهل علينا هذا العيد والمعاناة قد بلغت أوجها والأمور بلغت منتهاها بسبب المعيشه التي حولت الحياة إلى جحيم يصطلي بناره الغالبية، يحصل هذا والبلاد محملة، مثقلة، عامرة بكل الخيرات، يحصل هذا وهناك أموال تذهب هدرا وتصرف ببذخ في غير محلها. يهل علينا وهناك من يموت على قارعه الطريق ولايجد ثمن الدواء. ونحن نستقبل هذا العيد في ظل وضع مأساوي كهذا فهل من مراجعة أو محاسبه للذات؟ هل هناك من صحوة للضمير؟

هل من اعتراف بالحق المغتصب؟ هل هناك من (فرملة) لهذا البذخ؟ هل من فعل جاد يوقف هذا العبث؟ هل هناك من يدفع عن كاهل البسطاء هذه المعاناة؟

هل من فعل ملموس يسخر الشيء اليسير من هذه الأموال الطائلة التي تذهب هدراً لهذا الغرض الإنساني، فلو تم ذلك لانجلى الهم وزال الغم ولعم الخير وساد الرخاء. قال الإمام علي رضوان الله عليه:« إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء.

فما جاع فقير إلا بتخمة غني». فما بال الحال اليوم، حيث أضحى البسطاء والمحتاجون في ازدياد! فمن يزيل عنهم الأنين، ويخفف وطأة البؤس والحرمان وهم الحاجة، من يمسح عنهم الأحزان والدموع، من يزيل عن كاهلهم العذاب والشقاء، ومن يعمر أكبادهم الجائعة؟ أليس الوطن والمال والثروة للجميع؟!

يهل علينا هذا العيد وأرض الأنبياء ومهد الرسالات (فلسطين) مازالت سليبة حزينة تئن تحت وطأة سطوة الاستيطان الصهيوني وآلته الحربية.. ويهل علينا هذا العيد وعاصمة الرشيد وحاضرة العرب(بغداد) ماتزال جريحة أسيرة.. يهل العيد وأمتنا العربية والإسلامية ليست في أحسن حال.

عيد بأي حال عدت ياعيد

بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وكل عام وأنتم بخير

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى