> غادر الاعضاء الستة في جمعية "آرش دو زوي" الفرنسية الذين حكم عليهم الأربعاء الماضي بالسجن ثمانية اعوام في نجامينا بتهمة "محاولة خطف اطفال" أمس الجمعة متوجهين الى فرنسا لقضاء عقوبتهم.

ونقل الفرنسيون الستة الى مركز التوقيف في نجامينا حيث اودعوا في شاحنة-زنزانة نقلتهم الى المطار. وامضوا وقتا قصيرا في قاعة كبار الشخصيات في المطار حيث انتظرهم ثمانية عناصر من الادارة الجزائية الفرنسية.

ثم اقتيد الستة مكبلي الايدي الى طائرة من طراز بوينغ تابعة لشركة توماي اير تشاد، اقلعت عند الساعة 13:40 (12:40 ت غ) باتجاه القاعدة العسكرية في فيلاكوبليه قرب باريس، على ما نقل مراسل وكالة فرانس برس.

ويتناسب هذا التسليم مع احكام الاتفاقية القضائية الموقعة بين فرنسا وتشاد عام 1976.

وينص البند 29 من الاتفاقية على ما يلي "عند طلب احد الطرفين المتعاقدين، يحق لاي مواطن من احدى الدولتين محكوم بالسجن او بحكم اقسى ان يعاد شرط موافقته الى سلطات بلاده".

ونقل مراسل فرانس برس ان ممثلا عن النيابة العامة في نجامينا، ومدير الادارة الجزائية في تشاد، وستة عناصر من شرطة تشاد، ومحامي الادعاء وممثلا لاولياء 103 اطفال كانت جمعية آرش دو زوي تنوي نقلهم الى فرنسا في 25 تشرين الاول/اكتوبر من شرق تشاد، كانوا كلهم على متن الطائرة مع المحكومين. كما حضر طبيبان فرنسيان ايضا.

وبدأ الفرنسيون الستة "اضرابا عن الطعام والماء" لشجب الحكم، على ما اعلن محاموهم التشاديون أمس الأول.

واعلن وزير العدل التشادي البير باهيمي باداكي صباح الجمعة ان تشاد وافقت على طلب نقل الفرنسيين، ما ازال العقبة الاخيرة امام ترحيلهم الذي طالبت به فرنسا.

وصرح الوزير "لقد اجبت بالموافقة على طلب النقل الى فرنسا صباح أمس الجمعة". واضاف "لم يعد هناك ما يقف في وجه مغادرتهم".

ويفترض بالمحكومين ان يمثلوا اثر وصولهم الى فرنسا امام مدعي عام المنطقة التي يحطون فيها، ثم امام المحكمة التاديبية التي ستقرر الحكم البديل للسجن مع الاشغال الشاقة لثمانية اعوام، الذي لم يعد له وجود في القانون الفرنسي.

وقد يكون الحكم البديل هو السجن ثمانية اعوام، بحسب مصدر قضائي فرنسي، لكن هذا الاستبدال ينبغي ان يحصل على موافقة تشاد حسب تحذير وزير العدل التشادي.

وما زال الفرنسيون الستة ملزمين برد 12،4 مليار فرنك افريقي (3،6 مليون يورو) من العطل والضرر حكم عليهم بدفعها، بالتضامن مع متهمين اخرين تشاديين وسودانيين، الى جهة الادعاء.

وحكمت المحكمة الجنائية في نجامينا على كافة المتهمين مساء الاربعاء الماضي بثمانية اعوام من السجن مع الاشغال الشاقة بتهمة "محاولة اختطاف اطفال".

وفتح تحقيق قضائي في باريس في 24 تشرين الاول/اكتوبر بسبب "ممارسة غير مشروعة لنشاط وسيط للتبني" و"مساعدة قاصرين اجانب على البقاء في فرنسا بصورة غير نظامية" و"الاحتيال".

وقال مصدر قضائي فرنسي لفرانس برس "ان الوقائع التي حوكم اعضاء آرش دو زوي الستة في تشاد بموجبها لا تغطي الاعمال التي ترمي اليها الاجراءات الفرنسية".

وافادت عدة مصادر مقربة من الملف ان عودة الفرنسيين الى فرنسا قبل نهاية العام وبعد اكثر من شهرين بقليل على بدء القضية، تتوافق مع سيناريو متفق عليه بين باريس ونجامينا.

واثارت القضية توترا حادا بين العاصمتين قبل ان تهدأ اللهجة ويتم التوصل الى حل سريع لهذا الملف.