عودة روايات عبير تثير جدلا في سوق المكتبات السعودية

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

> لم يكن الهروب من خطيبها ستيفن ولا الرغبة في اكتشاف المجهول ولا متعة التجوال في مدن من اسمنت. فما الذي ناداها لتقطع مسافات شاقة على جزيرة كاليندا في المحيط الهادئ. هل هو الحب أم نوع من تحدي النفس وإثبات الذات».

هذه العبارة ليست سوى جزء مختصر احتل خلفية الغلاف الخلفي من رواية قديمة. الرواية من سلسلة روايات عبير الرومانسية. هذه الروايات التي كانت تحظى بأهمية عند طالبات الثانوية وكانت تقرأ في الخفاء وتخبأ بين الملابس، أو داخل الأدراج المغلقة بإحكام؛ كانت بمثابة انتصار للأحلام؛ التي لم تتجاوز حينها الفارس على حصان ابيض، والبحث عن الحب العذري. وهو ما كانت تجسده لغة تلك الروايات، عبر السباحة في خيال المراهقات، واللعب على وتر المشاعر الحسّاس. ما زاد من شعبيتها، في حين شكّل سياج الرقابة القاضي بمنع تداولها؛ بحجة انها تثير الغرائز، وتحرض على الرذيلة، زيادة في الإقبال عليها ورواجها من خلال التحايل لإيجاد السبل نحو قراءتها. عصفور في اليد، كيف سأقنعه، لا شيء يهم، ثلاثة عناوين لروايات عبير التي لا زالت تحتفظ بها أمل معلمة التربية الفنية؛ في إحدى مدارس المرحلة الثانوية بمكة المكرمة. وهو ما يؤكد عدم انحصار قراءة عبير على الصغيرات؛ بل كانت مؤنسة للكبار ايضا. وفي زمن الفضاء المفتوح عادت الروايات لتأخذ مكانها على أرفف المكتبات فيما تزينت واجهات المتاجر الكبرى بإصدارات جديدة تتناسب مع المراهقات العصريات، مسنودة هذه المرة بوجود شقيقتها أحلام، التي وان زاحمت في المكان، إلا انها لم تطغ على غموض عبير وسحر كلامها المعسول.

كل ذلك جاء في الوقت الذي نفت فيه وزارة الإعلام السعودية تهمة منع هذه الروايات على لسان مدير الرقابة العربية والكتب يوسف اليوسف في حديث لـ«الشرق الاوسط» قائلا، إن عبير كانت تخضع مثل غيرها من الكتب والقصص لضوابط رقابية اعتمدتها الوزارة ولازالت والمتمثلة في عدم المساس بالعقيدة الإسلامية، والبعد عن خدش الحياء العام.

إلا أن اليوسف أكّد من جهة ثانية على أن الروايات الحالية تختلف جملة وتفصيلا عن سابقتها، مرجعاً السبب لاحتمال أن تكون دور النشر الصادرة عنها ترجمة عبير بدأت في تجنب المحظورات الرقابية.

ويمثل فسح هذه الروايات وظهورها بهذه الكثافة في سوق الكتب السعودية محاولة للأخذ برأي القارئ؛ وهو الأمر الذي وصفه أحمد الزهراني عضو النادي الأدبي بجدة بنوع من التعبير عن ارتفاع السقف الرقابي، في ظل التغير الثقافي والاجتماعي الذي يشهده المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى