الكينيون يصلون من أجل السلام واللاجئون ينتظرون المساعدة

> نيروبي «الأيام» اندرو كوثورن ووانجي كانينا :

>
أقام الكينيون من مختلف الاتجاهات السياسية الصلوات من أجل السلام أمس الأحد في الوقت الذي سعى فيه عمال الإغاثة إلى تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 200 ألف لاجيء فروا من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات وأسفرت عن مقتل المئات.

وقالت جين ريونجو وهي تقود أبناءها الخمسة الذين ارتدوا أفضل ملابسهم إلى كنيسة فوق تل خارج نيروبي "لقد خذلنا زعماؤنا. هم من جلبوا علينا هذه الكارثة. لذلك نحن الآن ندعو الله أن ينقذ كينيا."

وبرغم مرور أسبوع على تفجر الاحتجاجات وأعمال الشغب والنهب في أنحاء البلاد عقب الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي فلا علامة على أنه سيجتمع مع زعيم المعارضة ومنافسه رايلا أودينجا لحل الأزمة مباشرة.

وقام وسطاء محتملون بينهم جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الأفريقية وكبير أساقفة جنوب افريقيا ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام بجولات مكوكية بين المعسكرين.

كما من المقرر أن يزور الرئيس الغاني جون كوفور البلاد خلال الأيام المقبلة بصفته رئيس الاتحاد الافريقي.

لكن المعارضة قابلت بيانا من كيباكي قال فيه إنه مستعد لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" بتشكك. وهي تقول إنه سرق الانتخابات التي أجريت في 27 ديسمبر كانون الأول ويحتل مقعد الرئيس بشكل غير مشروع.

وتريد حركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أودينجا من كيباكي (76 عاما) التنحي وأن يتولى وسيط دولي رعاية محادثات قبل إجراء انتخابات جديدة خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر. كما وجهت اتهامات للحركة المعارضة بالتلاعب في الأصوات في مناطق معاقلها.

وقال أودينجا في مقر الحركة في نيروبي "لسنا مهتمين بحل كيباكي لهذه المشكلة. ليس لديه ما يعرضه لأنه لم يفز في الانتخابات."

واتهم المتحدث باسم الحكومة الفريد موتوا أودينجا بمحاولة "نيل السلطة من الباب الخلفي" برفضه التفاوض مع الرئيس أو اللجوء للقضاء للطعن في الانتخابات. وتقول حركة الديمقراطية البرتقالية إن المحاكم مليئة بحلفاء كيباكي.

وقال موتوا "هذا النوع من المواقف المفتعلة لن يساعد أحدا في هذاالبلد. إذا لم يتحدث السيد رايلا إلى الرئيس كيباكي.. فهل تتوقعون أن يركع كيباكي أمامه.."

وقال رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي وهو حليف لكيباكي في بيان قرئ في التلفزيون الرسمي إنه يامل "أن يحل السلام والشرعية في كينيا. السلام والأمن في كينيا يعنيان السلام والأمن في إثيوبيا."

وذكر البيان أن ملس على اتصال مع الجانبين وأنه تلقى رسالة من كيباكي سلمها وزير التعليم الكيني جورج سايتوتي.

وقال مصور لرويترز إن ناهبين في بلدة كيريتشو بالوادي المتصدع اقتحموا مزرعة تشيبون للشاي التي تملكها شركة يونيليفر يومي الاربعاء والخميس.

وفر العمال من أبناء قبيلة كيزي من هذه المزرعة والمزارع الأخرى القريبة بعد ان استهدفتهم الهجمات التي قام بها افراد قبيلة كالينجين المحلية المؤيدة للمعارضة في احدث اعمال عنف عرقية في اطار النزاع.

وفي المدن كان ما يشغل أغلب المواطنين الكينيين هو إعادة حياتهم لسابق عهدها وسط تشكك في الساسة الذين ينظر اليهم على أنهم يعتبرون السلطة وسيلة للوصول الى الثراء وليس لتحسين حياة المواطنين العاديين.

وهددت المعارضة بتنظيم المزيد من الاحتجاجات لكن مفوض الشرطة حسين علي قال إن هذه التجمعات لا تزال محظورة وإن الشرطة ستظل في حالة تأهب قصوى.

ولقي ما لا يقل عن 300 شخص حتفهم بعضهم خلال معارك بين الشرطة والمحتجين والبعض الآخر في أعمال عنف عرقية.

كما تزايدت حوادث النهب والجرائم خلال الفوضى مما أدى لازهاق المزيد من الأرواح في بلد كان ينظر له على أنه دولة ديمقراطية مستقرة نسبيا ذات اقتصاد منتعش.

وأجبرت الاضطرابات برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة على طلب حماية الشرطة لعشرين شاحنة تحمل مواد غذائية من ميناء مومباسا إلى اللاجئين في الوادي المتصدع.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة بأن 250 ألف شخص سيحتاجون لمساعدات في الشهور الثلاثة المقبلة,وتقول الحكومة إن 180 ألف شخص شردوا في حين يقول الصليب الاحمر الكيني إن العدد هو مئة ألف.

وأقيمت الصلوات من أجل السلام وأعلن الحداد على القتلى اليوم في الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والكنائس الأخرى في كينيا.

وكانت أكثر المناطق تضررا بلدة إلدوريت ذات المزيج العرقي والمناطق المحيطة بها حيث أحرق 30 شخصا أغلبهم من قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها كيباكي أحياء بعد الفرار من حشود من ابناء قبيلة كالينيجين الغاضبين من نتيجة الانتخابات.

وكان يبدو أن أودينجا (62 عاما) بسبيله للفوز في الانتخابات حتى أعلن فوز كيباكي بفارق ضئيل يوم الأحد الماضي.

ويقول مراقبون دوليون إن الانتخابات لا ترقى للمعايير الديمقراطية واتهمت فرنسا حكومة كيباكي بتزوير النتيجة.

(شارك في التغطية بريسون هول وهيلين نيامبورا موارا ونيكولو نيتشي في نيروبي وتيم كوكس في الدوريت وتوماس موكويا في كيريتشو) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى