المبدعون في المحافظات الجنوبية والكروش المنفوخة

> «الأيام» سعودي أحمد صالح:

> يتساقط المبدعون في المحافظات الجنوبية كأوراق الخريف بين مرضى وموتى بسبب الإهمال والإحباط من قبل السلطة التي لا تعمل لهم شيئاً مثل الاهتمام بعلاجهم في الداخل أو الخارج وعدم تحسين أوضاعهم المعيشية برغم المناشدات لأولياء الأمور عبر الصحف ولكن (مغني جنب أصنج) فبعد معاناة المبدع من مرض عضال دون الالتفاف إليه يكون قد فارق الحياة ثم يبدأ التابين والكتابة عنه وإذاعة أعماله عبر الإذاعة والتلفزيون وقد كان بوسع الدولة إرساله الى الخارج للعلاج على أقل تقدير كرد جميل لما قدمه هذا المبدع طوال مشواره الفني في إسعاد الناس بالكلمة الجميلة المعبرة واللحن الشجي الرائع أو الصوت الطروب ولكن للأسف الشديد رحل كثير من المبدعين إلى العالم الآخر والقائمة طويلة جداً بهم، من كتاب وشعراء وملحنين وفنانين وعازفين... الخ .

ولو قدر لواحد من المسئولين أصحاب الكروش المنفوخة وأحس بألم في معدته نتيجة التخمة من اللحوم الكثيرة التي يلقمها يومياً وما لذ وطاب من أنواع المأكولات الأخرى فسرعان ما يحصل على منحة علاجية في دولة أوروبية يختارها وتصرف عليه آلاف الدولارات للقضاء على هذا المرض الخبيث الذي أصابه ليعود بعد ذلك لمواصلة مسيرته الأولى فماذا قدم هذا للوطن ؟ سوى الفساد ونهب المال العام وذلك المبدع يتضور جوعاً وهو الذي أفنى حياته لإسعاد الجماهير وهو يعاني ما يعانيه من المرض والحاجة الماسة لتسديد فواتير العلاج التي يعجز عن تسديدها ويظل يتردد على أبواب المسئولين في طلب المساعدة ولكن دون فائدة .فمتى يحصل ما تبقى من المبدعين في المحافظات الجنوبية على الرعاية والاهتمام من قبل الدولة فقد تعبنا كثيراً من الكتابة عبر الصحف؟ فإلى متى هذا الإهمال؟! إننا لا نطالب سوى أن نحصل على معيشة كريمة تكفينا السؤال والتردد على أبواب المسئولين وهذا حق من حقوقنا كمبدعين أثرينا الأغنية اليمنية بأروع الألحان، فكل دول العالم تهتم بمبدعيها ماعدا دولتنا التي لا يعنيها أمور المبدعين .فالشعوب لا تعرف إلا من خلال فنونها.. فهل سيعمل ولاة الأمر على إنقاذ ما تبقى من المبدعين في المحافظات الجنوبية؟.. نأمل ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى