قبل صافرة بداية الموسم الكروي الجديد:الكرة الحضرمية بين الظهور والإنحسار وسيئون والسلام وناقوس الخطر

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> قد يتساءل الكثير من القراء -وعندهم حق في ذلك- عن تناولتنا الماضية عن الكرة العدنية، وماتبديه من استعداد لانطلاق الموسم الجديد، وما يعتريها من مشاكل ومنغصات تحد من أحلامها وانطلاقتها القوية، بل قد تصل إلى أبعد من ذلك حينما أصبح وجودها مهدداً، بدليل الوقائع التي نشاهدها ونسمعها، وهو ما تطرقنا له احتراماً وتقديراً لتاريخها الكبير، ولما سطرته أنديتها ولاعبيها في الميادين الكروية من ابداعات وبطولات، لا زالت محفورة في ذاكرة التاريخ.. هذا عن عدن الغالية.. فماذا أعددنا وماذا سنكتب عن حضرموت وكرتها التي تهاوت وسقطت أيما سقوط، وباتت أنديتها متناثرة بين الأولى والثانية والثالثة ؟.. تعالوا تابعوا معنا الأسطر التالية عن كرة قدم حضرموت:

الشعب وسر الحب

> أول ما سيقع عليه الحديث هو بلا شك وأدنى جدال هو الفريق الشعباوي الذي لازال يحافظ على كبرياء الكرة الحضرمية، فهو وجهها المشرق والمتبقي الوحيد في عالم الأضواء، أو لنقل هو السفير الوحيد في مملكة الدرجة الأولى، والذي يلتف الكل حوله لكونه بمثابة الإشراقة الجميلة للكرة الحضرمية، والوجهة الجميلة التي يلتف حولها الجميع في الساحل والوادي.. والشعب الحضرمي كان وما زال هو (سر الحب الذي ما انكشف) على حد قول شاعرنا الكبير المحضار (رحمة الله عليه)،فالفريق حيناً يجعلنا نحمل قلوبنا بأيدينا خوفا عليه من السقوط إلى دوري المظاليم،ونحن نعلم أنها لن تكون سهلة على الجميع ،وحيناً آخر يجعلنا نهلل ونفرح لمستواه ونتائجه الجيدة مما يجعل المرء منا يفتخر بأن الفريق لازال عنده الكثير ليقدمه وليهدي عشاقه قليلاً من الفرح، وما بين هذا وذاك يظل فريق نادي الشعب الحضرمي هاجساً مقلقاً لنوبات اللا اتزان التي تنتابه في بعض المواسم، وبالتحديد في القسم الأول من الدوري، وكلكم تعرفون تفاصيل الكوميديا والتراجيديا التي اتحفنا بها الفريق الشعباوي خلال المواسم السابقة.

واليوم والفريق يتأهب للموسم الجديد توسعت حالة الأمل وانفرجت الأسارير حينما علمنا بالاتجاهات الجديدة والخطوط العريضة للإدارة الشعباوية، ومدى جديتها وعزمها الأكيد بأن الظهور الشعباوي هذه المرة سيكون (غير)، بدليل حالة الجدية والاستنفار التي تسود الكيان الشعباوي، والذي يستمد ضوءه من الحب والإخلاص للكوادر الشعباوية، ومن لاعبي الفريق وفي مقدمتهم ركيزتا الفريق الأساسيتان (بن بريك وبن ربيعة) اللذين تثبت الأيام والسنون مدى ما يتمتعان به من وفاء وإخلاص للفانلة الشعباوية حيث لم يديرا ظهريهما للفريق والنادي، بل كانا في مقدمة الصفوف حيث كانا يتحاملان على آلامهما وكبرياءهما لأجل الشعب وجماهيره.

الشيخ بقشان والمشاركة الآسيوية

> كما أن الأيادي السخية والبيضاء بقيادة الشيخ عبدالله بقشان والتي امتدت لتدعم فريق الشعب مادياً ومعنوياً، والتي وضعت في خزينة النادي لهذا الموسم أكثر من 36 مليون ريال+اهتمام السلطة المحلية بالمحافظة التي كانت السند الأقوى للشعب،وكان لها بالغ الأثر في المسيرة الشعباوية تعطي الجميع الانطباع الجيد بأن الشعب سيكون على أهبة الاستعداد،وسينفض عنه غبار المشاركات المتواضعة السابقة وسيدخل هذه المرة في خط التنافس على البطولة وعلى مراكزها الأولى إن شاء الله.

الشعب ايضاً يعد العدة للمشاركة الآسيوية بصفته حاملاً كأس الجمهورية وهذه المشاركة تحظى بترتيبات خاصة، لكونها ذات ظهور خارجي تمناه الشعباوية، وحققوه بالجدارة، حينما توجوا أبطالا لمسابقة كأس الرئيس في الموسم الماضي، والذي انتظره المحبون والمخلصون في المهجر بكامل الشوق لذلك فإن الظهور سيكون مشرفاً بإذن الله، وذلك ليس بغريب على الشعباوية.

سيئون والسلام وسمعون

> الترتيب الثاني لسلم الخارطة الكروية لبلادنا والمراد به هنا دوري الدرجة الثانية تقع فيه 3 أندية حضرمية وهي:سيئون والسلام وسمعون كان ظهورهم فيه وتأثيرهم لا زال بين المد والجزر، فناديا سيئون والسلام وهما من أندية وادي حضرموت التي تقبع في هذه الدرجة قرابة الـ 8 سنوات باتت مواسمها الأخيرة تصيب الفزع، وتدق أكثر من ناقوس خطر، باحتمال عودتها إلى الدرجة الثالثة عكس الطموحات الكبيرة، التي يحلم بها عشاقها ومناصروها في دخول عالم الأضواء والشهرة،وليس التقوقع بين أندية المظاليم، غير أن ذلك يبدو حلماً بعيد التحقيق، بدليل موجة الفزع التي انتابت الجميع في آخر موسمين، حينما كاد الفريقان يقعان في المحظور ، ويهبطان إلى الدرجة الأدنى.

الموسم الجديد يبدو كسابقيه وإن كانت مؤشرات السلاميين بادية في التحسن، من حيث استمرار عجلة دوران الكرة في النادي،والحفاظ على جاهزية معقولة،إلا أن هناك ما هو أهم على صعيد الجوانب الفنية، التي هي ليست في طموحات التأهل والمنافسة..أما سيئون فلا زال يمارس نفس الدور وببرودة شديدة فلا جاهزية لياقية ولا فنية،فالكل لا زال نائما حتى أن المشاركة في دوري كأس الوحدة أتت على طريق لملمة اللاعبين من بيوتهم، وهكذا هو الوضع السيئوني، وهكذا هي الرؤية والإعداد للموسم المنتظر ونكتفي بذلك.

> الوافد الثالث في هذه المسابقة هو الفريق الأصفر(سمعون)من ساحل حضرموت والذي صعد الموسم الماضي إلى الثانية بعد أن عاش الويلات في دوري الثالثة وهو الفريق الذي قدم فيما مضى النجوم المتميزة للكرة الحضرمية والتي تحفظونها عن ظهر قلب وأبرزهم أيوب جمعة النوبي.. سمعون لم تنهمر مياهه لتغرق الفرق الأخرى بالأهداف والمستوى المتميز، بل كاد الفريق أن يغرق ويعود إلى حيث أتى، مع أنه يضم مجموعة ممتازة غير أنه لازال المشوار أمامه طويل .. ضف إلى أنه بحاجة إلى التفاف الجميع بدلا من التفرج وكأن الأمر لا يعنيهم.

المكلا يتزعم أندية الثالثة

< يقف في هذا الطابور (4) أندية خاضت منافسات الصعود إلى الدرجة الثانية أبرزها أخضر حضرموت وفاتنة البحر المكلا الفريق الذي كتب صفحات مشرقة في الكرة اليمنية.. والمكلا راهن الكل على عودته التي طالت ودخل معمعة التصفيات بأمل وطموحات محبيه إلا أنه رسب ووقع في مصيدة شباب القاعدة من إب الذين خطفوا بطاقة التأهل وتركوا للمكلا الدموع والآهات حيث أن عليه إعادة الكرة من جديد ورسم طريق العودة بشفافية .. أما وحدة شحير الممثل الثاني فقد خذلته وأجهدته طريقة التصفيات السفري التي خاضها ،وطار إلى لحج الخضيرة وهو متعب ومنهك القوى فكان خروجه متوقعاً وهو أحد الذين تناوبوا على الحضور في هذه الدرجة وكان حضورهم ما بين إثبات الوجود والتغلب على الظروف الصعبة حتى حلت به لعنة الهبوط الذي لا يزال يعاني منها.

فريقا الريان ساه والوحدة تريم أكملا المربع الذي خاضا تنافساته للصعود للثانية لم يكن حالهما أحسن من سابقيهما مع أنهما من الأندية التي لها خبرة في مثل هذه المنافسات ،إلا أنهما خيباً ظن الجميع وبالذات فريق الريان الذي لعب أمام جماهيره.. فيما الوحدة جابه فرقا كبيرة في الحالمة تعز وكاد أن يفعلها إلا أن خبرته القصيرة في هكذا منافسات يتأهل لها لأول مرة حالت بينه وبين التأهل ،إلا أنه خرج باحترام الجميع له.

وماذا بعد ؟

> نعم وماذا بعد؟ .. هل تريدوننا أن نفتح ملف النادي الأعرق (أهلي الغيل) وما أدراك ما أهلي الغيل؟ .. إنه الفريق الذي قدم نجوما ذهبية ومواهب لا زال صداها يذكر ويسمع إلى اليوم وفي مقدمتهم الكابتن والمدرب الوطني (عبدالله باعامر) ،إلا أن الفريق الابيض والاسود لازال يتوشح سواد الظلمة في دوري مظاليم المظاليم..هل تريدوننا أن نتحدث عن التضامن وما أدراك ما التضامن؟ الذي قدم أبرز وأشهر حارس مرمى هو (حاج بامقنع) وقدم نجما موهوبا بحجم (حسين الغزي) وغيره من النجوم.. هل تريدوننا أن نتحدث عن نادي الشبيبة الذي عاد للذاكرة بتحقيقه لبطولة كأس مسابقة كأس الإستقلال التي انتزعها من بين أيدي لاعبي شعب حضرموت.

> الحقيقة أن الآهات كثيرة والأوجاع تزداد عاماً بعد آخر لكون الكرة الحضرمية لازالت تعيش النكسات المتتالية والتي غيبت أنديتها الشهيرة وبات حضورها مقتصراً على ناد وحيد في الأولى وثلاثة في الثانية والبقية تترنح في الثالثة .. وماذا بعد هذا يتبقى لنا غير الذكرى وأيام الزمن الجميل.

> في الوقت ذاته ماذا عملنا بشأن العودة وأين هي استفادتنا من خبراتنا الكبيرة سواء الإدارية أو الفنية تجاه الكرة الحضرمية وهل وصل الجميع إلى حالة يأس؟ وهل أصبح الوقت الحالي وقت المصالح الشخصية، وهل مشاغل الحياة ألغت الإخلاص والحب العملة النادرة هذه الأيام؟ .. الحقيقة التساؤلات كثيرة غير أن الاجابة الشافية والمنطقية غائبة ولاندري إلى متى، فلا عزاء لكرة تعيش على ماض مشرق ولم تعمل على مجابهة الحاضر، لذلك فإن المستقبل يبقى مجهولاً مجهولا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى