كلية التربية شبوة وقراءة من الباب الأمامي.. آمال طلاب تتحطم في قاعات صغيرة ومشاكل الكلية متعددة والسلطة المحلية لاترى الكلية فمن يستجيب؟

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
أحد المختبرات في الكلية!
أحد المختبرات في الكلية!
تعد كلية التربية شبوة من أهم المعالم التربوية في محافظة شبوة، إذ يتخرج فيها سنويا دفع من مربيي الأجيال من المعلمين والمعلمات، وتعد الكلية إحدى الشمعات المضيئة في محافظة شبوة، ولكن هذا الصرح العلمي الذي تأسس عام 1993م يعاني العديد من الصعاب، أهمها عدم صلاحية قاعات الكلية، وتجاهل السلطة المحلية لها.

للتعرف على الكثير من العقبات التي تعترض الكلية أجرت «الأيام» استطلاعا صحفيا عن أوضاعها، ولقاءات بالمسئولين وطلاب الكلية في الأسطر التالية:

> الأستاذ أحمد سالم لحنف مدرس بكلية التربية شبوة يقول: «الصعوبات داخل الكلية كبيرة جدا ومنها:

مبنى الكلية عبارة عن مبنى أثري، أي قديم جدا وغير مؤهل لأن يصبح مبنى كلية، إذ يحتوي على قاعات ومكاتب ماهي إلا عبارة عن غرف صغيرة جدا لا ترتقي لأن تكون مدرسة ابتدائية، فما بالك بكلية تربية تحوي على ثمانية أقسام وتضم (1227) طالب وطالبة، تخيل شكل القاعات الدراسية داخل هذا المبنى وكذا الأقسام، والمكاتب الإدارية، وقاعات المحاضرات العامة والمختبرات والمستودعات، وغرف الحراسة.. إلخ، وخذ على سبيل المثال زيارة معالي وزير النفط الأخيرة للمحافظة في الآونة الأخيرة، كان من المفروض بحسب الخطة أن تشمل الزيارة الكلية، ولكن ما تستغرب له عمادة الكلية وأعضاء هيئة التدريس مرور موكب الأخ الوزير بجانب المبنى دون أن نتشرف بمثل هذه الزيارة التي حرص فيها معاليه على تفقد كل صغيرة وكبيرة في المحافظة ابتداء من المدارس الأساسية والثانوية مرورا بكلية النفط والمعادن وانتهاء بميناء بالحاف التجاري والاقتصادي.

وإنني على يقين بأن معالي وزير النفط لم ينتبه لذلك المبنى الذي مر بجانبه ولا يفصله عنه سوى مترين.

وخذ دليلا قاطع على أن كلية التربية خارج نطاق التغطية من جميع الجهات عدم وجود سكن خاص بالكلية، لذا تشاهد المدرسين إما يستأجرون على حسابهم أو يأتون من مديريات مترامية الأطراف، وقد يأتون متأخرين ويصلون إلى الكلية وقد انصرف الطلاب، وكل ذلك على حساب الطالب.

أما بالنسبة للمواصلات فعندنا باص الكلية متوقف عن العمل، لأن عمره الافتراضي انتهى، وكما تشاهد هو عبارة عن لوحة إعلانات، أي لم نجد له صيانة منذ تأسيس الكلية، Sوكما تلاحظ فهو معطل، والمدرسون يأتون إلى الكلية على نفقتهم الخاصة، وخاصة المنتدبون منهم، في حين أن الكلية ملزمة بأن توفر لهم المواصلات أسوة بباقي الكليات الأخرى.

وقلة الوسائل التعليمية وندرة استخدامها إن وجدت من قبل بعض المدرسين، وعدم التنوع في طرائق التدريس وقلة المصادر والمراجع العلمية، وكذا ندرة الزيارات العلمية فيما بين الكليات أو الأقسام.

وعدم توفر أماكن للاستراحة في الكلية، فعندنا مثلا كافتيريا وحيدة مغلقة بشكل دائم».

ويضيف عن أمور مهمة تخص تطوير التعليم بقوله:

«توصيل المعارف إلى الطالب وتنظيمها عوضا عن اعتمادها على الحفظ والاستذكار من خلال تنويع أساليب التدريس ومتابعة الجديد في المعرفة وربطه بواقع حياة الطالب، وتشجيع وحث الطلاب والتواصل معهم بشكل مستمر.

ويجب على المدرس أن يخلق علاقة اجتماعية جيدة بينه وبين الطالب، لكي نوجد المناخ العلمي السليم من خلال تشجيع الطلاب وتحفيزهم نحو الدراسة، والاهتمام بآرائهم ومقترحاتهم ومراعاة مشاعرهم لما له من دور كبير في تحصيلهم العلمي.

وعلى المدرس في الكلية أن يكون المثل الأعلى والقدوة الحسنة لطلابه من خلال تمكنه من مادته التي يدرسها من ناحية، ومن ناحية أخرى من خلال مظهره اللائق وبمحافظته على النظام والوقت، وإرشاد الطلاب إلى تنظيم أوقاتهم خارج أوقات الدراسة.

وينبغي تفعيل دور الحاسب الآلي الذي نفتقده في هذه الكلية، ولاتوجد مادة خاصة بتدريس هذا الجهاز العظيم الذي أصبح له دور كبير اليوم حتى في الدول النامية، حتى أنها استطاعت أن توصله وتنشره في المدارس والشوارع والحارات والبيوت كذلك».

وعن اقتراحات وحلول ومطالب تحسين أداء الكلية يشير إلى أن:

«على رئاسة الجامعة تطوير الخدمات بالكلية، وخاصة في مجال تهيئة المناخ الدراسي الجيد والمناسب بحيث توفر المبنى اللائق والمعامل والأدوات من الأجهزة والوسائل المتعلقة بعملية التدريس، والتي تمكن من التفاعل الجيد في العملية التعليمية بين (المعلم والمتعلم).

والاهتمام من قبل عمداء الكليات ورؤساء الأقسام العلمية بعضو هيئة التدريس وتقديم دورات تدريسية في كل الجوانب التربوية وكذا الجوانب التخصصية، وفتح قنوات التواصل والتفاعل بين الأقسام العلمية المختلفة.

وتفعيل دور المكتبة ورفدها بالمصادر والمراجع الحديثة، والحث من قبل المدرسين على رجوع الطلاب بشكل متواصل، وياحبذا لو تدخل ضمن البرنامج الدراسي للأقسام العلمية، كأن يخصص لها ساعتان بالأسبوع مثلا».

> محمد سالم مخارش طالب كلية التربية (مستوى ثالث) يقول: «في البداية أتقدم بالشكر والتقدير والامتنان إلى أسرة صحيفة «الأيام» على اهتمامهم بالقضايا التي تهم المواطن بشكل عام.

تعد كلية التربية شبوة من بين الكليات التي تفتقر إلى العديد من التحسينات في كافة أقسامها العلمية والأدبية، وأذكر هنا بعض الجوانب السلبية:

من ناحية مبنى الكلية يعد غير لائق لأن يكون صرحا جامعيا لطلاب الأقسام جميعا، حيث إن المبنى قديم وغير مؤهل لقيام الدراسة فيه.

وعدم وجود سكن طلابي للطلاب الوافدين من المديريات البعيدة.

وعدم توفر الكادر العلمي في الكلية حيث يتم استعارة مدرسين من الثانويات.

والاهتمام بالطالب معدوم، حيث لايتم استكشاف ثقافته وإبداعاته ومواهبه ومهاراته.

ثم لاجود لمكتبة بالقرب من الكلية، وإن وجدت تكون غير مكتملة الكتب والمراجع العلمية.

والنقص الكبير في عدد القاعات الدراسية، حيث يتم استعارة بعض القاعات من المؤسسات الأخرى.

والأقسام العلمية تعاني من عدم وجود مختبرات متكاملة لإجراء التجارب العلمية.

ومجلس الكلية الطلابي لم يعد له أي نشاط في الآونة الأخيرة.

وعدم وجود رحلات إلى مختلف المعالم للتعرف على الأماكن التاريخية.

ولاتقام احتفالات لتكريم الطلاب المتميزين، ولاتصرف لهم الجوائز، وإن وجدت فهي في نهاية الدراسة بعد أربع سنوات.

أما الإيجابيات فهي قليلة جدا، ومنها:

وجود عدد من الدكاترة المؤهلين تأهيلا علميا.

والالتزام بالمواعيد المحددة للمحاضرات».

> الطالب هاني أحمد سالم الكوري (سنة ثالثة ـ قسم كيمياء / أحياء)، كان السؤال الموجه إليه عن أهم إيجابيات وسلبيات الكلية بشكل عام، فتحدث قائلا:

«في البداية أشكر صحيفة «الأيام» على الاهتمام بطلاب العلم، أما الإجابة عن السؤال الأول وهي أهم الإيجابيات في الكلية فتتلخص في الآتي:

وجود الكادر العلمي المتخصص في الأقسام العملية.

والالتزام بالجدول الزمني للمحاضرات من قبل المدرسين.

ورؤساء الأقسام يتمتعون بمهارات عالية.

أما عن أهم ما تعانيه الكلية فقال:

الكلية تعاني- وخاصة الأقسام العلمية- من عدم توفر المختبرات المؤهلة للقيام بعمل التجارب.

والنقص الكبير في القاعات الدراسية.

ومن ناحية المواصلات يعاني طلاب الكلية من عدم توفر باصات للقيام بالرحلات إلى مختلف الأماكن للتعرف على ما يوجد بها من جديد.

وهناك نقص كبير في جانب الأنشطة، فالنشاط الثقافي بحاجة إلى إنشاء مكتبة متكاملة.

والنشاط الرياضي بنفس المستوى في تدن كبير.

والنشاط الفني كذلك يعاني من عدم الاهتمام بالشباب الذين يمتلكون مواهب متعددة كالمسرح، الغناء.. إلخ.

وهناك نقص كبير في المدرسين، ونتيجة ذلك فقد أجبروا بعض الدكاترة على تدريس مواد لم تكن من تخصصهم.

ثم أن مبنى الكلية بشكل عام غير مؤهل لأن يكون صرحا جامعيا إطلاقا».

> الأستاذ محمد علي بن علي العدني مدير إدارة القبول والتسجيل بكلية التربية شبوة: «في البداية نشكر «الأيام» على اهتمامها اللامحدود بالمصاعب التي تعترض التعليم الجامعي، ولكون كلية التربية بشبوة أسست في مطلع التسعينات بجهود رسمية وشعبية .

طلاب الكلية في أحد المختبرات
طلاب الكلية في أحد المختبرات
ولكن هذه الكلية لاتزال تشكو على مر السنوات حاجتها إلى مبنى حديث يليق بها ككلية.

فنحن في قسم القبول والتسجيل نستقبل في هذه الغرفة الصغيرة 5×5 متر مئات الطلاب سنويا، ولانجد فراغا للملفات، ونحتاج إلى قاعة واسعة لعملية ترتيب، آملين أن تتعاون الجهات المسئولة والجامعة في سرعة بناء مبنى حديث لكلية التربية، أما عن عدد الطلاب في الكلية فقد تجاوز (1227)طالبا وطالبة، والأعداد تتزايد عاما بعد آخر لأهمية التعليم الجامعي».

> محمد خالد العمياء (سنة ثالثة ـ قسم الاجتماعيات) يقول: «يا أخي يقول الشاعر ماذا أحدث عن... يا أبتي!

إن الوضع الذي نعيشه في كلية التربية خاصة القاعات وصغرها وضع لايدل على قاعات كلية، وكذلك الكلية بحاجة إلى مكتبة متكاملة فيها المراجع التعليمية التي يحتاجها الطلاب في مختلف المجالات العلمية والأدبية، وكذلك مختبرات الكلية في وضع صعب وتحتاج لترميم، كونها معرضة للانهيار على رؤوس الطلاب، ونطالب بالالتفات للكلية من الواقع، وليس بالتنظير من المكاتب والتقارير والكلام الفارغ».

من الاستطلاع

- باص الكلية أكل عليه الدهر وشرب، وتحول إلى لوحة إعلانية.

- طلاب كلية التربية شبوة يعيشون في شتات، طلاب يدرسون في مبنى الكلية الحالي القديم، وبقية يدرسون في قاعات المختبرات في ثانوية حنيشان القديمة، وجزء آخر يدرس في قاعة الحزب الاشتراكي بعتق.

- مشكلة أرض الكلية ليس العائق الأهم، ولكن عجز السلطة هو الأهم، لأنه توجد خارج مدينة عتق العديد من المناطق التي تكفل بناء كليات وليس كلية.

- مبنى الكلية الحالي هو مبنى دار المعلمين سابقا، وهو مستأجر من التربية والتعليم.

- د.عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن وعد بإنزال مناقصة لكلية جديدة للتربية في شبوة، إذا تم تحديد موقع على أرض الواقع.

- مختبرات الكلية بثانوية حنيشان بدأ التصدع في سقوفها ويتوقع سقوطها على رؤوس الطلاب في أي لحظة، كونها تفتقد إلى الصيانة، وتتسرب مياه الأمطار منها. وياقلبي لاتحزن!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى