كينيا تنزف بسبب أعمال عنف قبلية

> الدوريت «الأيام» تيم كوكس :

>
فر آلاف من افراد قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها الرئيس الكيني مواي كيباكي أمس الأربعاء من الوادي المتصدع مخلفين وراءهم دمارا في ساحة قتال عرقية لا يصدق الكثيرون من الكينيين انها موجودة في بلادهم.

وقتل نحو 30 من افراد قبيلة كيكويو عندما احرقت حشود كنيسة بالقرب من الدوريت أمس الأول في مذبحة أحيت ذكريات اعمال العنف العرقية التي تقع عادة في دول افريقية اخرى لا في كينيا التي تعد واحدة من أكثر دول القارة استقرارا.

ولجأ الآلاف إلى كنائس ومراكز الشرطة في الدوريت المدينة الرئيسية في الوادي المتصدع على مسافة نحو 300 كيلومتر شمالي نيروبي مما فجر ازمة انسانية مع نقص الغذاء والماء.

وقال باتريك كاريوكي الذي يدير دارا لرعاية الأطفال مشيرا إلى 23 شابا برفقته "ننام خارج المطار. هل تتصور كم يشعرون بالبرد؟

"لم اتخيل قط ان تصبح كينيا هكذا. انهم يقتلوننا لأننا صوتنا لصالح كيباكي,ربما حدث تزوير في الانتخابات. فلماذا لا يذهبون إلى المحاكم بدلا من التحريض؟"

واندلعت أعمال العنف في معاقل المعارضة في الدولة الواقعة في شرق افريقيا بسبب نتائج انتخابات رئاسية مثيرة للجدل اظهرت فوز كيباكي بفارق ضئيل على منافسه ريلا اودينجا وسط اتهامات بالتزوير من الجانبين.

وزاد عدد القتلى في اربعة ايام من الاشتباكات على 250 قتيلا واتهمت الحكومة المعارضة بالقيام بعملية "تطهير عرقي".

وفي الوادي المتصدع أحرقت عصابات من الشبان المنازل والمحاصيل اثناء ملاحقتها لأفراد قبيلة كيكويو لإخراجهم من المنطقة.

وانتظر عشرات الكينيين بامتعتهم في مطار الدوريت بحثا عن رحلات طيران إلى نيروبي بعد أن أغلق الشبان الطريق الرئيسي المؤدي للعاصمة بجذوع الأشجار والحجارة.

وقدرت الشرطة أن نحو 75 الف كيني فروا من منازلهم. بعضهم عبر الحدود إلى دول مجاورة في اتجاه عكسي عما اعتادته البلاد على مدى عقود من تدفق ضحايا الصراعات من دول مجاورة مثل الصومال والسودان واثيوبيا.

وفي الدوريت وصل مراسل رويترز إلى حاجز طريق اقامه شبان لكنهم فروا عندما اقترب رجال الشرطة.

وقالت جين تشيبتشيرتشير وهي واحدة من عشرات ينتظرون في مطار الدوريت "انهم يسألون (من انت؟) بلغة الكالينجين إذا لم تفهم تبعد وتقتل بسكين."

ورغم أن أشخاصا من قبائل مختلفة في كينيا وعددها 42 قبيلة قتلوا إلا ان افراد قبيلة كيباكي الأكبر في البلاد والمهيمنة اقتصاديا هي التي شهدت استهدافا منظما.

وقال شهود إن البعض عند حاجز الطريق كان يطلب من العابرين اظهار بطاقات هويتهم وانهم قتلوا من تدل اسماؤهم على انهم من قبيلة كيكويو.

ويهيمن على الوادي المتصدع افراد قبيلة كالينجين التي ينتمي إليها الرئيس السابق دانييل اراب موي لكن كثيرين من افراد كيكويو انتقلوا إلى هناك للزراعة والتزاوج بين القبائل كما في حالة تشيبتشيرتشير.

وقالت "أشعر بالاسى لأن أهلي هم من يقتلون لكن الكيكويو أهلي كذلك لأن زوجي منهم... الا يمكن ان نكون جميعا مجرد كينيين؟"

وفي عهد حكم موي الذي استمر 24 عاما وانتهى بانتخاب كيباكي عام 2002 شهد الوادي المتصعد اعمال عنف متكررة من جانب الكالينجين الذين كانوا يساندون حزب موي ويهاجمون القبائل المرتبطة بالمعارضة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى