> «الأيام» محي الدين الشوتري:

يعيش الطلاب من شتى مناطق مديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج الذين يدرسون في كليات جامعة عدن المختلفة والجامعات الأخرى طوال عامهم الدراسي عاماً مشحوناً تغلفه الجوانب المادية والبيئية، التي لا يختلف اثنان على تأثيرها الإيجابي في تمكين الطلاب من تنمية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم وتوظيفها التوظيف السليم، وعلى الجانب الآخر تمثل شحة وعدم توفر هذين العنصرين للطالب عاملاً رئيساً لتشتيت ذهنه وتفكيره في سلك طرق أخرى ، منها طريق الهروب وهو ما حدث للطالب الزميل عزالدين محمد محي الدين طالب اللغة الإنجليزية سنة ثالثة والذي كان هو السبب الرئيسي الذي حز في نفسي ودعاني لطرح هذا الهم والمشكلة التي تهدد كثيراً من طلاب المديرية من جراء ضيق الحال وقلة المال .. وهموم كثيرة تثقل كواهل هؤلاء الطلاب الحيارى.

«الأيام» لامست هموم بعض الطلاب وخرجت بالحصيلة التالية:

> أول المتحدثين الطالب توفيق أحمد صالح - سنة ثالثة تربية بدنية يروي فصول المأساه فيقول: «شكراً لصحيفة «الأيام» أولاً على تلمسها هموم المواطن في مديريتنا وحقيقة لا أخفي عليك مدى المعاناة وطولها لثلاث سنين ماضية تجرعت فيها فصولا مختلفة من قصص المعاناة، فظروفي المادية لا تسمح لي بالاستئجار، ولولا الرعاية الكريمة للوالد عبد هزاع كشخصية ورجل الخير المعروف، لما استطعت أن أضع قدميّ في الكلية.

ومن خلال هذا المنبر أدعو قيادة المديرية والشخصيات الاجتماعية إلى أن تحذو حذو هذا الرجل الخيِّر عبد هزاع في دعمه اللا محدود للطلاب في المديرية، إذ صار أباً للجميع».

> حسين محمد سدير - صيدلي يقول:«هذه هي أولى سنوات دراستي في الجامعة، فبالرغم من مضي ثلاثة أشهر على بدء دراستي وقرب موعد الامتحانات، إلا أنني لازلت في حيرة من أمري، القلق والخوف يسيطران علي، وإلى الآن لم أتمكن من الحصول على سكن مستقر أجد فيه راحتي، مازلت منذ بداية العام أبحث عن السكن المناسب وأرجو أن أجده فظروفي صعبة جداً ولا تسمح لي بالاستئجار، فمقدار ما أجده من والدي لا يقضي ويلبي احتياجاتي المختلفة، لذا أرجو من قيادة مديريتنا ومجلسنا المحلي ومشايخنا الكرام أن يعملوا على إيجاد سكن لنا يضمنا من مختلف مناطق المديرية».

> صادق أحمد غالب حسن - لغة عربية - كلية الآداب يروي حال كثير من الطلاب الذين يشاركونه نفس الهم فيقول:«لا أدري كيف أصف المعاناة التي أمر بها، المبلغ الذي استلمه من والدي حفظه الله لا يتناسب مع احتياجاتي في ظل الارتفاع المتصاعد للأسعار التي جعلتنا مضطرين إلى حذف وجبة في اليوم، أملي كبير في أن أهل الخير يرون حلاً للمشكلة التي نتجرعها يومياًً».

> أحمد محمد سلام - محاسبة - كلية العلوم الإدارية يقول:«لن أذهب بعيداً عن زملائي، سيظل السكن هاجساً يؤرقنا وحلماً ننتظره بفارغ صبر السنين العجاف التي نعيشها في هم وغم من عدم توفر السكن الذي يوحد أبناء المنطقة أسوة ببعض المناطق، كي نتمكن نحن أبناء المنطقة من التعارف فيما بيننا، وتبادل الخبرات والمعرفة أيضاً أرجوأن نرى هذا الحلم قريباً».

> صالح أحمد ثابت - أحياء - كلية التربية - صبر يسرد فصول معاناته لـ«الأيام» فيقول:«معاناتي طيلة السنين الماضية محزنة لمن له قلب أعمل وأدرس- لماذا أعمل؟ أولاً لأن وفاة والدي رحمه الله تركت عليَّ حملاً ثقيلا،ً فقد صرت مسؤولاً عن أسرتي الكبيرة، ولذلك لابد أن أعمل هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى كي يساعدني العمل على مواصلة دراستي الجامعية، أتمنى من المحبين والمخلصين للمنطقة أن يساعدوا أبناءهم، وفي مقدمة ذلك التعاون بين الجميع لإيجاد سكن دائم للطلاب لتهيئة الظروف لهم».

> فهمي عبدالغني - لغة إنجليزية - تربية عدن يمضي في هذا السياق قائلاً:«للأسف نظل نحن أبناء المضاربة عكس أبناء المناطق الأخرى بعيدين عن عيون مسؤولينا الكرام، وأهل الحل والعقد عندنا ينظرون إلينا ونحن نتشرد في البحث عن سكن طيلة العام الدراسي وكأن الأمر لا يهمهم، أرجو أن تتكاتف الجهود لإيجاد سكن دائم يضم كل أبناء المديرية أسوة ببعض المناطق».

يعقوب عبداللطيف - محاسبة - كلية العلوم الإدارية لم يختلف عن سابقيه على أن السكن «هو أبرز معيق يواجه الطالب في المضاربة والعاره، فلو توفر لنا نحن سكن يضمنا جميعاً من مختلف المناطق لكان أفضل من أجل خلق بيئة دراسية مناسبة، لنستقر نفسياً وذهنياً»، وناشد في ختام حديثه الجهات المسؤولة «بإيجاد سكن دائم للطلاب، ليتحقق هذا الحلم المنتظر».

> عيسى أحمد سويد- رياضيات - تربية عدن قال:«الحكاية مع البحث عن السكن حكاية طويلة، لكنني أكتفى بالقول أتمنى من جميع المسؤولين والجهات الخيرية أن يعملوا في السنين القادمة على إيجاد سكن دائم لطلاب المضاربة، يساعدهم على مقاومة تقلبات هذا الزمن ومواجهة الظروف المادية الصعبة».

> حسين علي محمد - هندسة الكترونية - جامعة حضرموت يأمل أن تتواصل هذه النداءات عبر صحيفة «الأيام» حتى يتحقق حلم هؤلاء الطلاب، وأعرب عن أمله أن تفتح مساكن لطلاب المضاربة في أكثر من محافظة.

آخر المطاف..

هذا استطلاع تضعه «الأيام» على طاولة الجهات الرسمية في المديرية ومن يهمه أمر هؤلاء ليكون إعلاماً للحاضر والبادي على أن الأحوال المعيشية التي تسود الطلاب قد أهلكتهم.

فلماذا لا يتم تخصيص مبلغ مالي من موارد المديرية التي كلما زادت غزارتها زاد وضع المديرية جفافاً؟ وليأخذوا العبرة من الوالد صاحب القلب الكبير الشخصية المعروفة عبد هزاع الذي صار لسان الطلاب في المديرية.