واقع ألعاب القوى اليمنية

> «الأيام الرياضي» مصطفى سعيد ناصر:

> لمعرفة واقع ألعاب القوى اليمنية، علينا أن نعرف أين نحن الآن من كل هذا التطور الرقمي في العالم العربي والآسيوي والدولي. وإذا نظرنا إلى أرقامنا مقارنة بأرقام أضعف الدول النامية لتبين لنا بوضوح تام مدى تواضع أرقامنا وتخلفنا الرقمي لألعاب القوى، وليس ذلك فحسب، بل التخلف الحالي في الأرقام اليمنية التي أنجزت قبل أكثر من عشرين سنة، مثال على ذلك رقم اللاعب كرستوفر سلول في الوثب الثلاثي 14,17 متر في نوفمبر 1964م في أستراليا وأفضل رقم بعد الوحدة المباركة 13,15 متر للاعب علي العشملي، أما اللاعب فقيد الحركة الرياضية اليمنية بشكل عام وألعاب القوى بشكل خاص عبد اللاهي محمود، فرقمه في الوثب العالي 1,95 مترا، حققه في عدن عام 1976م، ولم يحطم هذا الرقم حتى الآن، وكذا اللاعب نجيب سالم أحمد الكدش حقق زمنا في عدو 100م 10,9 ثانية "ك" في كييف عام 1982م، ولم يحطم حتى الآن، ورقم اللاعب خالد العتاشي في فعالية 10000متر بزمن 30,47 دقيقة في برشلونة عام 92 ،ولم يحطم حتى الآن .

إذاً من يتحمل مسئولية هذا التواضع الرقمي والتخلف؟ وماهي الأسباب التي أدت إلى ذلك ؟ وفي رأيي أن السبب يعود لجملة عوامل ومعوقات ومشاكل وسلبيات، منها إدارية ومنها فنية ومادية، وهذه العوامل أو الأركان الثلاثة تحتاج إلى تقويم وإعادة نظر في جميع محتوياتها، إذا ما أردنا انتقال واقع ألعاب القوى اليمنية من حالها المتواضع والمتخلف إلى حال أفضل في المستقبل، والتدرج في إيصالها إلى مستوى الطموح والمسئولية، لتساير العالم المتقدم كماً ونوعا. وهذا الأمر ليس سهلا .. ولكن أيضا ليس مستحيلا، فيما لوتكاتفت كل الجهود، وذللت جميع الصعاب، وأزيلت كافة العقبات من أمام المكلفين بتسيير أمور اللعبة، من إداريين وفنيين ومدربين .. إن مقومات تقدم ألعاب القوى في الجمهورية اليمنية متوفرة وبشكل لايقبل الشك، ذلك إذا اعتبرنا وجود القاعدة (وهذا أمر سهل)..وإن الإنجاز الرياضي العالي يتحقق بتوافر ثلاث ركائز أساسية هي : أ- الموهبة ب- المدرب الناجح جـ - المحيط المناسب .. فالموهبة -والحمد لله- موجودة، لأن الفرد اليمني أثبت جدارته وموهبته وقدرته على البذل والعطاء والتنافس بإرادة لاتلين في جميع المجالات، حاله حال شقيقه العربي في كل مكان، والمدرب الناجح هو الآخر يمكن أن نعتبره موجودا، فموضوع تأهيله وصقل قدراته ومواهبه ليس بالعملية الصعبة، وذلك بإشراكه في الدورات التدريبية الداخلية والخارجية، وزيادة خبراته الفنية، عن طريق تكليفه بالمهام المناسبة لتأهيله، ووضع الأسس والحوافز الكفيلة بزيادة اندفاعه الذاتي وحماسه، من أجل التفوق والإبداع، وربط كل ذلك بمصلحة الوطن. أما الركيزة الثالثة التي تتعلق بالمحيط المناسب، والتي نعني بها كل مايحيط بألعاب القوى من وسائل وأجواء مساعدة للتدريب والمنافسات، فهي الأخرى موجودة، فالجمهورية اليمنية المترامية الأطراف فيها المحافظات المرتفعة جدا عن سطح البحر، حيث قلة الأوكسجين والجاذبية الأرضية، وهذان العاملان يساعدان على تطوير فعاليات كثيرة مثل جري المسافات الطويلة ومسابقات الطريق والضاحية، وكذلك بعض فعاليات الرمي والوثب والقفز التي تتأثر بقلة الجاذبية الأرضية .. وأيضا هناك المحافظات التي تقع على مستوى سطح البحر، والتي تساعد على تطوير المسافات القصيرة، وبعض فعاليات القفز، كما يتوفر في العاصمة صنعاء وإب وذمار وعدن ملاعب عصرية، لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح ليتخرج منها العديد من الأبطال الذين يمكن التباهي بنتائجهم لرفع سمعة اليمن في المحافل العربية والآسيوية والدولية، وأخيرا الدعم المالي والمعنوي، الذي لانشك بإمكانية توفيره من قبل قيادة وزارة الشباب والرياضة، ممثلة بالأستاذ حمود محمد عباد وزير الشباب والرياضة، والأستاذ معمر الإرياني الوكيل الأول في الوزارة، لنجاح ألعاب القوى اليمنية، فإذا توفرت هذه الركائز الثلاثة، وباستمرار وبدون انقطاع، ستتقدم اليمن خطوات إلى الأمام، وستنافس على المستوى العربي والآسيوي أولا، ثم الدولي، ولنا بعض الإنجازات عندما توفرت الركائز الثلاثة بحصولنا على البطولة الآسيوية في جاكرتا عام 1993م، والمركز السابع في العالم في نفس العام .. لذا نناشد قيادة وزارة الشباب والرياضة، ممثلة بالأستاذ حمود محمد عباد وزير الشباب والرياضة، والأستاذ معمر الإرياني الوكيل الأول للوزارة، وقيادة الاتحاد اليمني العام لألعاب القوى، بتوفير تلك الركائز الثلاثة دون إبطاء، حتى نرى ألعاب قوى يمنية متطورة .

* رئيس لجنة المدربين لألعاب القوى

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى