وللفن أسراره ..ماذا إذا انحرف خيال الفنان؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> الفن بأشكاله المتعددة: رواية كان أم مسرحية أم فيلماً سينمائياً أم لوحة فنية تشكيلية أم أغنية إلى آخره، يعد قاطرة لا يستهان بها أبداً في توفير الغذاء اللازم لخيال الإنسان والمجتمع على حد سواء. فلما تعتل هذه القاطرة أو تخطئ الطريق، فلاشك حينئذ وأنها تجرف الإنسان معها، وبالتالي المجتمع من ورائه إلى حيث لا ينفع الندم !! ولأن الفن والفنان وجهان لعملة واحدة، لذا فإنه في انحراف خيال الفنان أو اعتلاله أثر مباشر على من هم متلقوه، كذلك فإنه في سلامة هذا الخيال سلامة للمجتمع بأسره دون أدنى مبالغة. ولن نسوق هنا أمثلة معقدة كي ندلل على ما نقول، وإنما يكفينا هنا أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر نماذج لأثر الخيال المنحرف في لباس الفن على متلقيه ما أحدثته مسرحية شهيرة مثل (مدرسة المشاغبين) من خلل ماتزال المدارس في الوطن العربي تعاني منه ربما حتى يومنا هذا في جوهر العلاقة بين المعلم والتلميذ وما يشهده من تجاوز!!

أو ما نجم عن فيلم شهير مثل (لصوص ولكن ظرفاء) عندما خرج الفيلم بخيال نعتقد بأنه انحرف عندما فتح آفاقاً جديدة في مخيلة (لصوص حقيقيين) على فكرة النفاذ إلى المكان المستهدف سرقته عبر السقف، وهو ما أدى إلى اتباع البعض منهم فعلاً النظرية نفسها في سرقات حقيقية. وعلينا أخذ قوائم طويلة من الجرائم والسرقات روجت لها السينما بما لم يخطر على بال المجرمين أنفسهم.

كذلك يكفينا ما روجت له الأفلام الأمريكية على مر تاريخها من أساليب في إفساد الأخلاق من خلال أفلام القتل والرعب والعنف وارتداء ملابس شبه عارية والرقص الخليع المبتذل والقصص الخاصة بإثارة الغرائز الجنسية. وأخيراً قد يكون من حق أي إنسان أن يتخيل ما يريد، ولكن حين يصل الأمر حد إشراك الآخرين فيما يتخيل، فإن ضوابط لا حصر لها يجب أن تضعها المجتمعات الواعية في الاعتبار حتى وإن كان ذلك باسم الفن .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى