> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

الولادة والنشأة ..ورد في كتاب (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) للراحل الكبير أحمد فضل القمندان، ومن قرى لحج (الحمراء) يسكنها أهل البان والمحادزة، وفيها تربى السلطان محسن فضل بعد اغتيال جده محسن فضل بن علي بأمر السلطان عبدالهادي، وفي الحمراء ولد السلطان علي محسن والسلطان فضل محسن والسلطان أحمد محسن وأخواهم عبدالله ومحمد، ولذلك يعد أهل البان عكفة السلطان العبدلي.

من مواليد قرية الحمراء شخصيات بارزة دخلت دائرة الضوء منهم نائب مفوض الشرطة في عدن عبدالهادي شهاب والدكتور صالح حرسي البان الطبيب الخاص للرئيس قحطان محمد الشعبي وخالد فضل منصور وزير العدل الأسبق (رحم الله الجميع).

الفقيد خالد فضل منصور البان من مواليد قرية الحمراء بالسلطنة اللحجية في العام 1932م، تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة بالمدرسة المحسنية العريقة بمدينة الحوطة.

خالد فضل منصور مع كوكبة لامعة إلى قاهرة المعز

ورد في حلقة رجال في ذاكرة التاريخ التي تناولت د. صالح حرسي البان العدد (4529) أن صالح حرسي البان غادر إلى مصر ضمن البعثة الطلابية للسلطنة اللحجية وناصر محمد عامر وفيصل عبداللطيف الشعبي وعبدالله أحمد شهاب وخالد فضل منصور وناصر صالح أحمد ومحمد عوض دَبا ومحسن منصر ومحمد العبد المنتصر، وإن كان ذلك لايعني أنهم من دفعة واحدة، لأن الكبار منهم أمثال خالد فضل منصور وأحمد سعيد صدقة وناصر محمد عامر وفضل حسين عنبول وعبدالله أحمد شهاب يعتبرون من طلاب الدفعة الأولى التي غادرت إلى القاهرة عام 1947م أو 1948م.

من جامعة عين شمس إلى مدرسة بازرعة في عدن

كانت فترة الدراسة الثانوية نظام الخمس سنوات على أيام زمان فترة صاخبة في مشوار حياة خالد فضل منصور. ففي إفادة قدمها لي الدكتور أبوبكر السقاف أن خالد فضل منصور وطاهر أحمد رجب وعبدالغني علي (كان الأخير أول وزير للخزانة بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م) مثلوا الرعيل الأول من الطلاب اليمنيين في صفوف اليسار المصري، وأوردت صحيفة «التجمع» نص الحديث الذي ألقاه الدكتور أحمد القصير في منتدى الجاوي بصنعاء (راجع «التجمع» العدد 610 - 14 يناير 2008م) وأفاد فيه بأن خالد فضل منصور انضم إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) التي قال عنها الدكتور القصير إن الثقافة الوطنية التي تأسست في مصر في الخمسينات من القرن الماضي كانت من إبداع شخصيات كان معظمها في قيادات (حدتو)، وعدد الدكتور القصير نماذج منها، أمثال عبدالرحمن الشرقاوي وكمال عبدالحليم وفؤاد حداد، وكان الأخيران شاعرين أيضا والكاتب عبدالرحمن الخميس.

نشط خالد فضل منصور في اتجاهين متوازيين كان أولهما نشاطه في صفوف الطلاب القادمين من المملكة المتوكلية اليمنية وم.عدن ومحمياتها الشرقية والغربية، وماحملوه من تغاير في المفاهيم والقناعات، فكانت هناك رابطة أبناء الجنوب، أما أبناء اليمن بحسب رواية الدكتور القصير فقد عرفهم عبدالله الكرشمي بالقول: «هم أبناء الممكلة المتوكلية اليمنية»، فاليمني بحسب تعريف الكرشمي (والقول هنا للدكتور القصير): «هو الذي يدفع الضرائب للإمام»، كما نشط في تنظيم (حدتو) المصري.

حصل الناشط اليساري المتألق خالد فضل منصور على درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة عين شمس بالقاهرة، وعاد إلى أرض الوطن حيث عمل مدرسا في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية في عدن، وانتقل بعد ذلك للعمل في الاتحاد التعاوني، وكان من كوادره اللامعين حسين سالم باصديق وحسن ياسين ميرابخش.

خالد فضل في إنعاش الزراعة والحكم المحلي

عمل خالد فضل منصور رئيسا للجنة الإنعاش الزراعي بالمحافظة الثانية (محافظة لحج حاليا)، وعمل بعد ذلك سكرتيرا تنفيذيا لمحافظة لحج خلال الفترة 70 - 72م ، وانتقل بعد ذلك إلى وزارة الحكم المحلي حيث عمل رئيسا لقسم المجالس المحلية، وانتخب عضوا في مجلس الشعب الأعلى عام 1978م.

خالد فضل منصور في لجان الوحدة

عقد لقاء القمة اليمني في مدينة طرابلس بليبيا خلال الفترة 26 - 28 نوفمبر 1972م الموافق 21 - 23 شوال 1392هـ، وتوج اللقاء بـ (بيان طرابلسي) وقع عليه القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري بالجمهورية العربية اليمنية والأخ سالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وتنفيذا للمادة السادسة من الاتفاق المعقود بين حكومتي الشطرين شكلت ثمان لجان فنية مشتركة، وكان قوام لجنة الإدارة والمرافق العامة من التالية أسماؤهم:

عبدالله الكرشمي وحسين المقبلي ويحيى البشاري وأحمد الويسي وأحمد الرعيني وعلي أبو الرجال ومحمد الحيمي وأحمد شجاع الدين ومصطفى عبدالخالق وفارس سالم وعلي حسين موسى وخالد فضل منصور ومحمد صالح القطيش ومحمد بن محمد عبادي وأمين صالح ومحمد غالب.

خالد فضل منصور وزيرا للعدل في حكومتي علي ناصر وحكومة العطاس

شغل الراحل المتعفف حقيبة العدل والأوقاف خلال الفترة الممتدة من أواخر 1978م حتى أوائل 1986م على النحو المبين أدناه:

شغل حقيبة العدل في الحكومة السادسة خلال الفترة من 27 ديسمبر 1978م حتى 16 أكتوبر 1980، وكانت خلفيتها من مجلس الشعب الأعلى صدور القرار رقم 2 بشأن انتخاب الأخ علي ناصر محمد رئيسا لمجلس الوزراء، وصدر بعد ذلك القرار رقم 3 بشأن انتخاب أعضاء مجلس الوزراء، وكان من ضمنهم خالد فضل منصور وزير العدل والأوقاف.

شغل حقيبة العدل والأوقاف خلال الفترة من 16 أكتوبر 1980م حتى 24 فبراير 1985م، وكانت خلفيتها أن أصدر مجلس الشعب الأعلى القرار رقم 23 بشأن انتخاب الأخ علي ناصر محمد رئيسا لمجلس الوزراء والقرار رقم 24 بشأن انتخاب أعضاء مجلس الوزراء، وكان من ضمنهم خالد فضل منصور وزير العدل والأوقاف.

كما شغل حقيبة العدل والأوقاف خلال الفترة 24 فبراير 1985م حتى 8 فبراير 1986م، وكانت خلفيتها أن أصدر مجلس الشعب الأعلى القرار (4) بشأن انتخاب حيدر أبوبكر العطاس عضوا في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى، والقرار رقم (5) بشأن قبول استقالة علي ناصر محمد كرئيس لمجلس الوزرا، والقرار رقم (9) بشأن انتخاب حيدر أبوبكر العطاس رئيسا لمجلس الوزراء، والقرار رقم (10) بشأن انتخاب أعضاء مجلس الوزراء، وكان من ضمنهم خالد فضل منصور وزير العدل والأوقاف.

خالد فضل منصور مستشارا للحكومة في كل من عدن وصنعاء

هناك العديد من الظواهر السالبة في البلاد، ويعلل بروزها على السطح دونما خجل بأنها خصوصية يمنية، ومنها تعيين الشخص مستشارا لوزارة أو هيئة ما، وهي إشارة صريحة إلى إن صانع القرار عزم على (تركينك) والإبقاء على ماء وجهك في وظيفة مستشار، لتنعم بقدر معين من الرفاهية التي أدار لها خالد فضل منصور ظهره منذ وقت مبكر من حياته، فقد عاش ـ رحمه الله ـ متعففا زاهدا وسط البسطاء.

عمل خالد فضل منصور مستشارا لمجلس الوزراء منذ العام 1978م حتى العام 2007م عام إحالته للتقاعد عن الخدمة التي جاوزت أربعة عقود ترسخت خلالها أصالة معدنه ونقاوة قيمه ووفرة عطائه وإنكاره ذاته، وصنعت تلك المناقب الصورة المثلى للراحل الكبيرخالد فضل منصور.

خالد فضل منصور أحد مؤسسي حزب الفقراء التجمع الوحدوي

أسس الراحل الكبير خالد فضل منصور مع راحلين كبيرين آخرين هما محمد عبده نعمان وعمر عبدالله الجاوي حزب التجمع الوحدوي اليمني في 4 يناير 1990م أي قبل قيام دولة الوحدة بخمسة أشهر، وشارك هؤلاء الشرفاء في الإعلان عن حزب التجمع شرفاء آخرون كان في مقدمتهم الدكتور عبدالرحمن عبدالله ـ أطال الله عمره ومتعه بالصحة ـ والشهيد حسين الحريبي.

لقد جسد البرنامج الانتخابي لحزب التجمع لعام 1993م القيم الرفيعة للمؤسسين بهذه الفقرة القصيرة:

«نحن الذين لانملك سوى سلاح الكلمة للدفاع عن حقوق الناس في عمل شريف ولقمة كريمة وسكن وأمن واستقرار وطمأنينة، نعلم أن لوجودنا معنى في وجه المسلحين بالمال والجاه والتأثير القسري بالبندقية ووسائل الإغراء والقسر».

ظل خالد فضل منصور في موقعه القيادي داخل حزب التجمع، وبعد وفاة القامة الوطنية الكبيرة محمد عبده نعمان في 23 يونيو 1995م تحمل خالد منصور مهام رئاسة الحزب من آخر اجتماع للحزب. (راجع حلقة رجال الذاكرة حول محمد عبده نعمان العدد (4035) - 30 نوفمبر 2003م.

أبوبكر السقاف يمتشق قلمه دفاعا عن خالد فضل منصور

تعرض الراحل الكبير (في واقع حقير) لارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، سبب له نزيفا شديدا في الدماغ، ولازم الفراش بمستشفى النقيب بالمنصورة فامتشق الكاتب والمفكر الكبير والأكاديمي العريق الدكتور أبوبكر السقاف ـ حفظه الله ـ قلمه وكتب في «الأيام» موضوعا نشر في الصفحة الأخيرة من العدد (5273) الصادر في 15 ديسمبر 2007م الموسوم (خالد فضل منصور في مستشفى النقيب) قدم في سياقه عينات من مياه صرف النظام، وفي تلك العينات العفنة أن العزيز خالد يرقد في مستشفى النقيب منذ يوم 23 نوفمبر 2007م وهو الذي أحيل إلى صندوق التقاعد قبل نحو ثلاثة أشهر براتب موظف مبتدئ، كما ذكرت صحيفة «التجمع» أي أن ظلما فادحا لحق بالرجل عند إحالته إلى التقاعد، وتمرغ النظام في الوحل، وفي أعماق مياه صرفه الآسنة والعفنة عندما أدار ظهره لهذه القامة الكبيرة وهو في المستشفى، وفي ذلك الحال الذي يشفق فيه قلب العدو قبل قلب الصديق، ولكن لاحياة لمن تنادي، لأنها الدولة الهشة، ولأنه نظام (آل كابوني).

خالد فضل منصور في موكب الخالدين

نشرت «الأيام» في العدد (5288) الصادر يوم الخميس والجمعة بتاريخ 4/3 يناير 2008م بالخط العريض الوزير السابق خالد فضل منصور في موكب الخالدين، وورد تحت هذا المانشيت أن المغفور له بإذن الله خالد فضل منصور البان رحل عن عمر ناهز الـ 76 عاما، واستعرض خبر النعي الذي أوردته «الأيام» موجزا لتفاصيل مراحل ومنعطفات مر من خلالها الراحل الكبير خالد فضل منصور البان.

جاء في الخبر أن خالد فضل منصور البان قد انتقل إلى جوار ربه مساء الأربعاء 2 يناير 2008م في منزله في عدن، ونقل جثمانه الطاهر إلى مسقط راسه قرية الحمراء مساء اليوم نفسه ليوارى ثرى قريته التي انطلق منها وإليها عاد سالما غانما، لأن براءة ذمته طاهرة، وصفحات كتابه بيضاء ناصعة، وسجل أعماله حافل مترع بالأعمال لصالح الوطن والإنسان. عاش ـ رحمه الله ـ في صفوف البسطاء بصمت ورحل بصمت صغيرا في نظر المافيات كبيرا في نظر البسطاء والمثقفين ومكرما في صفحات التاريخ الذي لايرحم.

خلف خالد فضل منصور البان وراءه سجلا حافلا بالأعمال الخيرية، وسيرة خالية من أي شبهات، كما خلف أرملة وخمسة أولاد الذكور منهم 2.

الفقيد المحروق وتعقيب الشيخ الوادي

تناولنا في العدد (5296) المؤرخ 13 يناير 2008م سيرة الفقيد عبدالله المحروق في حلقة رجال الذاكرة، ووردنا التعقيب التالي المؤرخ 14 يناير 2008م من الشيخ سالم الوادي أحد رجال الأعمال في مديرية البريقة بمحافظة عدن الذي أفاد:

«أن الفقيد عبدالله محمد سعيد المحروق من مواليد عام 1939م في قرية الرصاص، الحضن، لودر وهو (أي الفقيد المحروق) من قبائل كور العواذل، وتنحدر منها قبيلة أهل بجير، والفقيد المحروق من قبائل أهل بجير أيضا، ومنها (أي أهل بجير) القبائل الكبيرة في كور العواذل وهي الأصول المعروفة في قبائل العواذل، وهم آل الوادي وآل المحروق وآل مسود وآل بجلة وآل مهيم.

أما أولاد الفقيد فهم د. سالم اختصاصي أنف وأذن وحنجرة بمستشفى المصافي بالبريقة وناصر وصالح.

وماذا يقول العقيد مشبح وعلي الخضر هادي في قبائل آل حسنة

كما وردتنا إفادة مقدمة من العقيد حسين أحمد مشبح بأن قبائل الحسني وآل حسنة تتكون من خمس قبائل رئيسية هي:

آل منصور وينتمي إليها الشهيد المجعلي وأحمد مسعود العلواني، آل باجعم وينتمي إليها الرئيس علي ناصر محمد، آل شعيث وينتمي إليها المناضل الوطني السفير أحمد عبدالله الحسني، آل وليد وينتمي إليها اللواء عبدالله منصور، آل زامك وينتمى إليها الأخ محمد حيدرة مسدوس.

أما الأخ علي الخضر هادي فقد أعلن عن رغبته في تصويب ما ورد عن أهل حسنة عامة وأهل شعيث خاصة باعتبارها إحدى قبائل أهل حسنة الخمس وليس الثلاث.

ينقسم أهل شعيث إلى:

1ـ أهل مسعود 2 ـ أهل عياش

1 ـ أهل مسعود، وتشمل البيوت التالية:

أـ المجاعنة، وأهل صالح بن هادي وأهل عامر ويسكنون جبلة اموزنة.

ب ـ أهل هادي سالم وأهل أحمد عمير وأهل كندح وأهل منصور أحمد، ويسكنون قرية حبان

ج ـ أهل مفتاح وأهل عرب ويسكنون مقرن

2 ـ أهل عياش، وتشمل البيوت التالية:

أـ أهل منصور بن ناصر وأهل معرج ويسكنون ساكن امبير

ب ـ أهل مارم ويسكنون قرن امارم.