مستشفى النقطة.. وتوسيعه

> «الأيام» سامية حسن الصبري - تعز

> ليس هذا اسمها الحقيقي، وإنما اسمها (المستشفى اليمني السويدي)، ولكن أغلب الظن أن المواطن اليمني أطلق عليها هذه التسمية لصغر ما فيها، فكل شيء فيها صغيرالحجم، غرف المعاينة والمكاتب الإدارية حتى قسم الإسعاف.

وفي ظل هذا الوضع ليس فقط الأطفال ومرافقوهم متضايقين، إنما الذباب والبعوض وحتى الصراصير ليست مرتاحة، مع العلم أن شركات النظافة مستقلة عن إدارة المستشفيات. فالنظافة تكاد تنعدم فيها، والروائح الكريهة تفوح منها عند أول بوابة تقصدها.

وعند زيارتي لمستشفى النقطة وجدت الموظفين والعاملين عليها كلٌ مشغول بما عنده، وكأنهم اعتادوا على الوضع، فكل شيء أصبح طبيعيا. أما بالنسبة لتأسيس النقطة فقد بناها السويديون في زمن كان تعداد السكان قليلا، وأيضا المترددون عليها، أما الآن وبعد الضغط السكاني من الداخل والخارج فإنها أصبحت نقطة في نظر الكل. دعاني فضولي لمقابلة أحد الأطباء في قسم جهاز الموجات الصوتية، هو د. محمد أحمد محمود فسألته عن الأوضاع وكيفية التعايش معها والتعامل مع الأطفال المرضى، فقال متكرما: أنا بنفسي أظل وراء عامل النظافة لرش مواد التطهير لهذه الغرفة. وقال: أتعلمين أن بعض الأجهزة التي نعمل عليها قديمة جدا!، ولاتجديد فيها، ولكن نحن مرتاحون نوعا ما، فشيء أحسن من لا شيء. وقال أيضا: أما ما يجري داخل النقطة فيذكرني دائما برحلة قمت بها إلى الأردن، حيث أردت إيقاف تاكسي، وكان معه ركاب، فقال لي سأعود فلم أصدقه لأننا تعودنا عدم الثقة واللامصداقية لأي شيء، فحاولت إيقاف التاكسي التالي فقال لي: سيعود زميلي الذي أخبرك قبلي، حينها تنهدت وقلت ليتنا كلنا سائقون. هذا مثل ضربته لسائق احترم زميله، أما هنا فالمنطقة واللهجة وغيرها تلعب دورا كبيرا في التفاهم بين الناس. واستطرد قائلا: أسأل الله العون لبلدنا الجميل، الذي لايستحق كل ما يفعله به أهله، ويعين الله مدير المستشفى الذي يبذل جهودا جبارة لإنعاش النقطة. وأخيرا قال: هناك رجال أعمال ممن اشتهروا ببناء المساجد والمدارس، نرجو من الله أن يتعاونوا لتوسيع هذه النقطة، لكي تصبح مستشفى تليق بأطفالنا، فلذات أكبادنا. ونشكرهم مقدما لهذا التبرع السخي في مجال الصحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى