اعدام صدام حسين خطوة مثيرة للجدل لبدء "عراق جديد"

> بغداد «الأيام» سلفي برياند :

>
رأى عراقيون ان محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يفترض ان تكون رمزا لتحقيق العدالة والقانون اللذين تغيبا في عهده لاكثر من ثلاثة عقود لكن طريقة اعدامه التي اثارت جدلا كبيرا دفعت الى التشكيك في هذه العدالة.

وقد اثارت الصور التي التقطت بالهواتف الجوالة خلال اعدامه في 30 كانون الاول/ديسمبر من العام الماضي، من قبل جلاديه وهم يسخرون منه خلال موته انتقادات كبيرة حتى من قبل الادارة الاميركية.

ويرى ابناء الطائفة السنية الذين يعتبرون من اكثر انصاره اعدام صدام حسين وسط هتافات باسم زعيم شيعي الذي تزعم ميليشيات بعد سقوط النظام في 2003 بانه تجسيدا للطائفية.

وقال نبيل محمد يونس الاستاذ في جامعة بغداد انه "من السذاجة الاعتقاد ان محكمة تنشأ تحت الاحتلال الاميركي يمكن لها ان تضع حجر الاساس لنوع جديد من نظام العدالة والديمقراطية في بلد لم تعرفه ابدا في السابق".

واضاف "على اي حال قادة العراق الجديد كانوا بحاجة شديدة للتخلص من صدام الذي بقي يشكل تهديد لسلطاتهم الجديدة مدام على قيد الحياة".

وقال مدرس عراقي اكتفى بذكر اسمه الاول عمر ان اعدام صدام حسين بدا لكثير من العراقيين انتقاما طائفيا.

واضاف ان هذا الاعدام المهين لم يصور على انه مجرد انتقام من دكتاتور، بل عملية انتقامية من قبل حكومة شيعية ضد السنة الذين سيطروا على حزب البعث خلال فترة حكمه.

واشار الى ان اعدام صدام حسين "في اول ايام عيد الاضحى المبارك عمق الفجوة بين الشيعة والسنة التي كانت قد بدأت بتفجير الضريح الشيعي في سامراء من قبل تنظيم القاعدة في شباط/فبراير 2006".

وبحسب التقويم الهجري الاسلامي، مرت ذكرى اعدام صدام حسين قبل حوالى اسبوع، حيث كان اعدامه قبل دقائق من صباح اول ايام عيد الاضحى من العام الماضي.

وقد زار عشرات من السنة قبر صدام حسين الذي دفن في صالة للمناسبات الدينية في مدينة العوجة مسقط رأسه في 19 كانون الاول/ديسمبر الجاري بمناسبة الذكرى الاول بالنسبة للتقويم الهجري.

ووضع انصاره اكاليل من الورد على قبره تعبيرا عن احترامهم له.

وحتى الرئيس الاميركي جورج بوش الذي رحب باعتقاله في اواخر 2003 ،انتقد بشدة اسلوب اعدامه. وقال خلال لقاء تلفزيوني في 16 كانون الثاني/يناير ان "الاعدام يمثل القتل الانتقامي الطائفي وجعل الامور اصعب لانهاء افة العنف في العراق".

واضاف بوش ان "الاعدام عزز الشكوك برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وجعل من الواضح ان حكومته "لا يزال عليها القيام بعمل كبير".

وقال الرئيس الاميركي انه كان مسرورا بمحاكمة صدام حسين واثنين من معاونيه اللذين اعدما معه. واضاف "عندما جاءت قضية اعدامه بدت وكانها نوع من انواع الانتقام، القتل الطائفي وبعثت اشارة مزدوجة للشعب الاميركي وشعوب العالم اجمع".

ويبدو ان القادة الشيعة هم الوحيدون بين قادة العراق الجدد الذي يؤدون حكم الاعدام.

وقال السياسي الشيعي طارق المعموري لوكالة فرانس برس ان "الرئيس المخلوع حصل على الاقل على نوع من المحاكمة العادلة التي منعها عن جميع خصومه خلال فترة حكمه".

واضاف هذا المحامي ان "صدام لديه الحق للدفاع عن نفسه من خلال فريق محاميه لكنهم امسكوا القضية بصورة خاطئة وتعاملوا مع المحاكمة ونتائجها بمساءلة سياسية".

وتابع "انه لامر طبيعي ان يعدم صدام لقاء جرائمه ومن الطبيعي ان يشعر الذين كانوا مستفيدين من حكمه بالحزن عليه". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى