باكستان على شفير الهاوية بعد اغتيال بوتو

> لندن «الأيام» لوك بيكر:

>
هوى اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو بباكستان الى خضم أسوأ أزمة في تاريخها الذي بدأ قبل 60 عاما وزاد من فرص انتشار أعمال عنف أهلية وهدد بالغاء الانتخابات.

ويقول محللون إن الرئيس برويز مشرف الذي ترك منصبه كقائد للجيش في هذه الدولة النووية قبل أسبوعين تحت ضغوط دولية قد ينتهز الفرصة لإعادة فرض قوانين الطواريء والغاء أو على الأقل تأجيل الانتخابات المقررة في الثامن من يناير كانون الثاني.

وحتى إذ مضت الانتخابات قدما فإن العملية نفسها اضطربت منذ أن أعلن نواز شريف أحد المرشحين الرئيسيين انه سيقاطع الانتخابات ودعا مشرف لتقديم استقالته.

وقالت فرزانا شيخ الخبيرة في شؤون باكستان والاستاذ الزائر لدى مجموعة تشاتم هاوس في لندن “يمكن ان نفترض الآن أن الانتخابات لن تجرى.” وأضافت “العملية الانتخابية توقف مسارها.

أعتقد ان هناك فرصة حقيقية أن يقرر مشرف ان الوضع خرج عن نطاق السيطرة وانه يحتاج لإعادة فرض قانون الطواريء.” وقالت شيخ إن باكستان الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في معركتها ضد المتشددين الإسلاميين في أفغانستان تنجرف “إلى مياه لم تبحر فيها من قبل” وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات في منطقة شهدت ثلاث حروب بين باكستان والهند جارتها النووية.

وقالت شيخ “هذه ليست الأزمة الأولى التي تواجهها باكستان منذ تأسيسها عام 1947 لكنني أميل إلى القول بأنها أسوأ تركيز للازمات نشهده.”

وتوفيت بوتو (54 عاما) في المستشفى بعد استهدافها بهجوم انتحاري اثناء حملتها الانتخابية في مدينة روالبندي وسط آلاف من أنصارها.

وقتل في الهجوم 15 شخصا على الأقل ووقع بعد بضع ساعات من تعرض انصار شريف المعارض الشديد لمشرف لإطلاق النار من جانب مسلحين مما اسفر عن مقتل ثلاثة.

وفي حين تم القاء المسؤولية في تنفيذ الهجوم على متشددين إسلاميين منهم أعضاء في حركة طالبان وتنظيم القاعدة وكلاهما يعمل في باكستان يقول المحللون إن الخصوم السياسيين لبوتو والمقربين من حزب مشرف لا يمكن استبعادهم من دائرة الاشتباه.

وقال ام.جيه جوهل المدير التنفيذي لمؤسسة اسيا والمحيط الهادي وهي مركز دراسات يختص بشؤون الأمن والمخابرات في لندن “سيكون من الصعب للغاية معرفة حقيقة من وراء ذلك.” وأضاف “فإلى جانب عناصر طالبان والقاعدة هناك العديد من المرشحين للاشتباه فيهم...

هناك عناصر داخل الجيش وعناصر داخل اجهزة المخابرات التي لم تكن لها قط علاقات طيبة مع بوتو.” وتابع “هناك بالطبع خصوم سياسيون كذلك...

كان لديها العديد من الأعداء داخل باكستان والجميع يعرف ذلك.” واشارت شيخ إلى حقيقة أن بوتو اغتيلت في روالبندي التي تبعد كثيرا عن الأقليم الحدودي الشمالي الغربي الذي ينشط فيه عادة المتشددون الإسلاميون.

وقالت “سيثير ذلك مخاوف من انه كان هناك مستوى ما من الاهمال الرسمي سمح بوقوع هذا الهجوم...

مثل هذه الاحداث تثير مخاوف خطيرة جدا بشأن ما إذا كان هناك نوع من التستر الرسمي.” وشكا مديرو حملة بوتو الانتخابية مرارا من عدم بذل ما يكفي من جهد على مستوى الدولة لحمايتها.

ونجت بوتو من محاولة اغتيال لدى عودتها من منفاها في أكتوبر تشرين الأول الماضي عندما فجر مهاجم موكبها مما أسفر عن مقتل 139 شخصا.

تمثال رملي عمله أحد النحاتين لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو بعد اغتيالها، في شاطئ بمنطقة بوري بالقرب من مدينة بوبنشاور شرقي الهند أمس
تمثال رملي عمله أحد النحاتين لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو بعد اغتيالها، في شاطئ بمنطقة بوري بالقرب من مدينة بوبنشاور شرقي الهند أمس
وقال جوهل انه إلى جانب التداعيات الداخلية لاغتيال بوتو - اشتباك انصار غاضبين مع قوات الأمن بعد مقتلها- كانت هناك مخاوف دولية واسعة النطاق كذلك.

وأضاف “التداعيات هائلة... سينتشر العنف بدرجة أكبر الآن وإذا فرض مشرف حالة طواريء أخرى فقد تظهر المزيد من الاحتجاجات وحملات الاعتقال.

“نحن ننظر إلى فراغ سياسي إذا لم تجر الانتخابات.

الإسلاميون المتشددون قد يبدأون في شغل هذا الفراغ والعمل من داخله.

باكستان دولة تأوي تنظيم القاعدة وحركة طالبان ويبدو واضحا انها تضم كذلك أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى...

ولـكل ذلك تـداعيات علـى الغـرب والعالم.” رويترز...شارك في التغطية ادريان كروفت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى