«الأيام» في جول الشيخ وضواحيها :مدينة السلام تحت جنح الظلام .. ومدرسة تفتقر إلى كثير من الخدمات

> «الأيام»جمال شنيتر :

>
جول الشيخ إحدى مناطق مديرية ميفعة محافظة شبوة، الواقعة على وادي ميفعة منطقة غنية بموروثها الشعبي وتاريخها العريق منذ مئات السنين من خلال تعاقب مشايخ آل عبدالمانع على حكم هذه المنطقة وما كان لها من قدسية واحترام بين قبائل المنطقة.

تقع جول الشيخ على بعد نحو 15 كيلومتراً من مركز المديرية ويفصلها وادي ميفعة عن خط المواصلات الرئيس عدن - المكلا، وهي تعد عزلة ومركزاً انتخابياً وتتبعها بعض القرى المجاورة لها، كالسواط، والدرجاج، وقرين بن نشوة .

«الأيام» زارت المنطقة لمعرفة أحوال وهموم أبناء العزلة وآمالهم وأحلامهم .

وحدة صحية مغلقة

مع تباشير الصباح الأولى كانت زيارتنا لجول الشيخ ضمن وفد من السلطة المحلية للمديرية إنه موطن مشايخ آل عبدالمانع، التي كانت تسمى «بالحبط»، وهو المكان الذي يحظى بنوع من القدسية والاحترام لكل من يزوره أو يسكن فيه .

ويحكي لنا الناس هنا أن لمشايخ آل عبدالمانع دوراً كبيراً في حل النزاعات بين قبائل السلطنة الواحدية وتحظى أحكامهم بالاحترام والقبول من كل الأطراف .

كانت الوحدة الصحية في المنطقة مغلقة وهو الشيء الذي أغضب البعض من مرافقينا في هذه الزيارة والأهالي أيضاً خاصة أن الفريق الطبي المتنقل الذي يزور مناطق المديرية غادر المنطقة بعد أن وجد الوحدة الصحية مغلقة، مع أن موظفي الوحدة الصحية الذين التقيناهم فيما بعد يؤكدون أنهم ملتزمون بعملهم، وأن ما حدث هو أن العامل المكلف بالمناوبة كان في مهمة جاب بعض المستلزمات للوحدة الصحية من مدينة عزان .

مدرسة تعاني صعوبات الولادة

في جول الشيخ توجد مدرسة واحدة فقط للتعليم الأساسي ومن نظرتي الأولى للمدرسة لاحظت تشتت الصفوف الدراسية في أكثر من جهة وعدم وجود سور للمدرسة بالإضافة إلى تدني مستوى النظافة، وبهذا الصدد يقول التلميذ بالصف الثامن عمران محمد عبدالله عبدالمانع:«نأتي الصباح إلى الصف فنجد آثار القات والسجارة والأوساخ منتشرة في أرجاء الصف والصفوف الأخرى، لأنه لا يوجد سور للمدرسة ولا توجد حراسة».

وقال التلميذ علي محمد علي عبدالرحمن يالصف الثامن:«لاحظ أرضية الصف الأسمنتية المتهالكة وهي بحاجة إلى الترميم، والإصلاح وبعض الأمياز والأثاث مكسرة، ونطالب عبر «الأيام» بتوفير مختبر لمدرستنا، لأننا ندرس المواد العلمية نظرياً فقط».

أما الأخ عبدالولي القرنعة أحد معلمي المدرسة، فتحدث قائلاً:«هناك زحمة في عدد التلاميذ في بعض الصفوف الدراسية مثلاً الصف الثاني عدد التلاميذ 57 تلميذاً، ولم يتم تشعيب الصف نتيجة قلة المعلمين، وتتعذر الإدارة المدرسية بنقص الغرف الدراسية، وبالإمكان فتح الغرف الدراسية المغلقة».

أما الأستاذ شيخ عمر عبدالمانع مدير مدرسة جول الشيخ فيقول:«المدرسة يدرس بها 500 تلميذ من أبناء مناطق جول الشيخ، السواط، الدرجاج، القرين، والرحابة، وهي مدرسة قديمة ويبلغ عدد المعلمين 21 معلماً وتسير الدراسة بشكل جيد إلا أن هناك صعوبات وهموم تواجهنا، من بينها نقص الغرف الدراسية، وكذا نقص من الكتب المدرسية، والمدرسة تفتقر إلى كثير من والإمكانيات، نرجو من قيادة السلطة المحلية ومكتب التربية توفيرها».

قبل أن أغادر المدرسة شدني الأستاذ عبدالله محمد المانع وكيل المدرسة وهو يقوم بالإضافة إلى عمله الإداري بتدريس التلاميذ مادة الرياضات نظراً لنقص المعلمين، ليقول لي إن اسمه قد سقط سهواً من كشوفات المعلمين المستحقين لطبيعة العمل العام الماضي رغم تفانيه وإخلاصه في العمل في هذه المدرسة .

بين المياه والكهرباء

الأخ سماع أحمد القلب عبدالمانع يقول عن مشكلة المياه:«يوجد مشروع أهلي للمياه، ولكن المشكلة أن شبكة المياه قديمة منذ عام 1982م وهي الآن لم تجدد وبحاجة إلى تغيير شامل لها أوعلى الأقل صيانتها، كما أن المشروع بحاجة ملحة للدعم الحكومي».

الأخ علي عبدالله باكركر تحدث عن معاناة المنطقة من الكهرباء قائلاً:«الكهرباء أصبحت من أساسيات الحياة في عالم اليوم، ونحن في جول الشيخ وبقية مناطق المرحلة الثانية تعمل لدينا الكهرباء أربع ساعات في النهار فقط ، وهذا جاء بعد ربع قرن من الصبر والانتظار، ونحن نشكر كل من أسهم في ربط المرحلة الثانية، ولكن لابد من ربط المنطقة بشكل كامل وشامل نهاراً وليلاً، ولابد من توفير مواطير إضافية لجول الشيخ وبقية مناطق المرحلة الثانية».

بين الألم والأمل

غادرنا جول الشيخ بعمارتها الطينية المتميزة وسوقها البدائي المتواضع ورجالها النشامى قائلين «كفانا هذه الأوجاع ويكفي هذا التمادي» في إشارة إلى حاجة المنطقة إلى التنمية أولاً وأخيراً .

اتجهنا نحو الوادي برماله الممتدة بين مساحات الألم والأمل وواصلنا المسيرة حتى انحرفت بنا السيارة إلى اليسار قليلاً نحو قرية الرباة، وأول ما تواجهك النخل البواسق وشجيرات خضراء تبعث في النفس وميضاً من الأمل في غد أجمل .

صعدنا إلى أعلى الهضبة، حيث تقع مدرسة عمر بن عبدالعزيز بعد أن كدنا نتوه في الطريق إليها لولا استنجادنا بأحد أبناء القرية.. استقبلنا تلاميذ المدرسة.. شفاه تبتسم وصرخة فرح تجلجل بقدوم هؤلاء الغرباء إلى قريتهم ومدرستهم الوحيدة، وعنها تحدث الأستاذ عمر علي الحوفلي مدير المدرسة قائلاً: «مدرسة عمر بن عبدالعزيز إحدى المدارس حديثة العهد، والتي أُنشئت في عهد الوحدة يبلغ عدد تلاميذها مائة وسبعين تلميذاً ويدرس التلاميذ فيها من الصف الأول إلى الصف الثامن أساسي والدراسة تسير فيها بشكل جيد، والآن نحن نستعد لبدء الامتحانات النصفية، أما عن الصعوبات فهي تنحصر في نقص الغرف الدراسية، وبعض الصفوف مسقوفة بسعف النخيل والهرب، وهي بلا نوافذ، بل أن بعض التلاميذ يدرسون في فصول لا تصلح للدراسة، ولكن للضرورة والحاجة أحكام، وهناك مشكلة نقص المعلمين، والتلاميذ يدرسون هنا إلى الصف الثامن ثم ينتقلون لإكمال الدراسة في الصف التاسع إلى مدرسة خالد بن الوليد أو مدرسة جول الريدة».

وللسلطة المحلية كلمة

كان لابد من كلمة للأخ عبدالكريم أحمد جار الله مدير عام مديرية ميفعة رئيس المجلس المحلي الذي زار جول الشيخ وضواحيها، حيث قال:«جول الشيخ وضواحيها منطقة تستحق الاهتمام، وربما أكون اليوم أول مسؤول يزور هذه المناطق، حيث اجتزنا الوادي للوصول إلى المواطنين والاستماع إليهم، و الاطلاع على أداء المرافق الحكومية، وزرنا مدرستي جول الشيخ وعمر بن عبدالعزيز، واطلعنا على سير الدراسة وتلمسنا الصعوبات والهموم التي تواجه الطاقم التعليمي، وشددنا على أهمية الانضباط في العمل وأداء الواجب في تربية الجيل الناشئ على حب العلم والوطن والوحدة والالتزام بالشعارات الوطنية في المدارس، كما استمعنا إلى هموم الناس وخاصة مشروع الكهرباء، ونحن نولي هذا المشروع اهتماماً كبيراً ونتابع باستمرار المحافظة والوزارة من أجل إنجاز المرحلة الثانية وبصورة شاملة، كما أود أن أعرب عن إعجابي الشديد بفن البناء المعماري الطيني وخاصة في جول الشيخ وميفعة القديمة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى