للصحة أوجه عديدة ..مياه صحية اسم خال من المعنى

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
توجهت إلى أصحاب تلك المعامل لمعرفة المزيد، وإظهار الصورة بشكلها الصحيح، تختلف المشاكل التي وجدتها في تلك المعامل، فالبعض منها لا يرتقي أن يطلق عليها حتى اسم معمل، فهي أقرب إلى أن تكون (لوكندة) للعاملين فيها، وتملؤها القذارة، ومعداتها صدئة، وكان الأغرب من هذا وذاك أن تلك المعامل تتعامل مع (البوز) وتجلب الماء من آبار غير مرخصة، وبخزانات حديدية. أجمعوا على رأي واحد وهو أن «تكلفة الماء هي التي تدفعهم إلى طريق الآبار» فكثيرة هي المعامل المخالفة للشروط المطلوبة، ومع هذا تعمل بوتيرة عالية، فأكثرهم قالوا إن إمكانياتهم شحيحة، وتكاليف المياه مرتفعة، إضافة إلى تكاليف الصرف الصحي، وعند دخولك أغلب هذه المعامل تقول في قرارة نفسك: هل هذا معمل؟! ما أنا فلم أجد غير معملين يستحقان أن يطلق عليهما (معامل مياه صحية) وبشهادة الجميع، نظافة وأمانة، أحدهما تحصل على شهادة تقديرية من الجهات المعنية تؤكد استيفاءه جميع الشروط المطلوبة، فماذا يقول هؤلاء؟! وماذا يقول المخالفون للشروط ؟!

يقول الأخ حسن علي الناصري :«نضطر إلى أن نلجأ إلى استخدام (البوز) بسبب ضعف الماء، فتمديدات المياه سعتها (نصف إنش)، وقدمنا طلباً إلى المؤسسة المحلية للمياه لكي يكون سمك الأنبوب (إنش ونصف أو إنشين) لتقوية الماء، ولكي نستغني عن (البوز)، ولا يكون لدينا بكتيرية ولا جراثيم، ولكن للأسف مؤسسة المياه رفضت طلبنا، لهذا نضطر إلى أخذ الماء من (البوز)».

ويضيف :«كانت لدينا مشكلة الخزانات، والحمد الله استبدلناها بـ(البولتين) خاصة لمياه الكوثر، لكن المياه العادية نستخدم الخزانات الحديدية».

الأخ منصر صالح عبدالكريم العيسائي يقول:«نحن نعمل على المحافظة على المياه، وذلك من خلال الفحوصات المخبرية المستمرة، ولدينا مختبر يتم فيه فحص عينات من الماء بشكل يومي لنسبة الأملاح والمواد المعدنية، ولدينا مهندسون ودائماً ما نسخر خدمتنا لذلك».

ويؤكد الأخ منصر :« نعمل على تغيير (البربرينات) حتى قبل أن ينتهي عمرها الافتراضي حتى نحافظ على مستوى خدمتنا في تقديم مياه نظيفة للمواطن»، ويضيف:«صحيح أننا نضطر إلى أخذ الماء من (البوز) وذلك لتكلفة قيمة الماء من الشبكة، وتم إلزامنا بدفع قيمة الصرف الصحي، ولكن نحن نعمل فحوصات كاملة للآبار للتأكد من أنها عميقة جداً، ونهتم بأن تكون ملوحتها منخفضة، ونعمل لها معالجة، بعكس مياه الشبكة لا نستطيع أن نعمل لها معالجة فوق المعالجة الموجودة، لكن مياه الآبار نعمل لها معالجة كاملة، ولدينا أربعة أنواع من المواد التي تعمل على تفتيت الأملاح وتنقيتها، ونحن نوصل خدمتنا إلى مواقع كثيرة في محافظتي عدن ولحج».

ويوكد «نحن كمستثمرين لا نجد حتى %1 من المعاملة المتبعة في دول الخليج».

ويضيف:«الأغطية الخاصة بـ(الدبب) تستورد من السعودية، وتستخدم مرة واحدة، في كل تعبئة جديدة يكون لها غطاء جديد»، وعن المخلفات البلاستيكية يقول الأخ العيسائي:«نجمعها ونبيعها في الخارج كمواد بلاستيكية».

معمل، بل مصنع مصغر حائز على شهادة تقديرية من صحة البيئة، ويشهد له الجميع، تجولنا في أقسام المحطة، في كل قسم نجد عنواناً للنظافة يخبرنا أن هناك بشراً مازال لديهم ضمير، ومن هنا يتحدث إلينا الأخ يحيى حسن، مدير محطة الشفاء قائلا: «إذا أحببت أن تكسب، عليك أن تخسر في الأول، فالمياه مشكلة العصر»، ويواصل حديثه معنا وهو يصف لنا عمل كل جهاز على حدة ويقول : «هذا المصنع موجود مثله على مستوى الخليج اثنان فقط، وكافة الخطوات المطلوبة من تعقيم وتعبئة تتم بصورة آلية، دون أن تمسها أيدي البشر، إلى جانب أن عمالنا يلتزمون بزي رسمي، ويرتدون القفازات، وغرفة تعبئة الماء أشبه ما تكون بغرفة عمليات معقمة بشكل كامل، لا يدخلها غير العمال المختصين».

ويتحدث عن الصعوبات قائلاً:«أصعب ما واجهنا في بداية افتتاح المحطة أن الزبون لم يفرق بين الماء، فهو يرى المياه كلها نوعية واحدة، ولكن الحمد الله أصبح هناك وعي، وعرف الزبائن أن يفرقوا بين أنواع المياه» .

ويواصل قائلاً:«نحن لا نأخذ الماء من الآبار، بل من الشبكة الرئيسة، وتصل الفاتورة لنا حوالي 300 ألف ريال، ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن سعرنا ثابت 150 ريالاً للدبة الواحدة، ونحن نعمل على تغيير الفلترات كل عشرين يوماً، ونعمل فحوصات للمياه بشكل دائم، فيوجد لدينا مهندس مختص، ولدينا عمال مدربون، والحمد لله تحصلنا على شهادة تقديرية من صحة البيئة، وهذا دافع قوي لكي نحافظ على ما وصلنا إليه من ثقة المواطن والجهات المختصة».

ويضيف الأخ يحيى:«إن الشيخ أبوبكر سالم حميد عندما فتح هذا المصنع هنا كان يحب أن يقدم شيئاً للبلاد، وأن يكون بهذا القدر من المستوى، وحالياً لدينا فرع في حضرموت، ونسعى أن يكون لدينا فروع في محافظات أخرى منها تعز وصنعاء».

غدا نتجه معاً لمعرفة رأي الجهات المختصة منها صحة البيئة، والمؤسسة المحلية للمياه، ولن ننسى أخذ رأي الطب في هذه المياه وأضرارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى