جميل العريقي.. الشاب الذي ابتسم له الفن.. لـ «الأيام» :بدأت الفن من رعي الأغنام وشاركت بعدة أعمال تلفزيونية وإذاعية

> «الأيام» رياض الأديب:

> كثيرة هي المواهب المعطاءة في البلد الحبيب .. مواهب لطالما تنكّر لها موطنها، فوجدت غايتها في وطن آخر، الفنان جميل العريقي واحد من هذه المواهب. احترف الفن منذ صباه حتى لمع وتألق فيه .

أذيع صوته في أرجاء المعمورة، حتى وصل تألقه إلى الفضائية اليمنية في عدة برامج تلفزيونية، وإذاعية، إضافة إلى بعض المقابلات الصحفية.. المادة وقفت حائلا أمام حلم العريقي، وحصرته في بوتقة النسيان في زمن الإهمال من قبل الجهات المختصة -على حد قوله- والتي كان يأمل أن تفتح له آفاقاً جديدة نظير أدائه وصوته المتميز.. وللتعمق أكثر في حياة هذا الفنان، خرجنا بالحوار التالي :

< الفنان جميل العريقي كيف بدأت حياتك الفنية ؟

- بدأت حياتي الفنية من جبال وسفوح و وديان الأعروق، عندما كنت صبياً أعمل في رعي الأغنام والأبقار، كنت مولعاً بالغناء، وتأثرت ببعض الفنانين، مثل: أيوب طارش، وعبدالباسط، وأبوبكر والسمة، وغيرهم. وبالتالي كنت أحاول تقليدهم فأعجب أصدقائي بصوتي، الذي يشبه -إلى حد كبير- صوت الفنان أيوب طارش، فشجعوني ونصحوني أن أبحث لي عن فرقة تتبناني، أو شخص يهتم بموهبتي الفنية، وقد فعلت ذلك .

< ماذا فعلت ؟

- بدأت أبرز موهبتي الفنية من خلال استغلالي بعض المناسبات، كحفلات الأعراس، والمدارس، وغير ذلك، وقادني عملي هذا إلى التعرف على الأستاذ ياسين عبدالعزيز الذي علمني العزف على العود، والذي كان له الفضل -بعد المولى عز وجل- في تشجيعي، والأخذ بيدي إلى كل جديد في هذا المنوال، وبعدها انطلقت إلى عالم الفن وتعرفت إلى العديد من الفنانين .

< كيف كانت بدايتك النجومية، والدخول إلى عالم الفن من أوسع أبوابه ؟

- كانت البداية عندما سافرت إلى تعز ورأيت النور على يد الفنان القدير أحمد مهيوب الذي عاملني كأخ حميم له، وبدأ بتقديمي للجمهور عبر إذاعة تعز في البرنامج (فنون ومرايا) من تقديم فؤاد الغابري، وبعدها ضمني إلى فرقته (نجوم الفن اليمنية)، وشاركت معه في عدة أعمال، كان أبرزها ثلاثة أعمال مصورة للتلفزيون وهي: (فلسطين ياعرب، قلب فلسطين، أين السلام) من إخراج عادل عبدالباري، إضافة إلى أغنية (مودع أهلي)، التي شاركت فيها في برنامج (زوار العيد) تقديم نادر أمين .

< هل تعتقد أن وسائل الإعلام كانت من أهم الدوافع التي شجعتك على الفن ؟

- لا أنكر أن ظهوري عبر وسائل الإعلام، كان له أثر كبير في نفسي، لكن ما شجعني أكثر في الخوض في هذا المجال، عندما حصلت على شهادة تقدير من الفنان أحمد مهيوب وذلك حين أجرى لي بعض الاختبارات على مختلف الآلات الموسيقية، ونجحت فيها، أذكر أني في حينها ذرفت دموع الفرح، ونزل الخبر على قلبي كالصاعقة من شدة الفرح .

< ماهي أهم الأعمال لديك سواء التي قمت بها أم المستقبلية ؟

- كانت أهم الأعمال التي قمت بها تسجيل شريط خاص بي في إستديو (سبأ ساوند) يتكون من عدة أغان، واحدة منها للتلفزيون، وهي أغنية (مودع أهلي)، وهذه الأغاني من كلمات الشلبي والمقري والماطري والحريبي والحاتمي والشاعرة ندى وألحان الفنان أحمد مهيوب، إضافة إلى شريط (زفة) مشترك مع مجموعة من الفنانين والفنانات، وكذلك صدر لي ألبوم موسيقي بعنوان:(نشيد الراعية) من إنتاج مؤسسة 13 أكتوبر .

وعن الأعمال المستقبلية إن شاء الله، سيكون لدى جمهوري في القريب العاجل ألبوم موسيقي آخر عبارة عن كوكتيل (زفة)، وقريبا إن شاء الله ستبدأ الفضائية اليمنية ببث الفيديو كليب الخاص بي (دموع أهلي)، كما أني أطمح إلى تصوير أغان تلفزيونية أخرى، وأعتبرها من أحب الأغاني إلى قلبي، وهن (أين اعملك؟ مافيش مكان يسواك، وحبيب وحبيب، ظلمي حرام) وهي أغان راقية، وكلماتها وألحانها جديدة ولدي أمل كبير بإتمام هذا العمل، وتعود ثقتي هذه -بعد المولى عز وجل- إلى أخي وتوأم روحي، الذي أدين له بالفضل، وكان سبباً في نجاحي الأستاذ أحمد مهيوب، الذي فتح لنا مدرسة للفن اسمها (سبأ ساوند)، ووفر لها كل الآلات الموسيقية، وجهز الأستديو بأحدث أجهزة التسجيل، وقبل ذلك فتح لنا صدره وقلبه .

< هل صادفتك أي مشاكل أو معوقات في حياتك الفنية ؟

- تكمن المعوقات في كثير من الأحيان في الإمكانيات المادية، لأن الفنان يريد أن يخرج كل ما بداخله من مشاعر، وأحاسيس إلى جمهوره ويجد الفنان نفسه مرتاحاً عندما يشعر أن جمهوره تذوق كل ما قدمه لهم وأرضاهم. فالمادة تعيق تقدم الفن في كثير من الأحيان، خاصة إذا كان مبتدئاً، وبالتالي ينتج لدى الفنان نوع من اليأس والإحباط، خاصة إذا كان يتمتع بقاعدة شعبية عريضة، فتأخر الفنان عن جمهوره يؤدي إلى قلة شعبيته، وهو الأمر الذي يضطر الفنان في آخر المطاف إلى التعقيد والكسل، ورفضه لأي مشاركات.

< متى يشعر الفنان بالإحباط (أقصد عند نقص المادة، أم عند فقدان جمهوره) ؟

- كلاهما يشكل إحباطاً للفنان، ولكن هناك أسباب تكون خارجة عن إرادتك في كثير من الأحيان، وبالتالي يكون الإحباط واليأس مضاعفاً، ومثل ذلك ما حدث لنا قبل ثلاث سنوات تقريباً، عندما جاءت دعوة لفرقة (نجوم الفن اليمنية) من الجالية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد جهود مضنية، واستعدادات مكثفة وجدنا أن هذه الدعوة تبخرت وذهبت أدراج الرياح، وكانت هناك دعوة ثانية للفنان أحمد مهيوب وفرقته، للمشاركة في أحد المهرجانات في دبي، فتبخرت أيضاً بعد أن استعددنا لها، هذا من شأنه أن يحبط الفنان، ويحبط معنوياته. ولولا فضل الله عز وجل، لكنا الآن من المحبطين، ولكن بإرادتنا مازلنا نواصل المشوار في هذا المنوال.

< كفنان مبتدئ ما هي رسالتك لكل من يهتم بهذا المجال؟

- أتمنى على إخواني الفنانين مواصلة سيرهم نحو تحقيق حلمهم، وعدم اليأس أو الإحباط. وأستغل هذه المقابلة لأن أدعو وزارة الثقافة أن تنظر لمستوى الفن في بلادنا، والاهتمام بالمبدعين في هذا الجانب، وذلك بتخصيص المعاهد والكليات الفنية لتطوير الأغنية اليمنية لتصبح مؤهلة أكثر بالمشاركة في المهرجانات العربية والعالمية، لأن بلادنا غنية بتراثها.. وغنية بفنه الرائع والجميل .

< كلمة أخيرة ؟

أشكر الفنان أحمد مهيوب، أشكر أبي وأمي وإخوتي، وكل أحبتي وأصدقائي بدون استثناء، وأشكر كل من وقف إلى جانبي وساندني وشجعني في رحلتي الفنية، كما أخص بشكري صحيفة «الأيام» على اهتمامها بهذا الجانب، وأشكرك أخي رياض على هذا اللقاء .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى