للصحة أوجه عديدة ..عندما يكون برميل القمامة مصدر رزق للبعض

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
ماذا يقول من رمتهم الظروف ليكون برميل القمامة مصدر رزق لهم، يستخرجون منه الأشياء التي تخلى عنها أصحابها، فهناك أكثر من طفل وجوده على براميل القمامة منظر طبيعي، نراهم كل يوم، ولايقتصر الأمر على الأطفال بل هناك أيضا شباب ورجال أجبرتهم الظروف أن يكون برميل القمامة والقناني (القوارير) مصدر رزق لهم.

فالكل يجد مبتغاه هناك، قناني بلاستيكية، معدن، علب العصائر المعدنية، والبعض يبحث عن بقايا الأطعمة التي ترمى في هذا البرميل أو ذاك، فلم يعد يقتصر برميل القمامة على القطط والكلاب والفئران بل أصبح الإنسان منافسا قويا لهم.

> الشاب عبدالله أحمد شاب رمته الظروف الاقتصادية الصعبة للعمل على جمع القناني البلاستيكية يقول: «أجمع القناني البلاستيكية من بعض مبارز القات والفنادق، وأنتقي منها النظيفة، وأجمعها وأبيعها بسعر لايفي بالغرض، ولكن أفضل من أن أبقى هكذا دون عمل».

> طفل لم يتجاوز العاشرة، كان منهمكا في برميل القمامة، سألته بكم تبيع هذه القناني، ولمن تبيعها؟. قال: «أبيعها بالكيلو للعم حيدر، لهذا أجمع أكثر من جونية (شوال) لكي أستفيد منها». سألته: أنت من أى منطقة؟ أجاب: «من تعز». حاولت أن آخذ له صورة رفض وهرب وهو يصرخ «عمي بيضربنا!».

> عمر سالمين يقول: «ألتقط من البرميل علب العصائر وأبيعها كمعدن، وكذا قناني المياه المعدنية، وهذا أحسن من أن أتسول وأمد يدى للآخرين، فظروف أسرتي صعبة، أبي كبير في السن وبلا عمل، وأمي كبيرة، وأنا أكبر أخوتي السبعة».

سألت الطفل عمر: هل تذهب إلى المدرسة؟ قال: «نعم بعد الظهر، فأنا أدرس في الصف الخامس، ومعي اثنان من إخوتي يدرسان في الصباح».

> فتيني صالح شاب آخر عاندته الظروف يعمل على جمع القناني البلاستيكية يقول: «لم نجد عملا لهذا نفتش داخل براميل القمامة لعلنا نجد رزقا، وكل ما نحصل عليه قناني بلاستيكية ترمى من منازل الأثرياء لتكون لنا رزقا فالله لا ينسى أحدا». ويضيف: «نبيعها بالكليو، ويحسب لنا الكليو بعشرين ريالا فقط بعد كل هذا التعب والتنقل من برميل إلى آخر، ومن يشتري منا يعمل على بيعها للمصانع فتصنع من جديد، ونادرا ما تباع للكفتيريات والمطاعم، ولكن نضطر إلى غسلها بالماء والصابون لكي نسلمها لهم نظيفة بعض الشيء».

سألته: «ماذا تجدون في هذه القناني؟ قال: «الكثير من الأوساخ، وأحيانا نجد فيها بولا أو بصاق التمبل والقات، وكثيرا ما نجد فيها بقايا عصائر أو لبن متعفن، صحيح روايحها تتعبنا بس أيش نعمل تعودنا على هذا العمل!»

اتفق أصحاب تلك المحلات التي تبيع عصير الليمون على رأي واحد، حيث أكدوا في حديثهم لنا «أن احتياجاتهم من هذه القناني يشترونها من الفنادق، وبعضها من مبارز القات».

> يقول الأخ إبراهيم عبدالكريم رافضا الاتهام الموجه لهم بأنهم يشترون قناني تستخرج من براميل القمامة: «هذا اتهام غير صحيح، لنا اثنان وعشرون عاما نبيع عصائر الليمون، ونشتري القناني البلاستيكية من الفنادق».

وأكد قائلا: «عدد من الزبائن يستفسرون عن مصدر القناني، ونوضح لهم دائما أنها نظيفة، ونحاول أن نقنع الزبون بوجهة نظرنا.. لهذا نعيد غسلها من جديد بالماء والصابون والكلوركس، والتي نراها سيئة جدا نرميها».

> يقول الأخ أحمد بن أحمد النعماني (الشرعبي): «مر على افتتاح المحل خمسون عاما». وفي رده على سؤالي قال: «نحن لانشتري من هؤلاء الذين يستخرجون القناني من براميل النفايات، ونحن لا نرغب بخسارة زبائننا، لهذا نشتري ما نحتاجه من الفنادق وهي نظيفة، ومع هذا نقوم بغسلها مرة أخرى بالماء والصابون».

> جمال علي اليماني عامل في إحدى الكافتيريات لا ينكر وجود هذه الظاهرة حيث يقول: «نحن نستخدم هذا القناني للعصائر، خاصة عندما يطلب الزبون عصير سفري (خارج المطعم)، ولكن نأخذها من مكان مضمون مثل الفنادق المعروفة، ولانأخذها من الباعة المتجولين في الشوارع، وقبل استخدامها نعمل على غسلها جيدا، فهذة أمانة، ويجب الحفاظ على صحة وسلامة الزبون، خاصة مع انتشار الباعة المتجولين الذين يبحثون عن لقمة العيش، فهولاء يقومون بجمع القناني من الشارع وبراميل القمامة وبيعها على المطاعم والكفتيريات، وليس هناك رقابة ولا محاسبة من الجهة المسئولة من صحة البيئة، ونتمني أن نجد طريقة أفضل لبيع العصائر من هذه الطريقة المتبعة حاليا، وعلى جهات الاختصاص المتابعة».

عامل في أحد محلات بيع عصير الليم (الليمون) تحدث قائلا: «أنا مجرد شاقي (عامل) أعمل هنا، ولم أجد أى عمل آخر»، مؤكدا أن صاحب المحل يعمل على غسل القناني، ولكنه لايعلم من أين يأتي بالقناني، وأضاف: «أنا أعمل على تنظيف المحل بعد الانتهاء من العمل، وغسل الكاسات بالماء والصابون، وجمع مخلفات قشر الليمون ورميها في برميل القمامة».لم يقتصر وجود القناني على المطاعم والكافتيريات والمشارب، بل تعداه إلى الباعة المتجولين وأصحاب المقاهي، فكما يؤخذ بها العصير يؤخذ بها أيضا الشاي، مما يؤدى إلى ذوبان القنينة، وتتسبب في الكثير من الأمراض لمن يتناول فيها المشروبات.

> ويقول صاحب المشرب: «أكثر ما يقززنا أن نجد في بعض القناني مهما كانت نظيفة روائح التمبل أو البول، فنترك هذه القناني، ونحاول أن نبحث عن الأكثر نظافة».

غدا وقبل الاتجاه إلى جهات الاختصاص في صحة البيئة لمعرفة كيف لها أن تتعامل مع هذه المشكلة سنتطرق إلى موضوع آخر يخص أيضا صحة الأنسان، رأس مال الوطن، فهناك أيضا مشكلة صحية أخرى تواجه الإنسان.. غدا نسلط عليها الضوء لمعرفة المزيد عنها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى