الامانة العامة لاتحاد الادباء وبيانها المنحاز

> «الأيام» د. عبده يحيى الدباني:

> أتحفتنا الأمانة العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في بيانها غير المحايد عن الأحداث التي شهدتها عدن يوم 13 يناير 2008م المنشور في صحيفة «الأيام» الغراء العدد (5298) في تاريخ 15/1/2008م، لقد صمتت دهراً ونطقت كفراً، وإن لم يكن هذا الكفر صريحاً فإنه كان مزيجاً من النفاق والرياء لأولي النعمة وسلبية واضحة وخذلاناً جديداً لرسالة الاتحاد الوطنية التاريخية الكفاحية المحايدة. إن هذه القيادة تكشف يوماً إثر يوم أنها فعلاً جاءت على ظهر دبابة إلى مقر الاتحاد حسب قول الأديب الوطني المبدع القاص عبدالرحمن عبدالخالق في صحيفة «الثوري» ذات يوم. لقد بدت في بيانها البائس وكأنها محايدة، ولكن نظرة متأنية في تقاسيم البيان تفضي إلى هزالته ونبرته الوعظية المرتعشة من ناحية وإلى عدم حياديته وإلى عموميته كنوع من إسقاط الفرض خجلاً من الناس ورضوخاً عند رغبة السلطة من ناحية أخرى، لقد حاول البيان أن يجمع بين إرضاء السلطة وإرضاء جماهير الاتحاد بطريقة تلفيقية مفضوحة على الرغم من قدرة من أصدره على التلاعب بالألفاظ والتمويه والمغالطة والدس والقفز على الحقائق، ولكن الحق أبلج فهو أبلغ منهم وأفصح لساناً.

لقد نشرت صحيفة «الأيام» في العدد نفسه بياناً لثلاثة من أعضاء الأمانة العامة يستنكرون فيه إقحام الاتحاد في بيان منظمات المجتمع المدني الذي كان متواطئاً مع السلطة ومتحاملاً على مهرجان التصالح والتسامح في عدن، لقد خفف هذا البيان الثلاثي من غيظنا إزاء بيان الأمانة العامة فكما قال الشاعر:

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا

خراش وبعض الشر أهون من بعض

أما هؤلاء الأعضاء الثلاثة فهم الكاتب والشاعر د. هشام السقاف والقاصة هدى العطاس والكاتب محمد العولقي، ومن المنتظر أن يسلك سلوكم هذا أعضاء آخرون من الأمانة العامة. فيا ترى أين كانت أمانتنا الموقرة عندما سفكت السلطة دماء المواطنين في عدن والمكلا والضالع وردفان خلال الأشهر الماضية وقمعت بشدة اعتصاماتهم ومهرجاناتهم السلمية وكانت السلطة هي المدان الوحيد المتورط في هذه الأحداث؟! لماذا صمتت كأهل القبور؟ لقد نطقت اليوم لأنها وجدت في الأمر بعض اللبس المزعوم الذي تبنته السلطة وإعلامها ومدبلجوها للأحداث الأخيرة، مع أن الحقيقة واضحة للجميع وليست بحاجة إلى عبقرية ولا إلى بحث وتحقيق لإدانة هذا الطرف أو ذاك، لأنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لقد رمتني بدائها وانسلت كما جاء في المثل.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى