ناصر فدعق لـ«الايام»:أجيد أداء كل الألوان لكني أرتاح أكثر لأداء اللون الحضرمي

> «الايام» مختار مقطري :

> في صوته اعتداد رجولة، يغلفها تطريب شجي بمخايل اتزان ووقار، وفيه فخامة عراقة بدوية مطبوعة، رقّت بمران طويل على الغناء، أضفى عليها تحضراً فنياً، وإحساس ذائب بالنغم والمعاني الشعرية الجميلة، لكن الرجولة المكثفة في صوت ناصر فدعق، ليست شرقية مستبدة في الحب ودكتاتورية في الهوى، بل هي رجولة ظمآنة ومشتاقة، توحي بالقدرة على الصبر والتجلد، ومعبرة عن اعتزاز بكبرياء كل رجل في الريف والحضر، دافئة كدفء الشعور بالحنين بعد سفر طال إلى الوطن والأهل والجيرة، فكأنك وهو يغني، تسمع المتنبي يقول بكبرياء لا تُذل :

بكيت ياربع حتى كدت أبكيكا

وجدتُ بي وبدمعي في مغانيكا

فعم صباحاً، لقد هيجت لي طرباً

وأردد تـحـيـتـنا إنـا محـيـوكـا

إلا أنك لا تشعر في صوته بعتاب المتنبي على تبدل القلوب وتغير الوفاء وهو يقول :

بأي حكم زمان صرت متخداً

ريم الفلا بدلاً من ريم أهليكا

مطرب جميل وملحن موهوب وعازف مقتدر على (العود)، ولكن لأن اليمن لا تحب أبناءها الموهوبين الحقيقيين، فتحكم على البعض منهم بالإلغاء والموت البطيء بين جوانحها، وتدفع بالبعض الآخر إلى اللجوء للمهجر، كي لا تشيخ موهبته الفنية قبل الأوان، بينما تفتح ذراعيها لعديمي الموهبة من مدعي الشعر والتلحين والغناء، اضطر فناننا الجميل ناصر فدعق إلى العودة مرة أخرى إلى السعودية بعد عودته منها عام 1990م، فاراً إليها بمشواره الفني الذي بدأه فيها خوفاً من أن (يقصف) عمره في موطنه الأصلي، لا لشيء إلا لأنه فنان حقيقي وموهوب، ففتحت له السعودية ذراعيها كما فعلت وتفعل مع أبنائها ومع غير أبنائها، فحقق فيها الانتشار على المستوى الشعبي، وفتحت له بعض شركات الإنتاج الفني أبوابها.. مع هذا الفنان الجميل أجريت هذا الحوار .

< حدثنا عن البداية.

- البداية كانت بمدينة حبان بشبوة - مسقط رأسي، ثم المدرسة بمدينة جدة بالمملكة التي شهدت بدايتي الحقيقية منذ سفري إليها عام 1973م وعمري اثنتي عشرة سنة .

< من قدم لك العون ؟

- كثيرون دعموني وسندوني منذ البداية، ففي السعودية شكلنا أنا ومجموعة من الأصدقاء فرقة موسيقية، وممن أدين لهم بالوفاء أخي محمد والأخ علوي حبشي المحضار الذي عرفني على الشاعر جمل الليل الكاف، ومن آل الكاف تشربت الغناء الحضرمي على أصوله .

< قال الفنان الكبير الراحل بدوي الزبير إن ناصر فدعق صوت من أصوات قليلة غير حضرمية تجيد أداء اللون الحضرمي، حدثنا عنه .

- بدوي الزبير - يرحمه الله - كان صديقاً عزيزاً لي، وقد غنى في حفل زواجي بجدة، وهو فنان كبير وملك الأغنية الحضرمية .

< مع من تعاملت فنياً؟

- مع حسين المحضار، جمل الليل الكاف، جمعان بامطرف، راشد الجابري، على البجيري، وعبدالقادر فدعق، هؤلاء من الشعراء، ومن الملحنين أحمد مفتاح، جمعان بامطرف، جعفر حسن، وعلي سيود ومؤخراً اتجهت للتلحين .

< الفنان الكبير الراحل محمد عبده زيدي أشاد بصوتك .. متى كان ذلك ؟

- عام 1985م عندما تقدمت لإجازة صوتي في القناة الثانية، وكان هو رئيساً للجنة المصنفات في الإذاعة والتلفزيون، ورئيس لجنة الاستماع، أذكر أنه حين سمع صوتي دق الطاولة بيده بقوة وهو يصيح : (ممتاز .. ممتاز) .

< أين تشعر بمكانتك الفنية .. هنا أم في السعودية ؟

- مكانتي الفنية أشعر بها في السعودية عند الجالية اليمنية وجمهوري هناك، أما هنا في اليمن فأنا مهضوم إعلامياً ومشاركاتي قليلة في أجهزة الإعلام وليس لي غير سهرات تلفزيونية قليلة.

< الألوان التي تجيدها ؟

- أجيد أداء كل الألوان، لكني أرتاح أكثر لأداء اللون الحضرمي .

< ماذا أعطاك الفن ؟

- الفن صنع مني إنساناً حساساً، وعلمني معاني الحب والجمال ولو ابتعدت عنه أضيع، كما أنه أعطاني حب الناس وهو أعظم عطاء، وخير ما يملكه الإنسان

< ما الذي قدمه لك مكتب الثقافة بشبوة؟

- توظفت في مكتب الثقافة بشبوة عام 1996م بفضل الله ثم بفضل الأخ د. صالح حامد فدعق، وبفضل الشهادة العظيمة للفنان الراحل محمد عبده زيدي.

< ما الذي يمكن أن تقوله في الأخير ؟

- أتساءل لماذا تم إقالة الأستاذ خالد الرويشان من وزارة الثقافة، لأنه كان وزيراً مثقفا أدار الوزارة بثقافة عالية.

كما أتمنى من الدولة ممثلة بأجهزتها الثقافية والإعلامية المختلفة الاهتمام بالمبدعين وتحسين ظروفهم المعيشية، وخلق الظروف المناسبة لتقديم عطاءاتهم الإبداعية ونشرها، وإتاحة الفرص للجميع، كما أشكرك وأشكر «الأيام» على هذه الفرصة الغالية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى