> الرياضيون هم جزء من هذا العالم المليء بالتناقضات والكيل بمكيالين، ولكون الرياضة تحمل رسالة سامية، وهي السلام والفن والأخلاق، والأخيرهوالعنصر الأهم الذي تحيا من أجله الشعوب عند الممارسة على أرض الواقع، وهو ما تميز به الكثير من الرياضيين والمشاهير في مختلف الألعاب منذ أن عرفت، وهكذا سار هؤلاء الرياضيون يحملون هذه المضامين المتميزة، والكثير من الشواهد الجميلة أصبحت ذكرى يحتذى بها، وأصحابها أبطال في نظر الجماهير..وإن نصرة الشعوب التي تتعرض للاضطهاد والجوع والفقر وغيرها من المآسي لابد من دعمها والمؤازرة والتعاطف معها ورفع الظلم عنها وهذه تعدُّ من واجبات أخلاقنا،وهؤلاء الرياضيون عندما يقومون بهذه الأعمال والتعبير عنها بالدعم أو المساندة والتخفيف من الآلام والمعاناة فإنها تستقطب اهتمام وسائل الإعلام والجماهير، والإنحياز لهذه الأعمال التي تدخل البهجة والسرور لأصحاب المعاناة، وهي ليست مقتصرة على أحد بعينه ، بل هناك منتخبات وأندية ولاعبين يقومون بهذا العمل الإنساني حسب الإمكانات المتاحة لهم، مثل إقامة المباريات الخيرية في الملاعب العالمية المتنوعة، أو التعبيرعن مساندتهم لتلك القضية بأي طريقة ملفتة للأنظار،لإيصال الرسالة إلى الرأي العام العالمي، كما فعل النجم الأكثر شعبية في العالم الموهبة «محمد أبو تريكة» لاعب الأهلي ومنتخب مصر، عندما رفع فانلته الشهيرة وبجرأة مطلقة أمام الملايين وعلى الهواء مباشرة في بطولة أمم أفريقيا، والتي تعد من أهم البطولات القارية بالنسبة للمتابعة الجماهيرية، فالتوقيت كان مناسبا و«تعاطفا مع غزة» هي بمثابة تعبير من رجل محب للسلام الذي ينشده الشرفاء في العالم، وليس كما هو حاصل في أرض فلسطين المحتلة والذي ذاق شعبها بأكمله صنوف العذاب و التدمير أرضاً وإنساناً، وما تقوم به الآلة العسكرية الإسرئيلية من هتك الأعراض والقتل والحصار المفروض على قطاع غزة..لقد كانت رسالة «أبو تريكة» صادقة ومخلصة، لا يلوم فيها لومة لائم، رسالة من مصر العروبة المحروسة بإذن الله، وهي دائماً تقدم لنا نماذج كبيرة ذات معانٍ عظيمة، تخلق فينا روح الانتماء العربي من المحيط إلى الخليج.

إن البطاقة الصفراء التي رفعها حكم المباراة ضد محمد أبو تريكة النبيل تعد أشرف بطاقة في هذا العالم المليء بالمتناقضات والكيل بمكيالين.