القوة "المختلطة" تحل محل القوة الافريقية في دارفور

> الخرطوم «الأيام» محمد حسني :

>
القوة المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي
القوة المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي
تولت القوة المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي أمس الإثنين مهامها في مكان البعثة الافريقية، في عملية انتقال رمزية الى حد كبير خصوصا وان الامم المتحدة تواجه مصاعب في توسيع وتجهيز القوة الجديدة نظرا لتحفظات الخرطوم والغربيين.

وجرى حفل انتقال السلطة في الفاشر كبرى مدن اقليم شمال دارفور حيث مقر القيادة العامة للقوة الجديدة التي اقر مجلس الامن الدولي انشاءها في 31 تموز/يوليو.

ورفع علم القوة المختلطة "مينواد" فوق مقر قيادتها وانزل علم القوة الافريقية بينما بدل جنود وشرطيو حفظ السلام الافارقة قبعاتهم الخضراء باخرى زرقاء هي قبعات الامم المتحدة.

واكد قائد القوة الجديدة رودولف ادادا للمشاركين عزمه على "نشر قوة على اكبر قدر ممكن من الصلابة لتتمكن من القيام بالمهمة التي اوكلت اليها".

ودعا كل اطراف النزاع الى وقف القتال والبحث عن حل سياسي بالتعاون مع الحكومة السودانية.

من جهته، اكد حاكم شمال دارفور عثمان يوسف كبر للقوة الجديدة "التعاون الكامل" للحكومة السودانية معها.

وستضم القوة عند انتشارها بالكامل عشرين الف جندي واكثر من ستة الاف شرطي وموظف مدني، مما يجعل منها اكبر عملية للامم المتحدة لحفظ السلام في العالم.

وتبدأ هذه البعثة الجديدة عملها بحوالى تسعة الاف عنصر على الارض: سبعة الاف جندي من قوة الاتحاد الافريقي بالاضافة الى 1200 شرطي من هذه القوة وجنود وعناصر شرطة ارسلتهم الامم المتحدة كتعزيزات في 2007.

وهذه القوة التي لم توافق الجمعية العامة للامم المتحدة الا مؤخرا على ميزانيتها البالغة 2،1 مليار دولار للعام 2008، تلقى صعوبات في ايجاد الموارد البشرية والمادية الضرورية للمهمة التي تريدها فعالة اكثر من قوة الاتحاد الافريقي.

فالقوة الافريقية عجزت عن احتواء العنف في دارفور بسبب افتقارها للوسائل والتمويل. وقد فقدت منذ وصولها في 2004 نحو خمسين من عناصرها منهم 12 اثناء هجوم اواخر ايلول/سبتمبر 2007 في حسكنيتا بجنوب دارفور نسب الى المتمردين.

وما زالت الخرطوم ترفض مشاركة عناصر جاءوا من دول الشمال في القوة المختلطة معتبرة ان الاتفاق الاصلي يؤكد على الطابع الافريقي لهذه القوة.

اما الامم المتحدة فلم تتوصل من جهتها الى ايجاد 24 مروحية ست منها هجومية تعتبر اساسية لتحرك القوة وقدرتها على الرد خصوصا وانها مسؤولة عن منطقة تضاهي مساحتها مساحة فرنسا.

وفي بيان مشترك نشر عشية عملية الانتقال دعت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي مرة اخرى الدول الاعضاء الى "سد هذا النقص" من خلال التزويد بهذه المروحيات.

ولفت قائد القوة المختلطة الى ان البعثة الجديدة "لن تغير بين ليلة وضحاها" الوضع في دارفور حيث اسفر النزاع عن سقوط مئتي الف قتيل ونزوح اكثر من مليونين اخرين في خلال نحو خمس سنوات بحسب منظمات دولية، وهي ارقام تعترض عليها الخرطوم التي تتحدث عن تسعة الاف قتيل فقط.

واضاف ادادا "لكننا متفائلون بان وصول القوة المختلطة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي سيساعد على تحسن الوضع الامني وتوفير مناخ موات لتسوية تفاوضية للنزاع وتوزيع افضل للمساعدة الانسانية على ملايين النازحين واخيرا لتنمية هذه المنطقة".

وحاليا تنتشر عشرة افواج من المشاة على الارض جاء عناصرها من رواندا وجنوب افريقيا ونيجيريا والسنغال. وهناك ايضا وحدة من الشرطة العسكرية من كينيا وكتيبة من غامبيا وكتيبة هندسة من الصين بالاضافة الى اكثر من الف شرطي جاءوا من اكثر من 25 بلدا ووحدة شرطة من بنغلادش.

وينتظر ان تنتشر قوات من مصر وباكستان واثيوبيا ووحدة شرطة من النيبال في الشهرين المقبلين.

وقبل عملية الانتقال اكدت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي على ضرورة مواصلة البحث عن حل سياسي للنزاع.

ومن المنتظر ان يواصل مبعوثاهما يان الياسون وسليم احمد سليم جهودهما للتوصل الى اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركات المتمردين الذين ترفض غالبيتهم الى الان الجلوس الى طاولة المفاوضات. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى