من هم المتشددون الذين قتلوا بوتو في باكستان؟

> إسلام أباد «الأيام» جوي كوشران :

>
إذا ما كان هناك شخص واحد لم يصدمه وأرعبه حادث اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بنظير بوتو فربما يكون هذا الشخص هي بوتو نفسها,وكانت الشخصية المويدة للديمقراطية ، البالغة من العمر 54 عاما ، قد تنبأت ، وصدقت النبوءة، قبل أيام من اغتيالها بأنها مستهدفة ، غير أنه ومن هنا تبدو الصورة أكثر ضبابية.

وقالت إن شخصيات لم تسمها داخل حكومة الرئيس برفيز مشرف وأجهزة الاستخبارات الباكستانية ممن يتعاطفون مع المتشددين الاسلاميين ، ويشعرون بالتهديد من تزايد شعبيتها قبل انتخابات الثامن من كانون ثان / يناير الحاسمة ، يخططون لقتلها.

غير أنها قالت أيضا إن جماعة متطرفة توجد في المناطق القبلية المضطربة على طول الحدود الافغانية الباكستانية تريد قتلها لادانتها التطرف الاسلامي خلال كلمتها في حملتها الانتخابية الاخيرة.

والان ، ووسط حالة من الصدمة والحزن التي تجتاح البلاد ، يشارك مؤيدو بوتو وخصومها في جدل عام غاضب لايبدو أنه سينتهي ابدا حول هوية المسئول عن اغتيالها.

وقال طلعت مسعود أحد جنرالات الجيش الباكستاني المتقاعدين والمحلل العسكري " ان بعض العناصر داخل الحكومة قد تكون متورطة فى العملية وهو ما كانت تتحدث عنه بوتو منذ فترة".

وأضاف " كانت لديها بعض المعلومات من أنهم يريدون قتلها ، وقالت بنفسها إنها تمثل تهديدا لهم ، إن هذه تمثل أكثر الفترات غموضا وصعوبة".

وتسود تكهنات واسعة النطاق عمن يكونون (المسئولون) وهو أمر تفضل الحكومة الباكستانية تجنبه.

وبالتالي فإنه لن يكون من المفاجئ أنه بعد ساعات من التبشير باجراء تحقيق قضائي مستقل في حادث اغتيال بوتو عقد مسئول الاجهزة الامنية الحكومية مؤتمر صحفي لافت للنظر مساء أمس الأول للاعلان عن أن قائد حركة موال لتنظيم القاعدة في المناطق القبلية أصدر اوامره بالهجوم.

وقال جاويد اقبال شيما المتحدث باسم وزارة الداخلية إن بوتو لم تصب بالرصاص أو شظايا قنبلة الشخص الانتحاري ولكنها توفيت بعد اصطدام راسها بسقف السيارة البيضاء الخاصة بها بينما كانت تسرع للاختباء.

والى غرار ما جرى في حادث اغتيال كنيدي تضمن العرض بث بطىء لجزء من الهجوم شمل لقطة إطلاق المسلح النار على بوتو.

وقال شيما أيضا إن السلطات التقطت محادثة هاتفية والتي سمع خلالها بيت الله محسود أحد قادة طالبان والمؤيد المعروف لتنظيم القاعدة وهو يهنئ شخص غير معروف على الهجوم الناجح.

وأضاف شيمن ، الذي كان يتلعثم بوضوح خلال المؤتمر الصحفي وراوغ في الاجابة على اسئلة مهمة من جانب الصحفيين ، " لدينا دليل قاطع على أن القاعدة وجماعاتها يحاولون إثارة عدم الاستقرار في باكستان".

وهناك سبب لحالة التشوش التي كان عليها فقبل ساعات فقط كان قد قال للصحفيين أن بوتو قتلت نتيجة اصابتها بشظايانقنبلة فيما قال رئيسه وهو القائم باعمال وزير الداخلية حامد نواز خان إن المهاجم لم يطلق رصاصة واحدة.

ومما يزيد الامور تعقيدا فإن طبيب المستشفي الذي قال للعالم إن بوتو توفيت نتيجة اصابتها برصاصة تراجع في اليوم التالي وقال أمام مؤتمر صحفي أن بوتو اصيبت بكسور فى الجانب الايمن من جمجمتها.

وقد نفي المسئولون بحزب الشعب الذي تتزعمه بوتو ، ومن بينهم من كانوا بجانبها أثناء وفاتها ، مزاعم الحكومة ووصفوها بأنها "حزمة من الاكاذيب".

وقال المتحدث باسم حزب الشعب فرحة الله بابار لهيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي " الناطقة بلغة الاوردو " إن من يريدون إعطاء الانطباع بأن الهجوم وقع بواسطة القاعدة وطالبان فإنه في حقيقة الامر لا يريد كشف الوجوه الحقيقية التي وراء الهجوم .. إنهم يرددون هذه الشائعات من أجل تحويل الانظار."

ولكن تحويل الانتباه عن من ؟ فليس سرا أن جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية كان لديه صلات قوية مع الجماعات الاسلامية المتشددة حتى عام 2001 عندما أنهي مشرف تأييده لنظام حكم طالبان في أفغانستان وتحالف نفسه مع الرئيس الامريكي جورج بوش.

وقالت عيشة صديقي المحللة الامنية ومؤلفة كتاب حول الجيش في باكستان " هناك مثل هذه الروابط بين المتشددين الاسلاميين والسياسيين الاسلاميين ، والاحتمالات لا حصر لها" .

وأضافت " ان مشرف يرغب فى اقناع العالم بأنها القاعدة ) وراء الهجوم( ولكني لا اقول أنها حتما القاعدة حتى يتم التحقيق".

وبينما يواصل زعماء العالم ومن بينهم بوش إدانة الهجوم والقاء اللوم على المتشددين في إنه لا يبدو أن المجتمع الدولي سيأخذ ما وصفته صديقي بـ " بعبع القاعدة " على أنه أمر مسلم به.

ولعل هذه إحدى مشكلات باكستان الجديدة ، فإدارة بوش توسطت لاعادة بوتو (لباكستان) للمساعدة في استقرار حكومة مشرف ومنحها الوجه المدني ومزيد من الشرعية أمام الشعب الذي يرغب معظمه ، وفق استطلاعات الرأي الاخيرة ،تقديم مشرف استقالته من منصبه.

والان ومع ترنح البلاد ومع شيوع شكوك حول اجرائها فقد توقفت كل المراهنات.

وقال المحلل السياسي أياز أمير " لقد كانت الخطة تتضمن تحقيق قدر من التأييد الشعبي للحرب على الارهاب ، ولكن يبدو الان إن كل شئ تبدد".

ويبدو أن ذلك بالضبط ما كان يرغب في حدوثه " المتطرفون " أيا كانوا ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى