جورج حبش يوارى الثرى في عمّان التي ناصبها العداء في الماضي

> عمان «الأيام» موسى حتر:

>
وسط الصورة أمام نعش جورج حبش تظهر ليلى خالد عوض من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي شاركت في خطف طائرات في السبعينات في كنيسة أرثوذكسية في عمان أمس خلال تشييع الجنازة، وتظهر إلى جانبها هلدا حبش أرملة الفقيد
وسط الصورة أمام نعش جورج حبش تظهر ليلى خالد عوض من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي شاركت في خطف طائرات في السبعينات في كنيسة أرثوذكسية في عمان أمس خلال تشييع الجنازة، وتظهر إلى جانبها هلدا حبش أرملة الفقيد
شارك نحو ألفي شخص أمس الإثنين في العاصمة الأردنية عمان في تشييع جثمان الزعيم التاريخي الفلسطيني جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ارتبط اسمها باختطاف الطائرات في سبعينيات القرن الماضي في المملكة الهاشمية التي كانت عدوه اللدود قبل أن يمضي فيها أيامه الأخيرة.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الأردن وسط عمان إلى كنيسة (دخول السيد إلى الهيكل) للروم الأرثوذكس في منطقة الصويفية (غرب عمان) للصلاة عليه قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مقبرة سحاب (جنوب شرق عمان)، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وتجمع المشيعون حول الكنيسة وداخلها رافعين أعلاما فلسطينية وأعلام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحمراء، وصورا ضخمة لحبش ولافتات كتب عليها (وداعا أيها الحكيم.. إنا على العهد باقون).

وقام عشرة جنود من قوات جيش التحرير الفلسطيني (قوات بدر) بحمل النعش الذي لف بالعلم الفلسطيني وإدخاله إلى الكنيسة ليسجى أمام المذبح وسط هتافات (جورج حبش ما بيموت ولو حطوه جوا التابوت).

ثم توجه الموكب إلى مقبرة سحاب حيث ووري جثمانه الثرى وسط صيحات (يا حكيم ارتاح ارتاح إحنا منواصل الكفاح).

وشارك في التشييع حشد من السياسيين الفلسطينيين يتقدمهم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون الذي مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين.

كما حضر نواب عرب من الكنيست الإسرائيلي بينهم محمد بركة وأحمد الطيبي إضافة إلى قيادات في النقابات المهنية الأردنية، بينما لم يلحظ حضور أي من المسئولين الأردنيين على ما أفاد مراسل فرانس برس.

وقال الزعنون، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس الفلسطيني في الكنيسة إن «هذا الرجل العظيم والوحدوي الكبير كان إذا رأى أكثرية ضد رأيه كان يقف ويقول أنا مع الديموقراطية، ولكن قد تعرفون يوما أن ما اتخذتموه من قرارات كان غير صائب».

وأضاف «في هذا المشهد العظيم وأمام هذا القائد العظيم أحمل لكم تعازي الرئيس عباس وتعازي المجلس الوطني الفلسطيني وتعازي روح الشهيد ياسر عرفات (...) إلى المجد وإلى العلا ومع القديسين والشهداء».

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ماهر الطاهر «أوصانا الحكيم بالوحدة الوطنية، وكان يقول لانستطيع أن نحقق النصر ونواجه العدو الصهيوني إلا بوحدتنا».

وأضاف «نعاهد قائدنا الحبيب بأننا سنبقى أوفياء لمبادئه».

وفي رام الله، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائد التاريخي جورج حبش، وأمر بتنكيس الأعلام لمدة يوم واحد في جميع المؤسسات الفلسطينية، وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في الأراضي الفلسطينية.

وتوفي حبش في (مستشفى الأردن) في عمان مساء السبت عن 82 عاما بعد عشرة أيام من دخوله المستشفى بسبب مشاكل في القلب، في حين ذكرت تقارير محلية أنه عانى من سرطان البروستات. إلا أن عطا الله خيري، السفير الفلسطيني في عمان، أكد أن سبب الوفاة كان «جلطة قلبية».

وحبش المولود في بلدة اللد الفلسطينية عام 1925 من عائلة ميسورة من الروم الأرثوذكس كان يعاني منذ سنوات مشاكل صحية، واختار عام 2003 الأردن مقرا له.

وكان حبش، الذي عاش فترة طويلة في سوريا وقبل ذلك في بيروت، تنحى عن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 2000.

وقد أسس الجبهة الشعبية في ديسمبر 1967 التي أصبحت منذ تأسيسها إحدى أبرز فصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي عام 1961 تزوج ابنة عمه هيلدا حبش من القدس، وله ابنتان ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاثة أولاد، ولمى وهي مهندسة كيماوية. ورغم تخلي حبش عن كل مناصبه القيادية في الجبهة الشعبية وبينها منصب الأمين العام، وعدم ممارسته أي نشاطات سياسية منذ سنوات، ظل متصلبا في مواقفه رافضا أي تنازل لإسرائيل.

وذاع صيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد اختطاف الطائرات في الأردن عام 1970 التي كانت سببا لاندلاع المواجهات الدامية في سبتمبر من عام 1970 في ما عرف بـ (أيلول الأسود) بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الأردني.

وتبنت الجبهة التي تزعمها حبش الفكر الماركسي - اللينيني، ولجأت إلى العمليات النوعية، ما أوقعها في خلافات مع حركة فتح بزعامة ياسر عرفات.

وعارض حبش عملية السلام مع الدولة العبرية التي انخرط فيها عرفات، واعتبر أن الدولة الفلسطينية التي سيعلن عنها لا يمكنها إلا أن تكون «كاريكاتيرا» لأن السلطة الفلسطينية قبلت بالعمل على تقديم التنازلات تلو التنازلات، حسب رأيه.

انتقد حبش بشدة اتفاق أوسلو مع إسرائيل عام 1993، ورفض الانتقال إلى الأراضي الفلسطينية بعد انتقال رفيقه في النضال ياسر عرفات إلى رام الله وغزة.

وفضل البقاء في المنفى حتى وفاته في العاصمة الأردنية دون أن يرى اللد مسقط رأسه، لكنه كان يضع على حائط مكتبه في دمشق لوحة فيها حفنة من تراب بلدته. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى