الملعب الرياضي .. وحدة مغلوبة على أمرها!!

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> أظن - وليس كل الظن إثم- أن بعض الرياضيين والداعمين والسياسيين الجدد الذين دخلوا ميادين الرياضة من باب المال والجاه والوجاهه السياسية، وليس عن طريق العشق والانتماء، لا يعرفون أن نادي وحدة عدن كيان موغل في التاريخ والعراقة والمكانة والبطولات والأمجاد والتفوق والشعر والأدب والشعبية وحتى النضال.

- إذا تحدثنا عن التاريخ والعراقة والمكانة، فإن وحدة عدن أحد أقدم الأندية الرياضية في الجزيرة والخليج، (تأسس عام 1937م)، والقطب الثاني للكرة العدنية والمنافس التقليدي العتيد لنادي التلال.

- وإذا تطرقنا إلى الأمجاد والبطولات فإن وحدة عدن يأتي في المرتبة الثانية بعد التلال في عدد الفوز ببطولة الدوري وقبل التلال في مرات الفوز بكأس الجمهورية، بل إنه الفريق الوحيد الذي استطاع أن يجمع البطولتين (الدوري والكأس) في موسم واحد، طبعا هذا قبل الوحدة اليمنية.

- وإذا تكلمنا عن الأبطال والنجوم فإن وحدة عدن قدم للرياضة اليمنية والمنتخبات الوطنية أبرز وأفضل وألمع النجوم والأبطال في الفئات العمرية للمنتخبات وفي مختلف الألعاب، وإن أردنا أو حاولنا استعراضهم كلهم فإننا بحاجة إلى سجل كبير وليس مجرد عمود صحفي صغير كهذا.

- وإذا طرقنا باب التفوق والإبداع فإن نادي وحدة عدن كان بطل التفوق بلا منازع وصاحب الرقم القياسي في الحصول على كأس (التفوق الرياضي) الذي كان يمنح للنادي الفائز بأكبر عدد من البطولات في الألعاب المختلفة خلال موسم واحد.

- وإذا تحدثنا عن الشعبية والجماهير فإن وحدة عدن كان النادي الأكبر والأكثر جماهيرية في المحافظات الجنوبية والمحافظات الشمالية القريبة.

- وإذا استعرضنا سيرة النضال والشعر والأدب والفن والوحدة فإن فيحاء الشيخ عثمان ورجالها لهم باع طويل، بل ربما الأطول في الأدب والشعر والفن والكفاح ضد الاستعمار، بل إن نادي الوحدة العدني حمل إسم وشعار وخارطة الوطن الموحد قبل تحقيق الوحدة اليمنية بسنوات طويلة .. هذه مجرد لمحة ليس إلا عن وحدة عدن ليعرف الذين لا يعرفون ما معنى هذا النادي العريق، لكن الأزمان تغيرت والأمكنة تبدلت.. وآه يا زمن الوصل في الشيخ عثمان.

- جار الزمان وحال ومال وانتقل نادي وحدة عدن من قلب وساس الرياضة اليمنية إلى هامشها، والمصيبة أن السياسة ألقت بظلالها على الرياضة وانتقلت عدواها وبلاويها وتميزها إلى ساحات الرياضيين والأندية، ولم تعد السلطة تتعامل مع هذا النادي أو ذاك حسب عراقته أو أهميته أو حاجته، وإنما حسب موقعه من الإعراب السياسي، ولدواعٍ وأهداف سياسية.. الداعمون والسلطات المحلية الصغيرة تتعامل مع الأندية حسب عقلية السلطة الكبيرة، على طريقة الذي معنا في الجيب (سيبوكم منه)، والذي يعارضنا أو يمكن أن يكون معارضا لنا أو بؤرة لإنبثاق معارضة ما (اهتموا به).

- فمثلا نجد السلطة المحلية والمركزية وبعض الداعمين أيضا يولون اهتماما كبيرا لنادي التلال دون غيره من الأندية العدنية لأسباب ودواعٍ (سياسية) أكثر مما هي (رياضية) أو (وطنية)، وأولها اعتقادهم أن نادي التلال هو رمز وممثل (الجنوب) رياضيا، وبالتالي سياسيا.

- (كمران) تدعم نادي التلال وهو في الدرجة الثانية بـ (10) ملايين ريال سنويا، وهذا المبلغ تخص به (كمران) نادي التلال وحده دون غيره من الأندية العدنية واليمنية.. لدوافع أكاد أجزم أنها ليست (رياضية) أو لمكانة التلال وموقعه الهام في الخارطة الرياضية اليمنية، وإنما لأسباب بعضها تتعلق بما يمثله التلال من ثقل في الجنوب، وبما كان يحتله من مكانة في مراكز صنع القرار السياسي في الدولة والسلطة الجنوبية سابقا، وبعضها يتعلق بوجود (نجل الرئيس) على قمة الرئاسة الفخرية للنادي.

- ليس لدينا أدنى اعتراض على اهتمام السلطة بنادي التلال أو على دعم (كمران) لهذا النادي العريق بـ (10) ملايين ريال، فهو يستحق بدلا عن العشرة (مائة مليون)، ومن الاهتمام أضعافا وأضعاف، لكننا نتساءل لماذا لاتنال الأندية العدنية الأخرى نصيبها من اهتمام ورعاية السلطة المحلية والمركزية، ومن دعم (كمران) وغيرها من الداعمين؟!.

- وإذا كنا كلنا قد وقفنا مع نادي التلال وآزرناه بل وتعصبنا له أحيانا خلال السنوات الماضية ما بعد تحقيق الوحدة اليمنية باعتباره الممثل للكرة العدنية وحامل آمالها بين الكبار، خاصة بعد هبوط الأندية العدنية الأخرى، فإنه أصبح لزاما علينا ومن واجبنا الآن أن ندعم الأندية الأخرى ونؤازرها وبالذات ناديا الوحدة والشعلة ممثلا عدن حاليا في الدرجة الأولى، دون أن نغفل اهتمامنا ومؤازرتنا لنادي التلال للعودة سريعا إلى موقعه بين الكبار، وكذا شمسان والميناء وأيضا أندية النصر والجلاء والروضة والمنصورة لانتشالها من أوضاعها لتصبح أندية حقيقية مؤثرة وليست مجرد أسماء هامشية.

- فريق وحدة عدن عاد إلى الدرجة الأولى بعد سنوات من العناء والمعاناة، وهو بحاجة ماسة إلى الدعم المالي والمعنوي والمؤازرة لكي يبقى هذا الموسم في الدرجة الأولى، ويصبح قادرا الموسم القادم على المنافسة والمقارعة، وهو قادر على حمل لواء الكرة العدنية باقتدار إذا ما توفر له ما يحتاجه وما يستحقه من دعم واهتمام.

- قفوا مع الأخضر العدني وادعموه حتى لا يعود مجددا إلى غياهب النسيان، ولكي يتعزز موقع الكرة العدنية الطبيعي بين الكبار، هذا الموسم الوحدة والشعلة في الدرجة الأولى، والموسم القادم إن شاء الله سيعود معهما التلال، وبعد شمسان والميناء وربما الجلاء والنصر والمنصورة والروضة.. لابد من وقفة جادة مع فرسان الفيحاء، فما جدوى أن يصعد التلال ويهبط الوحدة وكأنك يابوزيد ما غزيت!!

- هذا نادي وحدة عدن.. عراقة لا تمحى وتاريخ لا ينسى، حامل اسم وشعار الوحدة اليمنية قبل أن تتحقق بعقدين ونصف من الزمن، وهو يستحق دعم واهتمام وعرفان ووفاء دولة الوحدة إذا كانت فعلا وحدة ما يغلبها غلاب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى