رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الشهيد صالح حسين راشد ..مشيخة الشعيب ..جاء في كتاب (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) ص (87) للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة: «تقع مشيخة الشعيب على هضبة يتراوح ارتفاعها بين 4000 و5000 قدم في الشمال الغربي لولاية عدن، وتبعد عنها بمسافة 140 ميلا، وتحادي الشعيب اليمن من الجهتين الشمالية والغربية، ويافع من الجهة الشرقية، والضالع وحالمين من الجهة الجنوبية». ويضيف جرجرة بأن مشيخة الشعيب تتكون من ستة أقسام أو أسهم هي: السيل، العردف، الرباط، القزعي، العنفدي، النجدي، وعاصمة المشيخة (العوابل)، ومن مدنها وقراها: قزعة، وبخال، والقهرة وجميع مدنها الصغيرة، وقراها تتمتع بطقس بارد صحي جميل نظرا لارتفاعها عن سطح البحر.استنادا للطيب الذكر (جرجرة): لمشيخة الشعيب (مجلس الدولة) ويتكون من مشائخ القبائل وعقالهم، وهم يمثلون رأي القبائل، وهؤلاء المشائخ والعقال ينتخبون من قبائلهم، وعدد أعضاء مجلس الدولة (21) عضوا يمثلون جميع الهيئات في المشيخة، وكان أول رئيس للمجلس نائب المشيخة المرحوم الشيخ ناشر عبدالله السقلدي، ومجلس الدولة هو الذي يحل جميع المشاكل التي ترفع إليه، وهو الذي يسن ويضع القوانين في المشيخة، وبموجبها تسير الأمور.

الميلاد والنشأة

الشهيد صالح حسين راشد من مواليد عام 1938م، في قرية غيلان بمشيخة الشعيب، وتلقى تعليمه الأول في أحد الكتاتيب (معلامة القرية)، وهو في سن التاسعة، وتعلم القراءة والكتابة، وفي العام 1954م، توجه صالح حسن راشد إلى عدن والتحق بمصفاة النفط البريطانية (B.P) للعمل بها أكثر من عامين، وعاد بعد ذلك إلى القرية.

التحق صالح حسين راشد بعد ذلك في صفوف (جيش محمية عدن) الذي تعارف الناس على تسميته (الليوي - LEVIS) في 1956م، ولم يستقر في الخدمة العسكرية أكثر من عام واحد، فتم طرده من الخدمة، ورد في كتاب التأبين المكرس للشهيد أنه طرد من الخدمة بسبب نشاطه السياسي التحريضي ضد الوجود البريطاني، وأغلب الظن أنه اتخذ موقفه ذلك بتأثير من الإعلام المصري المضاد، وخاصة (إذاعة صوت العرب).

راشد في الكويت مع عنتر والزومحي والبيشي وآخرين

في العام 1959م صالح حسين راشد يشد صالح حسين راشد الرحال إلى الكويت للَّحاق بأبناء وطنه الذين سبقوه (عنتر والبيشي وعكوش وعلي عقيل بن يحيى ومحمد عمرالكاف وعبدربه مجلبع بن فريد العولقي وقائد صالح والزومحي) وهناك في الكويت حدثت استقطابات تركزت في أبرز تيارين ظهرا آنذاك هما حزب البحث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب، أما المترجَم له(صالح حسين راشد) فقد التحق بحركة القوميين العرب مع عنتر والبيشي وعكوش وقائد صالح والزومحي وعدد من أفراد آل الشعبي.

راشد في الوطن وحضور مؤتمراتي

كان صالح حسين راشد قد أكمل نصف دينه بزواجه عام 1957م، وأكمل نصف نشاطه السياسي بالانتماء إلى حركة القوميين العرب في مطلع ستينات القرن الماضي، وبعد عودته إلى أرض الوطن عام 1961م، واصل نشاطه السياسي والحزبي في إطار فرع حركة القوميين العرب في الجنوب ورموزه المؤسسين (فيصل عبداللطيف الشعبي وسيف أحمد ضالعي وعلي أحمد ناصر السلامي وآخرين) أما في الشمال فقد تصدر الرعيل المؤسس لأمد قصير لايكاد يذكر عبدالكريم الإرياني، أما الذي تحمل شرف الرسالة وفي أعقد الظروف فقد كان المغفور له بإذن الله سلطان أحمد عمر، وقد شهد العام 1959م رحلة التأسيس.

ورد في كتاب التأبين المكرس لللشهيد صالح حسين راشد بأنه شارك في المؤتمرات الأربعة للجبهة اللقومية، المؤتمر الأول الذي انعقد في مدينة تعز خلال الفترة 22-25 يونيو 1965م، المؤتمر الثاني الذي انعقد في مدينة جبلة (بالقرب من قعطبة) خلال الفترة 7-11 يونيو 1966 المؤتمر الثالث الذي انعقد في مدينة حمر خلال الفترة 29-11 /3-12 /1966م والمؤتمر الرابع الذي انعقد في مدينة زنجبار في مارس 1968م وحدد اسم الشهيد صالح حسين راشد ضمن أسماء المندوبين إلى بعض مؤتمرات الجبهة القومية في كتاب (الحركة الوطنية اليمنية من الثورة إلى الوحدة) للأستاذ سعيد أحمد الجناحي، والذي لم يورد أسماء كل المندوبين، ولذلك ظهر اسم الشهيد صالح حسين راشد في بعضها ولم يظهر اسمه في البعض الآخر.

راشد في صفوف الجنوبيين المدافعين عن ثورة 26 سبتمبر

للأمانة الموضوعية والتاريخية فإن التاريخ الحديث سيسجل للجنوبيين فقط أنهم هم المبادرون للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، بل وفي فترة ثورة 1948م، فنجدهم (أي الجنوبيين) عند كل منعطف يهبون رزافات ووحدانا للدفاع عن ثورة سبتمبر وماقبلها، وبالمقابل أو في الاتجاه الآخر لم يسجل التاريخ حالة واحدة جاء فيها شمالي أو شماليون إلى الجنوب دفاعا عنها، بل سجل قدومهم إلى الجنوب وتحديدا (عدن) لتأسيس إطار سياسي لهم ضد النظام في الشمال، ويعتبر ذلك دليلا ومؤشرا على نضوج المشاعر الوطنية السياسية في الجنوب أكثر بكثير من نظيرتها في الشمال.تشير وثائق ثورة 14 أكتوبر إلى أن ثوار الضالع وردفان والشعيب إلى جانب ثوار المناطق الأخرى في الجنوب تحملوا على أكتافهم شرف الدفاع عن ثورة الشمال وشرف القيام بالأعمال العسكرية ضد الوجود البريطاني، ومنهم الشيخ راجح بن غالب لبوزة وعلي بن علي هادي ومحمد أحمد البيشي وعلي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شائع هادي وقاسم الزومحي وصالح حسين راشد وعبيد حسين يحيى وصالح أحمد ناصر البيشي والحاج صالح قاسم الحريري وأحمد علي الجبري وعبدالله ناجي حسين ومحسن علي المراوعي. (لمزيد من التفاصيل راجع حلقة رجال الذاكرة عن علي أحمد ناصر عنتر 31 يوليو 2005م).

راشد في صفوف المعارضين لدمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير

كان صالح حسين راشد من المعارضين لدمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير يوم 13 يناير 1966م، ويستقرأ ذلك من مشاركته في أعمال المؤتمرين الثاني والثالث الذين عقدتهما الجبهة القومية في كل من جبلة وحمر، ويستقرأ ذلك أيضا كما ورد في كتاب التأبين أنه أسهم في إسقاط مناطق الضالع وخلة والشعيب وردفان وكرش المسيمير ولحج وغيرها من المناطق على أيدي ثوار الجبهة القومية. ويضيف كراس التأبين أنه مع اشتداد الحرب الأهلية في عدن ومحاولات اغتصاب حق تقرير مصير الثورة تحرك على رأس مجموعة من الفدائيين واشترك في العديد من المعارك في التواهي والمعلا وكريتر والشيخ عثمان.

راشد شهيد الواجب

اختار صالح حسين راشد إطارا عسكريا شعبيا تمثل في (الحرس الشعبي) وقوامه اللجان الشعبية التي شكلت قبل نيل الاستقلال، وكان راشد من أنشط رجالها ومنظميها، وقد رقي بعد الاستقلال إلى رتبة ملازم أول وعين قائدا عسكريا للمنطقة، وانتخب فيما بعد رئيسا للمرتبة التنظيمية للجبهة القومية في مركز الشعيب.

نشطت القوى المناهضة للنظام في الجنوب (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وقامت بعدد من العمليات العسكرية نفذها مقاتلو ما كان يسمى (جيش الوحدة الوطنية) حيث استغلت مناطق الأطراف (المناطق الحدودية مع ج. ع. ي والمملكة العربية السعودية)، وفي سياق عمليات التصدي، ففي 15 أغسطس 1968م، بدأت معركة تطهير مناطق (المغابرة والكهال) وكان علي عنتر قائد العملية فيما كان صالح حسين راشد يقود مجموعة من الحرس الشعبي والمواطنين. أصيب راشد بإصابة خطيرة في فخذه الأيمن يوم 19 أغسطس 1968م، وفي صبيحة 20 أغسطس وبعد نزيف دام 16 ساعة، تم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى الجمهورية في عدن إلا أنه استجاب لنداء ربه بالانتقال إلى جواره شهيدا يوم 20 أغسطس 1968م.

للشهيد صالح حسين راشد أربعة أولاد، هم: حسين وفنينة وجنة وسبأ.

منح الشهيد صالح حسين راشد ميدالية مناضلي حرب التحرير ووسام الإخلاص ووسام الثورة 14 أكتوبر.

الشيخ حسين الخضر منصوري

السلطنة العوذلية وأهل منصور

تقع السلطنة العوذلية شمال شرقي عدن وتبعد عنها حوالي (120) ميلا وهي إحدى الولايات الست المؤسسة للاتحاد (اتحاد الجنوب العربي) التي ساهمت في وضع الدستور الاتحادي، وتمتد حدودها شرقا إلى وادي ضرا الذي يقطنه العلميون وغربا إلى الحدود اليمنية وشمالا الحدود اليمنية أيضا وجنوبا السلطنة الفضلية.

تنقسم السلطنة العوذلية إلى قسمين: (سهلي) ويطلق عليه (الكور) لوقوعه في سفح سلسلة جبال الكور، وجبلي ويطلق عليه (الظاهر) لوقوعه في قمم جبال الكور.

إن سكان العواذل هم من القبائل العربية الأصيلة التي تنحدر أنسابها من القبائل الحميرية، بدليل الآثار والرسوم الموجودة في كثير من المناطق فيها، والقبائل العوذلية متعددة الفخائذ، ولكنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين:

القسم الأول ويدعى قبائل المنصوري، وتسكن هذه القبائل المناطق الغربية المتاخمة ليافع والفضلي وقوام القبائل العوذلية على النحو التالي:

1- آل منصور وهي القبيلة الرئيسية ومنها العائلة الحاكمة، وقبيلة المنصوري وتتعدد إلى فخائذ.. وهي آل أحمد بن حسن التي تتفرع إلى آل حسين وآل صالح وآل قاسم وآل شيخ وآل الجيلاني وآل منصور، وكل فخذ من هذه الفخائذ تنقسم إلى عدة فروع سيطول الحديث عنها، والعائلة الحاكمة تنتسب إلى قاسم.

2- آل عوذلة

3- قبيلة أهل أبوطهيف 4- الدماني

5- النخعي

6- المحمدي

7- الشهور 8- البركاني 9- أهل عسيل.

المصدر: (هذا الجنوب أرضنا الطيبة)

عبدالرحمن جرجرة (ص 31 - 44)

الميلاد والنشأة

الشيخ حسين الخضر محمد منصوري، شيخ قبيلة آل منصور ومسئول شؤون القبائل في مديرية لودر من مواليد (نعبوب) لودر، في الفاتح من يناير 1933م، يقول الشيخ حسين: «أهل منصور وأهل بركان هم الرُّخ في مديرية لودر». ويضيف الشيخ حسين: «إن أهل منصور ليسوا منتشرين في نعبوب وحسب بل وينتشرون في (مكيمة) وفي (يسوف) وفي (امركبة) وفي (امرباط) وفي (عر)، وفي الدرجاج هناك (أهل حيدره منصور)».

الشيخ حسين: الثورة قضت على لعنة الثأر

قال لي الشيخ حسين الخضر محمد منصوري، شيخ قبيلة أهل منصور ومسئول شؤون القبائل في مديرية لودر: «قتل والدي وأنا طفل صغير، وعندما آلت الرئاسة إلى بيتنا نصبوني شيخا على أهل منصور، وكان القتال مستعرا بين أجدادنا وأهل امشعة (علي محمد القفيش وإخوانه ومحمد علي أحمد وإخوانه) إلا أنه وبفضل الله أولا ومن بعده فضل الثورة التي كانت أول اهتماماتها وضع حد نهائي للثأر الذي أتى على الأخضر واليابس، وساد السلام والأمن في ربوع منطقتنا ولم يعد هناك ما يقلق أمننا».

الشيخ حسين يشيد بدور (لطفي)

أفادني الشيخ حسين الخضر منصوري بأن قبيلة أهل منصور شاركت وبفعالية في النضال الوطني الذي شهدته المنطقة، وكان لهم شرف استشهاد (30) مناضلا من أبنائهم، منهم عبدالله صالح محمد وقاسم علي النشفة، الذين خاضوا الكفاح المسلح في صفوف الجبهة القومية وكان قائدهم قاسم صالح النشفة (لطفي) ومن القياديين أيضا من أهل منصور كان علي محمد النخوب، وهو أحد شهداء الثورة.

يضيف الشيخ حسين أنه بينما كان يقاتل في صفوف الجبهة القومية في مدينة الشيخ عثمان (عدن) احتجزته مجاميع من جبهة التحرير في حي القاهرة لعدة أشهر بينما كانت البلاد على مشارف الاستقلال.

الشيخ حسين ووسام حرب التحرير في عهد الرئيس علي ناصر

يختتم الشيخ حسين الخضر منصوري إفادته بأن الجهبة القومية منحته بعد الاستقلال (مكينة) مضخة مياه واستقر في أرضه يمارس حقوقه مواطنا ومزارعا، ومنحته الدولة وسام حرب التحرير في عهد الرئيس علي ناصر محمد.

بعد قيام دولة الوحدة اعتمد مجلس شؤون القبائل حسين الخضر محمد منصوري شيخا لأهل منصور ومسئول شؤون القبائل في مديرية لودر، ومن ضمن الأوراق الرسمية التي يحتفظ بها الشيخ تشهيد رسمي لصفته القبلية قدمه اللواء عبدربه منصور هادي (الفريق حاليا) نائب رئيس الجمهورية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى